كان دائما السؤال الذي يُطرح: هل سيأتي يوم يستطيع فيه أحد محركات البحث إزاحة جوجل عن عرش محركات البحث عن الأنترنت؟
وكانت دائما الإجابة هي الصعوبة البالغة لحصول ذلك، نظرا للسبق الذي أحرزه جوجل في هذا المجال، ولم يكن حتى بمقدرة Microsoft وهي العملاق الكبير في المجال المعلوماتي أن تنافس بمحركها bing، وبقي محركها بعيدا عن جوجل.
كنا دائما ننتظر محركا للبحث لينافس جوجل، لكن لم يكن أحد ينتظر أن يأتي chabot مفتوح لعموم الناس وليس مصنفا كمحرك بحث، وليس تابعا لعملاق كبير تقنيا، لم يكن أحد ينتظر أن يصبح تهديدا حقيقيا لجوجل..
لدرجة أن الرقم واحد في الشركة قد بعث بحسب New York Times ما يسمى الرمز الأحمر Red Code داخليا ليطلب على عجل من مختلف فرق عمل جوجل ليبحثوا على عجل كيفية مواجهة خطر صعود ChatGPT وخطر تأثيره على مكانة جوجل في السوق..
فلماذا دق مسؤول جوجل ناقوس الخطر؟
عادة لما يبحث أحدنا عن معلومة معينة، فإن أول ما يفعله هو التوجه لجوجل وكتابة ما يريد معرفته، فتكون الإجابة بمجموعة من النتائج بترتيب معين تحتمل أنها تحوي الإجابة على تساؤل الباحث، وعلى هذا الأخير اختيار وتتبع النتائج للحصول على المعلومة التي يريد..
في حالة ChatGPT المعتمد على الذكاء الاصطناعي، الأمر مختلف، الأمر هو محادثة مع chatbot، الذي يعوض إنسانا افتراضيا تسأله، فلا يعطيك قائمة نتائج محتملة، بل يعطيك إجابة مباشرة على سؤالك، َكلما كان السؤال دقيقا كلما كانت الإجابة دقيقة، خصوصا باللغة الإنجليزية، وتستطيع تدقيق الإجابة عبر المحادثة وقد يطلب منك ذلك.
ما يميز هاته الأداة الجديدة، أنها مفتوحة لعموم الناس على الأقل في المرحلة الحالية، وهي في تطور وتعلم مستمر، أي ان إجابتها ودقتها تتطور مع الوقت، وهي أداة تجيب على الأسئلة في كل المجالات تقريبا.
وقد شهدت العديد من الجامعات والمدارس استعمالا لافتا لها من قبل الطلبة، وقد نتخيل مع مرور Openai وهي الشركة المطورة للتطبيق لطرح نسخات محدثة ومتقدمة لتطبيقها، نسبة مستعملي جوجل الذين سيتحولون لـ ChatGPT كإختيار أول بدل جوجل في بحثهم عن المعلومة وحتى في حياتهم المهنية خصوصا..
ونستطيع تصور حجم ما ستخسره شركة جوجل من إعلانات وموارد مالية نتيجة هذا التحول الجذري، مما يؤكد أن الرد من جوجل سيكون سريعا، لكنه ليس سهلا ولن يعوض بالضرورة ما ستفقده ماديا، لأن تطبيق محادثة مباشر لن يتيح الكم الهائل للإعلانات التي يتيخها محرك البحث، وهنا جوجل في تحد حقيقي وتاريخي.
ستخبرنا الأسابيع والشهور القادمة بما ستقدمه جوجل كرد على هذا التغير الثوري والتاريخي في عالم الأنترنت، وفي حياتنا اليومية، وهل كانت على استعداد لهاته المرحلة.
ملاحظة: في الفترة الحالية CHATGPT غير متوفر إبتداءا من الجزائر، لكن من الممكن الالتفاف على هذا المنع، يمكن البحث عن الطريقة عبر جوجل.
@ طالع أيضا: بعد ثورة الأنترنت، هل سيغير ChatGPT عالمنا مُجددا؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.