زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

لتكون رئيسا عربيا ..!

لتكون رئيسا عربيا ..!

عزيزي العربي : قد تعتقد أنك لن تستطيع الجلوس على سدة الحكم ، وقد تتوهم لمجرد الوهم انك خارج السرب ، وانه غير مرحب بك ، فكل تلك الأفكار ما هي إلا وليدة القهر والكبت .

عزيزي لا تعتقد أنك عربي يتلقى الأوامر لحظة صدورها دون أن يناقش ، أكفر بكل من يوهمك أن العرب هم أقوام يتلقون الأوامر فينفذون دون أن يناقشوا ، أنتصر لعروبتك واصرخ بوجههم حتى وان كان كلامهم صحيحا ، اخبرهم أن تلك ما هي إلا مجرد ترهات بعيدة عن الصحة، حاول دائما أن تعترض لمجرد المعارضة ، فهذا يؤهلك أن تكون رئيسا عربيا بحق وحقيقة .

عزيزي العربي ، هل فكرت يوما أن تكون رئيسا عربيا ..؟ 

هل فكرت أن تجلس على نفس الكرسي الذي يجلس عليه رئيسك ؟

فتصدر الأوامر ، وتقرر ،  وتقرب ، وتبعد ، وتطيح رؤوس ، وترفع أقوام ، وتحط أخرين ، وتنفق بسخاء ، وتمسك عند الحاجة ، وتنبي  ، وتهدم ، وتسلب ، وتعطي ، وتقهر ، وتقتل ، وتحيي ، وتزيف ، وتضيف ، وتنقح ، وتلقح ، وتخلد في التاريخ .

هل فكرت أن يهتف باسمك ” بالروح والدم نفديك يا الرئيس ” ..؟ 

لا تخاف عزيزي العربي ، لا تنظر حولك لتتأكد أن ليس هناك من يرصدك ، تنفس بعمق ، أهدأ ، فكر مرة أخرى ، وأغمض عيونك وأستحضر تلك اللحظة ، لا تخاف من الفكرة ، رغم الخوف الذي يجتاحك لمجرد التفكير بالفكرة ، عش معي لحظة التجربة ، ما أحلى أن تقامر ، فرئيسك الحالي لم يصل إلى سدة الحكم إلا عندما قامر بحياته .

عزيزي العربي ، اذهب بعجالة ، والتمس قلم ووريقة ، ودون معي كل هذه النصائح ،والإرشادات التي تحقق طموحك ، وتجعلك رئيس المستقبل ، ولتكون رئيسا عربيا اتبع الأتي : 

1- لتكون رئيسا عربيا ، أو يقال عنك رئيس دولة شقيقة ، لا تجعل من شرط الانتماء إلى الأسر العريقة يعيقك ، فكل الرؤساء العرب لم ينتموا إلى الأسر العريقة ، وإنما هم من جعلوا من أسرهم اسر عريقة . 

2- لابد أن تؤمن بإمكانية تحقيق ذلك ، فكل الأمور الجليلة ، والأعمال العظيمة لا تأتي إلا بالرغبة ، فالرغبة هي بوابة النجاح .

3- انضم لحزب الرئيس وتقرب للرئيس ، وأهتف للرئيس ، ونافق للرئيس ،  فهذا جسر العبور ، وسك القيادة ، وهذا الأمر قد يقرب تقلدك إلى المنصب المنشود .

4- أتقن خلق الألم والقسوة ، بتفاصيلها  ، وجزئياتها الدقيقة ، فالعنف ، والقسوة ، هما من أهم شروط الرئاسة ، فمن ليس لديه لا يحق له أن يسوس العباد .

5- ابتكر أفضل الوسائل للسرقة والاحتيال ، وابتعد عن الفضائل ،  واستحضرها فقط في خطاباتك ولقاءاتك ، وفي محاضراتك الجليلة .  

6- أنهب أموال الدولة ، فليست هناك ما يسمى أموال للشعب ، فالشعب أنت ، وأنت الشعب ، وتلك الأموال ما هي إلا  حوافز لأجل الخدمات الجليلة التي تقوم بها . 

7- ابطش بطشت الجبارين ، واقتل بالظنة ، وترصد كل من يشتم رئيسك الحالي ، فهذا قد يجعلك مقدما عنده ، وربما يتخذ منك ذراعه الأيمن ، يده التي تبطش . 

8- حاول أن تغضب لمجرد ذكر اسم الرئيس ، واعتبر ذلك تقليل من شأنه ، فأسم الرئيس من المحرمات ، والتلفظ به جرم لا يغتفر . 

9- أعشق الغرب ، وكل من يمدح الغرب ، وان استطعت كن لهم العين التي تراقب المنطقة ، فهذا العمل قد يقربك إلى سدة الحكم .

10- أكره كل من يتمسك بدينه ، وعاديه ، وترصد له ، فأصحاب اللحى ما هم إلا إرهابيون ، وأهل شرور وفتن ، يجب ترصدهم والفتك بهم .

11- ردد دوما في خطاباتك ب : محاربة الفساد ، فتلك العبارة لها وقع عجيب على الأنفس ، فالناس تحب من يمنيها دوما . 

12- أخلق فكرة التنافس والنزاهة ، وان لم تكن تعني ذلك ، واجعل لها الوقت الأكبر في خطاباتك ، فسياسة ترديد العبارات البراقة سياسة ناجحة ومعتمده في كل الدول العربية . 

13- اصنع لنفسك صورة براقة ، واظهر بالمظهر الجذاب ، وعلق صورك في كل الشوارع ، فهذا الأمر يحسس الشعب على أن هناك شخص يحميهم ، ولا تنسى أن صورك ترمز  إلى هيبة الدولة ، ولا تستمع كل حاسد يصف ذلك الفعل بأنه نوع من العبودية . 

