اعترف وزرة الخارجية رمطان لعمامرة أن وزارته والجهات الأمنية تعرّضت لخديعة من الصحفي الإسرائيلي جدعون كوتس، الذي رافق الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس في زيارة رسمية إلى الجزائر في 09 و10 أفريل الفارط.
وقال لعمامرة في رد كتابي على سؤال للنائب حسن عريبي، عن حركة الإصلاح الوطني، يحوز “زاد دي زاد” نسخة منه، أن وزارة الخارجية “منحت تأشيرة للمسمى جدعون كوتس بصفته يحمل جنسية فرنسية وجواز سفر فرنسي ويعمل لحساب مجلة فرنسية تصدر بفرنسا، وورد طلب اعتماده من رئاسة الحكومة الفرنسية ضمن قائمة الوفد الصحفي المرافق للوزير الأول الفرنسي في 09 و10 أفريل الفارط، وهو لم يسبق وتعرض في كتاباته بالسوء للجزائر، وتتعلق صلاحيات التأشيرة حصريا بتغطية زيارة فالس إلى الجزائر”.
غير أن كوتس، لم يلتزم بما منح له في رخصة التغطية الصحفية، فخاض في الشأن الجزائري الداخلي وحاور شخصيات ووزراء منهم وزير الداخلية والجماعات المحليات نور الدين بدوي، ونشر مقالا بعنوان “يوميات رحلة إسرائيلي إلى الجزائر” في صحيفة معاريف الإسرائيلية في 23 ماي 2016، وهو ما خلّف موجة سخط في الجزائر، خاصة لدى الصحافة والشعب، وعرّض الحكومة لهجوم عنيف بشأن مهمّة مصالح المخابرات والسفارة الجزائرية في فرنسا.
وقال لعمامرة “في المناسبات التي تمثل فرصة لترقية العلاقات الثنائية لا لتأزيمها، تلجأ وزارة الخارجية إلى تبسيط إجراءات منح التأشيرة للفرق الصحفية المرافقة للشخصيات السامية وعدم رفضها إلا في حالات نادرة واستثنائية”.
لكن هذا “التبسيط” في منح التأشيرة، ما كان ليمنع مصالح المخابرات في السفارة الجزائرية بفرنسا من بحث بسيط على الإنترنت، لتعرف أن جدعون كوتس خدع السعوديين قبل سنة فقط وزار عدة مناطق هناك وكتب مقالا عن “اختراقه” للمملكة وضحك على الجميع كما ضحك على الجزائريين !
والمؤسف أن يقول لعمامرة “الصحفي لم يلتزم بالموضوع الذي اعتمد من أجله ومارس نشاطا صحفيا غير مرخص وتعاطى مع قضايا لا صلة لها بالزيارة ونشر موضوعات في صحف غير التي اعتمد من أجلها، وعلى هذا الأساس تم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الانزلاقات، وتم إخطار السلطات الفرنسية عن طريق القنوات الدبلوماسية باستهجاننا لهذا التصرف اللامسؤول لصحفي من الوفد الرسمي الفرنسي”.
وهنا يحاول لعمامرة التنصل من مسؤوليات وزارته ومصالح المخابرات، فالسلطات الفرنسية تعلم أن كوتس إسرائيلي وهي التي سهلت له المهمة وأدخلته ضمن الوفد الرسمي، ما يعني أن الفرنسيين أيضا ضحكوا على الجزائريين لأنهم يعرفون حساسية أن يدخل إسرائيلي إلى الجزائر عند الجزائريين، واللوم كله يقع على الجانب الجزائري وليس على غيره أبدا.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.