دعوة مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان، نافي بيلاي، الى وجوب التحقيق مع الدکتاتور السوري بشار الاسد فيما يتعلق بإرتکابه لجرائم حرب و تکرارها لدعوتها لإحالة الدکتاتور السوري الى المحکمة الجنائية الدولية بسبب ماتقترفه قواته في حرب الابادة المجنونة ضد الشعب السوري، دعوة إيجابية تثلج الصدور و تمنح مرة أخرى المزيد من الثقة و المصداقية و الإطمئنان لدور المجتمع الدولي فيما يتعلق بمتابعة و مراقبة النظم الدکتاتورية و الاستبدادية، لکنها مع ذلك تحتاج الى المزيد من التوسع و الشمولية لکي تأخذ إطارها و مسارها الحقيقي و الواقعي.
إستمرار آلة الدمار و الجريمة و الابادة البشرية المتمثلة بالنظام السوري في الحکم الدموي، مرتبط و مرتهن بإستمرار الدعم الاستثنائي الذي تلقاه و يتلقاه من جانب النظام الايراني و الذي تجاوز کل الحدود المألوفة و المعهودة بل وانه إکتسب طابعا غريبا جدا عندما إعتبرت رموز من هذا النظام سوريا بمثابة المحافظة رقم 35 في إيران و کذلك إقتراح النظام لتشکيل قوات تعبئة بقوام 60 ألف فردا تحل محل الجيش السوري من أجل خوض حرب شوارع لإبادة مقاومة الشعب السوري ضد النظام، هذا إذا وضعنا جانبا الحضور المکثف جدا للنظام في سورية من خلال زجه لخيرة قواته القمعية و على رأسها آلة الارهاب و حربتها الاساسية المتمثلة بقوات القدس الارهابية الى جانب مشارکة قوات من حزب الله اللبناني و قوات أخرى تابعة لأحزاب شيعية خاضعة لنفوذ النظام في العراق، يؤکد بأن دور النظام الايراني في سوريا أکبر بکثير من ذلك الذي يتصوره المجتمع الدولي، ولذلك ومن أجل قطع دابر الجريمة و حرب الابادة البشرية الدائرة في سوريا لابد من قطع الشريان الارهابي التابع للنظام الايراني، لکن يجب أن لايتوقف المجتمع الدولي عند هذا الحد وانما يجب أن يکمل مهمته بملاحقة و مطاردة قادة النظام کمجرمي حرب و مرکتبين جرائم ضد الانسانية و تقديمهم للمحکمة الجنائية الدولية الى جانب حاکم سوريا بشار الاسد، رغم أننا نرى انه وقبل الاقدام على هذه الخطوتين المهمتين يجب على المجتمع الدولي المبادرة بما يلي:
ـ إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي لأن الجرائم و الانتهاکات الفظيعة لمبادئ حقوق الانسان قد تجاوز کل الحدود المألوفة، وان هکذا خطوة ستمهد للخطوات اللاحقة و ستحرج النظام و تضعف من موقفه أمام شعبه و المقاومة الايرانية.
ـ الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للشعب الايراني و سحب الاعتراف بالنظام الايراني وهو ماسيساعد على التعجيل بإسقاط و زوال هذا النظام القمعي و تخليص الشعب الايراني و شعوب و دول المنطقة و العالم من شره.
suha.mazin@ymail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.