حملة شعواء تقوم هذه الأيام ضد الشيخ الشعراوي رحمه الله، وصلت حد حرق كتبه والشروع في حذف مقاطعه على اليوتيوب بحجة محاربة الأفكار التكفيرية..
.. في تحالف بائس بين المداخلة والعلمانيين وأشباه الحداثيين ورأس حربتهم إبراهيم عيسى الذي يعتاش من التطاول على الدين! والذي اختصر سيرة الشعراوي في كلمتين “دا قتال قتلة”!
بدأت الحملة حين أعلنت وزارة الثقافة المصرية قبل أيام نيتها الاحتفاء بالشيخ الشعراوي، خلال رمضان القادم بانتاج مسرحية تخلد تاريخ الرجل، فقامت قيامة أدعياء العلم والحداثة والتحرر فهاجموا الشعراوي بعنف وطالبوا بمحو كل تراثه لأنه تكفيري ولا يختلف في رأيهم عن القرضاوي!
هؤلاء “الحداثيون” لم يهاجموا إلا نادرا التكفيري وجدي غنيم مثلا الذي وصل به الحد قبل بضعة أشهر حتى الى تكفير العالم أحمد زويل! لكنهم يهاجمون الشعراوي لأنه محل إجماع لدى الجميع حتى السلفيون لا يستطيعون الطعن فيه!
طبعا من يسمون أنفسهم بالقرٱنيين هم جزء من هذه المعركة، يسعون في الحقيقة لهدم السنة النبوية الشريفة بالتشكيك في كل شيىء الا القرٱن ثم يحاولون بعد ذلك بسط مفهومهم الخاص لاحكام وتفاسير القرٱن تصب كلها في وعاء ما يسمونه بالدين الابراهيمي الذي تبنته الإمارات وحشدت له بعض رجال الدين والمشاهير وفتحت له حتى فضاء موحدا للعبادة يجمع المسجد بالكنيسة بالمعبد اليهودي!
هؤلاء القرٱنيون فشلوا في هدم صحيح البوخاري الذي تقوم عليه السنة النبوية الشريفة، لذلك يواصلون معركتهم في محاربة علماء الوسطية والاعتدال القلائل الذين تجتمع حولهم الأمة مثل الشيخ الشعراوي رغم أنه كان وزيرا في عهد السادات وعاش محاربا للفكر المتشدد بل ومنتقدا حتى لفكر الاخوان المسلمين! فلماذا عاد العلمانيون لمهاجمته اليوم بعد قرابة 25 سنة من وفاته!
المتصفح لشبكات التواصل الاجتماعي عبر السنوات الأخيرة يجد أكثر المقاطع تداولا واقتباسا لدى الشباب هي مقاطع الشيخ الشعراوي والدكتور العالم مصطفى محمود صاحب كتاب العلم والايمان، ويفهم العلمانيون جيدا ماذا يعني أن يكون الشعراوي هو الاكثر اقتباسا لدى الاجيال في مواقع التواصل بعد 25 سنة من وفاته، يعني ذلك أن معاركهم منذ فرج فودة الى غاية نوال السعداوي وابراهيم عيسى قد فشلت فشلا ذريعا في تشويه الموروث الديني ودفن صحيح البوخاري! بل زادت الحملة في تمسك الشباب بقيمهم الدينية وضاعفت في انتشار صحيح البوخاري مترجما الى جميع اللغات في القارات الخمس.
هؤلاء “الحداثيون” لم يهاجموا إلا نادرا التكفيري وجدي غنيم مثلا الذي وصل به الحد قبل بضعة أشهر حتى الى تكفير العالم أحمد زويل! لكنهم يهاجمون الشعراوي لأنه محل إجماع لدى الجميع حتى السلفيون لا يستطيعون الطعن فيه!
يقول ابراهيم عيسى وجماعته أن الشعراوي أفسد الفن في مصر عندما دفع أغلب الفنانات النجمات الى الاعتزال، وأفسد الاقتصاد المصري عندما كان أول وزير أوقاف يحارب البنوك الربوية! وأفسد سلطة الدولة على الازهر الشريف عندما وقف في وجه تدجينه ورفض أن يكون تعيين الامام الأكبر واقالته بيد رئيس الدولة فقط!
كان الشيخ الشعراوي معارا في السعودية نهاية الستينات فجاءته رسالة من عبد الناصر تقول له انتهت اعارتك في السعودية وجهز نفسك لتبدأ إعارتك في الجزائر!
بالمختصر الشيخ الشعراوي أفسد على العلمانيين طبخة التحريض والوقيعة بين العقل والنقل وبين العلماء والشعب والدولة، فصنع مشهد العالم الوزير المستقل برأيه في أوج قوة النظام المصري.
كان الشيخ الشعراوي معارا في السعودية نهاية الستينات فجاءته رسالة من عبد الناصر تقول له انتهت اعارتك في السعودية وجهز نفسك لتبدأ إعارتك في الجزائر!
اكتأب الشيخ ولم يتردد في رفض القرار ونام ليلته مهموما مغموما، لكنه رأى في منامه شيخه في الطريق سيدي محمد بلقايد شيخ الطريقة الهبرية يعاتبه ويقول له أهكذا ترفض دعوتنا يا شيخ متولي!
حزم الشيخ بعدها أمتعته ولبى النداء وكانت وهران قبلته الأولى، حيث زار شيخه بلقايد ودوام على تعلم الأوراد منه إلى غاية عودته إلى مصر.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.