14- اتخذ لنفسك المتحدث البارع ، الذي دوما يظلل الناس بلسانه المعسل ، والذي يلعب بعواطف الناس ويعيشهم بالكلام .

15- جند أشخاص وأرسلهم إلى حلقات العلم ، ودعهم يتعلمون على يد أشهر العلماء ، وتدريجيا دعهم يظهرون بلباس الإمام في شاشات التلفاز  ، ويلقون الخطب التي  تظلل الناس . 

16- ورث لأقربائك أموال الدولة ، ووزع عليهم المناصب ، فتلك الطريقة الوحيدة التي تأمن فيها أن تظل أكثر وقت على سدة الحكم . 

17- طبق الأحكام على الفقراء ، المعدومين ، الذين لا يجدون لقمة العيش ، واجعل منهم العبرة ، فكل فقير ما هو إلا عاهة على المجتمع ، وليس هناك احد يدافع عنه أو يفتقده  . 

18- ليكن معاونيك ، وأهل شورك لصوص البلاد ، والسكارى ،والقتلة ، وكل قاسي القلب ،  وأحذر أن تتخذ أئمة المساجد ، وأهل الفقه والعلم حاشيتك ، فهم سيعكرون على حياتك .

19- أكفر بكل من يدعي أن زعماء الغرب يخدمون شعوبهم وأوطانهم ، في حين زعماء العرب يسخرون أوطانهم وشعوبهم في خدمتهم ، وحاول قدر المستطاع أن تنكر تلك الحقيقة بكل ما أوتيت من قوة ، حتى ولو استخدمت القوة . 

20 أعطي لنفسك كل سنة لقب جديد ، فإذا كنت تحمل في السنة الماضية لقب الزعيم ، فلابد أن تلقب نفسك في السنة التي بعدها ب الباني ، والموحد ، المفكر ، الملك ، وأي اسم فيه السمو والعظمة . 

21- حارب كل من يفكر أن يغتال عمرك ، فأنت خلقت لتكون رئيسا ، وتموت رئيسا ، فليس من المعقول أن يقال لك : ( ارحل ) فترحل ، فهذا الأمر انتقاص من شانك وكفران بكل انجازاتك العظيمة .

22- ينبغي عليك أن لا تشارك  الشعب مشكلاته، فأن  للحاكم يجب أن يعيش في عالم أخر ، بعيدا عن هموم الشعب ، واحتياجاتهم ، فالاختلاط مع العامة يفقد الهيبة .  

23- يجب أن تخلق أفكار أنه لا يحق لأي مواطن أن يتساءل عن أموال الرئيس ، فأسلوب التفتيش وتقصي الحقائق في بعض القضايا الإدارية ليست من حق أي مواطن .

24- يستحب أن تبتعد عن مُحاسبة الوُلاة والعُمَّال عند انتهاء عملهم أو خدماتِهم ، فهذا يخلق لك أعداء وعداوات لا تنتهي  ، فمن أتى وتقلد أي منصب وزاري كان أو إداري لا يجب أن يحاسب ، فهذا الأمر يمدد عمرك أكثر . 

25- انسى ما يسمى الرقابة الذاتية  ومحاسبة النفس ، وتمتع بأموال الدولة ، فهي ضريبة الحكم ، وعلى الحاكم أن يكون كريما في كل شيء . 

26- في كل سنة افتتح مدرسة جديدة أو مركز صحي ووثقها بالصور ، وردد بأنك تسعي لتحقيق مطالب الناس ، وانك مجرد موظف عند الشعب . 

27- حذاري أن تنسب الأفعال للآخرين وتخرج نفسك عن الدائرة إن كنت تريد أن تكون رئيسا عربيا ، فأنت المقدم في كل شيء ، وأنت من اوجد الكهرباء ووصلها إلى الأراضي القاحلة ، وأنت الباني ، والمفكر ، والأب ، والزعيم الذي لا يقهر .

28- من البديهي أن تقبل الرشاوى على أساس أنها هدايا وعربونان محبة ، فأنت مطمع الكل ، والكل يريد أن ينافق لك ، فلماذا لا تأخذ منهم الأموال التي يسرقونها ، فهي حلال لك . 

29- ليكن لك في كل منطقة  مرتزقة ، تلبسهم لباس الانطمة البوليسية ، كون هذا الأمر يساعدك  على القمع والترويع والإرهاب  فهذه  هي الوسيلة الأمثل لحكم هذه الشعوب التي لا تستحق العطف والرحمة . 

30- لتكن وزارة التعليم وزارة تخرج كل سنة فوج من الأمية ، فالعلم نور العقول ، وإذا استنارت العقول فهذا يهدد ملكك ، لهذا حاول قدر المستطاع أن تنشر الجهل . 

عزيزي العربي : كل تلك النقاط التي ذكرتها سابقا حاول أن تأخذ منها ما يناسبك ، ولا تنسى إن أردت أن تكون رئيسا عربيا أن تبتكر وسائلك ، فمن يتقيد بالإرشادات ، ويطبقها ، يفشل ، كون الإرشادات تعلمك كيف تفكر أولا ، ثم تساعدك على التخطيط ثانيا ، لهذا اعتمد على نفسك ، فأنت في الأول والأخير عربي ، لا تنسى هذا ، أنت عربي ، والعربي مرشح أن يخلف رئيسه السابق . 

دمت محبا للحكم  وقهر الشعوب ، وطامحا ابد الدهر .


تحياتي ….!

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.