عزيزي العربي : قد تعتقد أنك لن تستطيع الجلوس على سدة الحكم ، وقد تتوهم لمجرد الوهم انك خارج السرب ، وانه غير مرحب بك ، فكل تلك الأفكار ما هي إلا وليدة القهر والكبت .
عزيزي لا تعتقد أنك عربي يتلقى الأوامر لحظة صدورها دون أن يناقش ، أكفر بكل من يوهمك أن العرب هم أقوام يتلقون الأوامر فينفذون دون أن يناقشوا ، أنتصر لعروبتك واصرخ بوجههم حتى وان كان كلامهم صحيحا ، اخبرهم أن تلك ما هي إلا مجرد ترهات بعيدة عن الصحة، حاول دائما أن تعترض لمجرد المعارضة ، فهذا يؤهلك أن تكون رئيسا عربيا بحق وحقيقة .
عزيزي العربي ، هل فكرت يوما أن تكون رئيسا عربيا ..؟
هل فكرت أن تجلس على نفس الكرسي الذي يجلس عليه رئيسك ؟
فتصدر الأوامر ، وتقرر ، وتقرب ، وتبعد ، وتطيح رؤوس ، وترفع أقوام ، وتحط أخرين ، وتنفق بسخاء ، وتمسك عند الحاجة ، وتنبي ، وتهدم ، وتسلب ، وتعطي ، وتقهر ، وتقتل ، وتحيي ، وتزيف ، وتضيف ، وتنقح ، وتلقح ، وتخلد في التاريخ .
هل فكرت أن يهتف باسمك ” بالروح والدم نفديك يا الرئيس ” ..؟
لا تخاف عزيزي العربي ، لا تنظر حولك لتتأكد أن ليس هناك من يرصدك ، تنفس بعمق ، أهدأ ، فكر مرة أخرى ، وأغمض عيونك وأستحضر تلك اللحظة ، لا تخاف من الفكرة ، رغم الخوف الذي يجتاحك لمجرد التفكير بالفكرة ، عش معي لحظة التجربة ، ما أحلى أن تقامر ، فرئيسك الحالي لم يصل إلى سدة الحكم إلا عندما قامر بحياته .
عزيزي العربي ، اذهب بعجالة ، والتمس قلم ووريقة ، ودون معي كل هذه النصائح ،والإرشادات التي تحقق طموحك ، وتجعلك رئيس المستقبل ، ولتكون رئيسا عربيا اتبع الأتي :
1- لتكون رئيسا عربيا ، أو يقال عنك رئيس دولة شقيقة ، لا تجعل من شرط الانتماء إلى الأسر العريقة يعيقك ، فكل الرؤساء العرب لم ينتموا إلى الأسر العريقة ، وإنما هم من جعلوا من أسرهم اسر عريقة .
2- لابد أن تؤمن بإمكانية تحقيق ذلك ، فكل الأمور الجليلة ، والأعمال العظيمة لا تأتي إلا بالرغبة ، فالرغبة هي بوابة النجاح .
3- انضم لحزب الرئيس وتقرب للرئيس ، وأهتف للرئيس ، ونافق للرئيس ، فهذا جسر العبور ، وسك القيادة ، وهذا الأمر قد يقرب تقلدك إلى المنصب المنشود .
4- أتقن خلق الألم والقسوة ، بتفاصيلها ، وجزئياتها الدقيقة ، فالعنف ، والقسوة ، هما من أهم شروط الرئاسة ، فمن ليس لديه لا يحق له أن يسوس العباد .
5- ابتكر أفضل الوسائل للسرقة والاحتيال ، وابتعد عن الفضائل ، واستحضرها فقط في خطاباتك ولقاءاتك ، وفي محاضراتك الجليلة .
6- أنهب أموال الدولة ، فليست هناك ما يسمى أموال للشعب ، فالشعب أنت ، وأنت الشعب ، وتلك الأموال ما هي إلا حوافز لأجل الخدمات الجليلة التي تقوم بها .
7- ابطش بطشت الجبارين ، واقتل بالظنة ، وترصد كل من يشتم رئيسك الحالي ، فهذا قد يجعلك مقدما عنده ، وربما يتخذ منك ذراعه الأيمن ، يده التي تبطش .
8- حاول أن تغضب لمجرد ذكر اسم الرئيس ، واعتبر ذلك تقليل من شأنه ، فأسم الرئيس من المحرمات ، والتلفظ به جرم لا يغتفر .
9- أعشق الغرب ، وكل من يمدح الغرب ، وان استطعت كن لهم العين التي تراقب المنطقة ، فهذا العمل قد يقربك إلى سدة الحكم .
10- أكره كل من يتمسك بدينه ، وعاديه ، وترصد له ، فأصحاب اللحى ما هم إلا إرهابيون ، وأهل شرور وفتن ، يجب ترصدهم والفتك بهم .
11- ردد دوما في خطاباتك ب : محاربة الفساد ، فتلك العبارة لها وقع عجيب على الأنفس ، فالناس تحب من يمنيها دوما .
12- أخلق فكرة التنافس والنزاهة ، وان لم تكن تعني ذلك ، واجعل لها الوقت الأكبر في خطاباتك ، فسياسة ترديد العبارات البراقة سياسة ناجحة ومعتمده في كل الدول العربية .
13- اصنع لنفسك صورة براقة ، واظهر بالمظهر الجذاب ، وعلق صورك في كل الشوارع ، فهذا الأمر يحسس الشعب على أن هناك شخص يحميهم ، ولا تنسى أن صورك ترمز إلى هيبة الدولة ، ولا تستمع كل حاسد يصف ذلك الفعل بأنه نوع من العبودية .
