عندما كثر الحديث عن منصب وسيط الجمهورية الذي بدأت ملامحه تتضح أكثر فأكثر على الساحة الوطنية خلال الأيام الأخيرة، وغضا للطرف عما سوف يقدمه هذا المنصب-القديم الجديد- للمواطن المغلوب على أمره، المنهك من البيروقراطية الإدارية التي أكلت سنوات عمره.
عندما كثر الحديث تذكرت ما يعانيه المواطن من الإدارة نفسها، ومن المسؤولين سواء رئيس بلدية، أو رئيس دائرة، وحتى الوالي.قلت في نفسي كيف لهذا المنصب -وسيط الجمهورية- أن يساهم في حلحلة مشاكل المواطن وهو أي المواطن يلتقي المسؤول بشحمه ولحمه في مكتبه الرهيب على مستوى الإدارات، وتقدم له الوعود تلو الوعود ورغم هذا لا يجد لمعضلته حلا بالسنوات، وفي كثير من الأحايين ترمى مسألته عرض الحائط وتعتبر ملفا مغلوقا.
كنت أنتظر شيئا مغايرا لما تم طرحه من أجل تقريب المواطن بالإدارة، وتقديم له الحل دون أن يجهد نفسه في الجري وراء موعد مع مسؤول، أو انتظار جواب عن رسالة بالبريد المضمون، كما كنت أنتظر من المسؤولين لا سيما الولاة أن يفتحوا أبوابهم للمواطن للوقوف على مشاكله، والاستماع للانشغالات الجمة مع التنفيذ وبخاصة أن الولاة “سالكين عليها” بعبارة أدق لا يعملون دون مرتب، أو دون امتيازات، أو هم مجرد جمعية خيرية.
للأسف الشديد هناك ولاة لا ثقافة دولة لهم، فهم ينظرون للمنصب على أنه غنيمة اكتسبوها، وبريستيج نزل عليهم من السماء، فهم يقضون سحابة نهارهم في الروتين الذي يعرفه العام والخاص، لكن لا ترى شيئا في الأفق سواء كانت تنمية، أو تقديم خدمات بسيطة للمواطن، أو السهر على حل المشاكل التي يعاني منها أرباب العائلات المنهكين من تعب الحياة.
أسمع من المواطنين الكثير من الشكوى والتذمر ولا أظن أن ذلك بخافٍ عن السيد رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” الذي أعطى تعليماته الواضحة كالشمس في كبد السماء للولاة بأن يتكفّلوا بمعاناة المواطن، كما أسمع عن شكوى من طينة أخرى تتمثل في الأساس بعدم الاعتراف بقرارات والي سابق، حيث يعتبر الوالي الذي في المنصب الحالي كل قرارات الوالي السابق هي قرارات غير معتد بها، ولا يعطيها قيمة ويرفض حتى استقبال المواطنين الذين تعاملوا مع الوالي السابق وبدأوا مشاريعهم، وهناك من أنهى مشروعه لكن الوالي الذي تعامل معه حوّل فبقي ينتظر مستحقاته، والوالي الحالي يتماطل ويتنكر له، ويستعمل موظفيه لمنعهم من الوصول إليه.فإلى أين يلجأ هذا المواطن الجزائري الجنسية الذي قدم خدمة ولم يتحصل على مستحقاته، وما ذنب المواطن في هذا المقام حتى يجد الوالي الحالي له بالمرصاد ليحرمه من كامل حقوقه، وما ذنب أطفاله حينما يحرمون من الحليب والكسوة، والأكل والشرب.فهل أولاد الوالي من نوع البشر وأولاد المواطن الذي قدم الخدمة على أفضل وجه ليسوا من نوع البشر!.
للأسف الشديد هناك ولاة لا ثقافة دولة لهم، فهم ينظرون للمنصب على أنه غنيمة اكتسبوها، وبريستيج نزل عليهم من السماء، فهم يقضون سحابة نهارهم في الروتين الذي يعرفه العام والخاص، لكن لا ترى شيئا في الأفق سواء كانت تنمية، أو تقديم خدمات بسيطة للمواطن، أو السهر على حل المشاكل التي يعاني منها أرباب العائلات المنهكين من تعب الحياة.
وعند الحديث عن نصف الكوب لا يمكن التغاضي عن النصف الآخر، فهناك ولاة أذكياء ولهم فائق القدرة على التعامل مع كل المشاكل سواء القديمة أو الجديدة، بل هناك ولاة عندما يستقدمون يصرحون بأنهم استلموا المهام من سابقيهم السلبيات والإيجابيات، هدفهم أن يخدموا المواطن لأنهم يتقاضون مرتبا نظير ذلك.
رئيس الجمهورية مطالب بفتح تحقيقات فعلية، والاستفسار عما يحدث خدمة للمواطن، والضرب من حديد لأن الجمهورية الجديدة تقتضي ألا تلطخ سمعتها بميزاج والي يرى نفسه قيصرا يأخذ مرتبه من الخزينة العمومية دون أن يتحمل مسؤوليته أمام كل مواطن مهما كانت صفته الشخصية.و من العجب العجاب أن يقول والي عن والي سابق له بأنه ترك له ديونا، ويتهكم حتى بمسجد لأن الوالي السابق فتحه بعد أن كان مغلق الأبواب منذ زمن بعيد لكن ترك ديونا على عاتق الإدارة لأنه ببساطة شديدة حول من هذه الولاية، وبدل ما يجازى الجميع بما فيهم الوالي السابق يذم من قبل هذا الوالي وكل من تعامل معه يلقون التنكر والتهكم والاستخفاف بالمستحقات!.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 7360
كفيت ووفيت هي حقيقة واقع مر اتمني ان رسالتك تلفي اذان صاغية