زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

لعبة البوكيمون الإلكترونية.. إلى أين ستأخذ الأجيال؟!

لعبة البوكيمون الإلكترونية.. إلى أين ستأخذ الأجيال؟! ح.م

عناوين فرعية

  • عندما يتداخل الواقع مع العالم الافتراضي

في أقل من أسبوع من طرح لعبة بوكيمون إنطلق (Pokemon go) حمّلها الأمريكيون على 5 بالمائة من أجهزتهم الذكية، أي 15 مليون تحميل لهذه اللعبة الالكترونية التي طرحت للمستهلك الأمريكي يوم 6 جويلية الجاري الذي صادف عندنا عيد الفطر المبارك، انتشرت هذه اللعبة الإلكترونية بشكل رهيب تجاوزت انتشار أشهر مواقع التواصل الاجتماعية كفايسبوك وواتس أب وانستغرام وسناب شات، مما يجعلنا كأولياء ومهتمين نتساءل بخوف الى أين ستأخذ هذه اللعب أبناءنا والأجيال القادمة...

بعض المحللين الأمريكيين اعتبروا انتشار اللعبة بهذا الشكل هو لأنها جديدة ومجانيةأ وهي أيضا مشوقة وتعيد الجيل الذي ولد في التسعينيات والذي تربى على أول منتجات شركة بوكيمون اليابانية التلفزية في شكل أشهر رسوم متحركة تعيدهم من مراهقتهم الآن إلى طفولتهم الجميلة..
اللعبة هاته التي كانت منذ عشرين سنة تجمع أطفال العائلة على التلفاز ثم تطورت إلى ألعاب متنوعة مثل أوراق اللعب وبعض العباب الفيديو والكمبيوتر، والتي تجاوز عددها 73 لعبة و18 فيلما بيع منها الملايين عبر العالم، وهي ألعاب تجعل الطفل أو الشاب يقبع في المنزل ويغلق على نفسه ويمارس الابتعاد عن العالم الواقعي، فيما تجعله اليوم يخرج للعالم الواقعي وهو في نفس الوقت يمارس اللعب في عالمه الافتراضي، هذا التطور في شكل اللعبة جعل الدكتور الأمريكي جون قروهول يثني عليها ويعتبرها وسيلة لتحرك الإنسان وتحسين أداءه جسديا وعقليا مما يحسّن الصحة الجسدية والعقلية، خاصة إذا علمنا أن 18 بالمائة من مراهقي وأطفال أمريكا يعانون من البدانة برقم 12.7 مليون بدين.
فيما ذهب آخرون إلى أن اللعبة ستساعد في حل مشاكل الإكتئاب والتوتر الاجتماعي الذي يعاني منع عدد كبير من الناس في كل العالم.

تم تسجيل ضياع أطفال خرجوا لصيد البوكيمونات، مثلما وقع لطفلة وجدت نفسها وحيدة أمام بحيرة وهي تجري وراء البوكيمون، مما جعلها في نهاية الأمر تكلم الشرطة التي تدخلت في الوقت المناسب.

لعبة بوكيمون اذهب، هي مغامرة بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي لصيد أكثر من مائة نوع من هذه الوحوش أو البوكيمونات، وهي سفر بين اللاعب ومكانه وجهازه الذكي، حيث تتحكم اللعبة بنظام تحديد المواقع GPS والوقت، فإن كنت أمام بحيرة ستظهر لك أشكال لها علاقة بالماء يهتز هاتفك فيعلمك أنها أمامك لتصطادها قبل غيرك، وإن