14- اتخذ لنفسك المتحدث البارع ، الذي دوما يظلل الناس بلسانه المعسل ، والذي يلعب بعواطف الناس ويعيشهم بالكلام .
15- جند أشخاص وأرسلهم إلى حلقات العلم ، ودعهم يتعلمون على يد أشهر العلماء ، وتدريجيا دعهم يظهرون بلباس الإمام في شاشات التلفاز ، ويلقون الخطب التي تظلل الناس .
16- ورث لأقربائك أموال الدولة ، ووزع عليهم المناصب ، فتلك الطريقة الوحيدة التي تأمن فيها أن تظل أكثر وقت على سدة الحكم .
17- طبق الأحكام على الفقراء ، المعدومين ، الذين لا يجدون لقمة العيش ، واجعل منهم العبرة ، فكل فقير ما هو إلا عاهة على المجتمع ، وليس هناك احد يدافع عنه أو يفتقده .
18- ليكن معاونيك ، وأهل شورك لصوص البلاد ، والسكارى ،والقتلة ، وكل قاسي القلب ، وأحذر أن تتخذ أئمة المساجد ، وأهل الفقه والعلم حاشيتك ، فهم سيعكرون على حياتك .
19- أكفر بكل من يدعي أن زعماء الغرب يخدمون شعوبهم وأوطانهم ، في حين زعماء العرب يسخرون أوطانهم وشعوبهم في خدمتهم ، وحاول قدر المستطاع أن تنكر تلك الحقيقة بكل ما أوتيت من قوة ، حتى ولو استخدمت القوة .
20– أعطي لنفسك كل سنة لقب جديد ، فإذا كنت تحمل في السنة الماضية لقب الزعيم ، فلابد أن تلقب نفسك في السنة التي بعدها ب الباني ، والموحد ، المفكر ، الملك ، وأي اسم فيه السمو والعظمة .
21- حارب كل من يفكر أن يغتال عمرك ، فأنت خلقت لتكون رئيسا ، وتموت رئيسا ، فليس من المعقول أن يقال لك : ( ارحل ) فترحل ، فهذا الأمر انتقاص من شانك وكفران بكل انجازاتك العظيمة .
22- ينبغي عليك أن لا تشارك الشعب مشكلاته، فأن للحاكم يجب أن يعيش في عالم أخر ، بعيدا عن هموم الشعب ، واحتياجاتهم ، فالاختلاط مع العامة يفقد الهيبة .
23- يجب أن تخلق أفكار أنه لا يحق لأي مواطن أن يتساءل عن أموال الرئيس ، فأسلوب التفتيش وتقصي الحقائق في بعض القضايا الإدارية ليست من حق أي مواطن .
24- يستحب أن تبتعد عن مُحاسبة الوُلاة والعُمَّال عند انتهاء عملهم أو خدماتِهم ، فهذا يخلق لك أعداء وعداوات لا تنتهي ، فمن أتى وتقلد أي منصب وزاري كان أو إداري لا يجب أن يحاسب ، فهذا الأمر يمدد عمرك أكثر .
25- انسى ما يسمى الرقابة الذاتية ومحاسبة النفس ، وتمتع بأموال الدولة ، فهي ضريبة الحكم ، وعلى الحاكم أن يكون كريما في كل شيء .
26- في كل سنة افتتح مدرسة جديدة أو مركز صحي ووثقها بالصور ، وردد بأنك تسعي لتحقيق مطالب الناس ، وانك مجرد موظف عند الشعب .
27- حذاري أن تنسب الأفعال للآخرين وتخرج نفسك عن الدائرة إن كنت تريد أن تكون رئيسا عربيا ، فأنت المقدم في كل شيء ، وأنت من اوجد الكهرباء ووصلها إلى الأراضي القاحلة ، وأنت الباني ، والمفكر ، والأب ، والزعيم الذي لا يقهر .
28- من البديهي أن تقبل الرشاوى على أساس أنها هدايا وعربونان محبة ، فأنت مطمع الكل ، والكل يريد أن ينافق لك ، فلماذا لا تأخذ منهم الأموال التي يسرقونها ، فهي حلال لك .
29- ليكن لك في كل منطقة مرتزقة ، تلبسهم لباس الانطمة البوليسية ، كون هذا الأمر يساعدك على القمع والترويع والإرهاب فهذه هي الوسيلة الأمثل لحكم هذه الشعوب التي لا تستحق العطف والرحمة .
30- لتكن وزارة التعليم وزارة تخرج كل سنة فوج من الأمية ، فالعلم نور العقول ، وإذا استنارت العقول فهذا يهدد ملكك ، لهذا حاول قدر المستطاع أن تنشر الجهل .
عزيزي العربي : كل تلك النقاط التي ذكرتها سابقا حاول أن تأخذ منها ما يناسبك ، ولا تنسى إن أردت أن تكون رئيسا عربيا أن تبتكر وسائلك ، فمن يتقيد بالإرشادات ، ويطبقها ، يفشل ، كون الإرشادات تعلمك كيف تفكر أولا ، ثم تساعدك على التخطيط ثانيا ، لهذا اعتمد على نفسك ، فأنت في الأول والأخير عربي ، لا تنسى هذا ، أنت عربي ، والعربي مرشح أن يخلف رئيسه السابق .
دمت محبا للحكم وقهر الشعوب ، وطامحا ابد الدهر .
تحياتي ….!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.