zoom

كنت في حديقة فستظهر لك بوكيمونات في شكل حشرات، هذا الصيد هو المتعة التي يبحث عنها اللاعب في أي عمر حتى الكبار، كما أن اللعبة تمكنك أن تشتري بنقود حقيقية بوكيمونات، تمكنك من إغراء بوكيمونات أخرى من التوقف أمامك، وهي الطريقة التي يحقق بها مطور اللعبة وهو شركة نيانتيك مداخيل رهيبة، بالإضافة إلى مداخيل الدعاية والإشهار المعلن وغير المعلن.
ورغم الانتشار الرهيب لهذه اللعبة عبر العالم، ورغم الترحيب الكبير الذي لاقته عند الأطباء والنفسانيين، إلا أن مشاكل عديدة قد بدأت تظهر في الأيام الأولى من انتشارها، ففي أمريكا مثلا تم تسجيل عدد من السرقات التي وقعت للاعبين وهم في رحلة صيد البوكيمونات ليتم صيدهم هم من طرف مراهقين “سرّاق”، كما تم تسجيل ضياع أطفال خرجوا لصيد البوكيمونات، مثلما وقع لطفلة وجدت نفسها وحيدة أمام بحيرة وهي تجري وراء البوكيمون، مما جعلها في نهاية الأمر تكلم الشرطة التي تدخلت في الوقت المناسب.
كما اصطدم أحد صيادي البوكيمون بشجرة وهو يقود سيارته بسرعة بحثا عن البوكيمون، مما كلفه السيارة وبعض من أضلاعه، وكثيرا من غرز خيط الجراحة…
والمضحك أن إحدى السيدات اتصلت لتبحث عن زوجها الثمانيني، الذي خرج وهو يبحث عن صيد بوكيمونات، وتأخر لأن البوكيمونات كانت أسرع منه.
وفيما منعت متاحف ومواقع تاريخية بأمريكا ممارسة لعبة البوكيمون داخل مواقعها خفية تحطيم التاريخ، رحبت شركات تجارية ووضعت في مساحاتها التجارية لوحات إشهارية تدعو الزبائن إلى صيد البوكيمونات، طبعا لتصطاد هي زبائن وتبيع أكثر..
ويبقى رأي بعض العرب من رواد شبكات التواصل الاجتماعي والذي ادعى أن بوكيمون وسيلة للتجسس على العرب من أغرب التهم التي قيلت عن هذه اللعبة، لأن التجسس لا يحتاج إلى لعبة البوكيمون بعد أن أصبح العالم قرية وبعد أن أصبحنا كلنا تحت الأقمار الصناعية والتكنولوجيا الغربية التي نعتمد عليها في كل أمورنا، فهل يحتاج الغرب إلى بوكيمون ليعرف الجغرافيا والممتلكات العربية، بل وليصل إلى عقولنا ونحن نشتري سلاحهم وتكنولوجيتهم وخبزهم ولباسهم…

التجسس لا يحتاج إلى لعبة البوكيمون بعد أن أصبح العالم قرية وبعد أن أصبحنا كلنا تحت الأقمار الصناعية والتكنولوجيا الغربية التي نعتمد عليها في كل أمورنا، فهل يحتاج الغرب إلى بوكيمون ليعرف الجغرافيا والممتلكات العربية

وما يهمنا كأولياء، هو إلى أين ستأخذ هذه اللعبة أولادنا، ما فائدتها لأولاد يعيشون ظروفا اجتماعية ونفسية ومادية صعبة، فأطفالنا مشاكلهم لا تشبه مشاكل الطفل الأمريكي الذي يعاني البدانة وانعزاله عن المجتمع وارتباطه بعالم افتراضي وبالتكنولوجيا.

zoom

السؤال الذي وجدت نفسي أطرحه وبخوف أنا أرى أولادي يجرون وراء عالم آخر هو وحوش البوكيمون، يتحدثون بلغة خاصة، يضحكون ويفرحون وبمتعة لم استطع أن أبرِّرها أنا كجيل قديم، ماذا سيستفيد أولادنا عقليا ولغويا، أطفالنا ليست مشكلتهم العزلة الاجتماعية والنفسية مثل أطفال الغرب، بل مشكلتهم في العيش الكريم، في مسبح نظيف وشاطئ مجاني محروس ومخيم صيفي جميل وألعاب حية حسنة كما التي تربى عليها أولياؤهم، وبحاجة إلى لباس جميل ورغيف متكامل ومنزل لائق وحديقة مجاورة وكتاب ومسرح وسينما وألعاب إلكترونية مفيدة وممتعة..
والسؤال الأخير، أليس من حق أطفالنا العرب أن يستمتعوا بلعب عربية أكثر قربا من ثقافتهم، تًسلّي وتًعلّم وتفيد، أليس آن الأوان أن يخرج لنا مطورون عرب يبدعون ألعابا عربية..؟؟؟

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.