الدروب التي نسلكها إلى الحقيقة عادة ما تكون شائكة ، كثيرة التعرج تسودها ظلمة قاتمة من ظلال الجهلاء أدعياء الوصاية على أمة المليار ،،،ر
حين استسلمت إلى حقيقة أنني ما خلقت عبثا كانت الشمس تستعد للانحناء نحو الغروب و كانت ظلالهم في تلاشي حيث كنت الوحيد ،، الآخرون ،،لهم موعد مع السماء فأنا لا شيء أمهله إلى الغد ،، حان وقت المحاسبة ، فهل لكم أن تحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .
و أنا على يقين تام ، أن أشباح المضللين باقية ما بقي البشر على هذا الكون ، لذا ، فلن استغرب و لن استعجب قولهم و همسهم سرا و علنية بمجرد مشاهدتهم لعنوان هذا المقال لتثور نارهم – التي ما اتقدت يوما- لتهلب كل أصحاب الفكر المعتدل ، لافحة وجه من لا يقف في صفهم من يرفضون الوقوف معهم ضد كل ما جاء به القرآن من دعوة للفكر و التدبر و التمعن رحمة للعالمين ، حقيقة مقدسة.
المشككين في هويتنا الإنسانية الأصلية ، العابثين عن وعي بمقدساتنا الفكرية الروحية ، لم يدخروا جهدا لتدميرنا بكل الطرق و سحبنا إلى الوراء ، و هنا اقصد بالوراء ، ألاف السنين و ربما ملايين السنوات ، حتى باتت تلك المعطيات حقيقة مقلقة . نحن عاجزين عن فك لغزها ببساطة لأنها لا تتسلل إلينا إلا و نحن نيام فهي تستغل قوتها الميتافيزيقية و تحمل معها عواطف شجية تجرف فكرنا بعيدا فترسوا العقل في ميناء الغرب و تظل أجسادنا تتخبط بين أمواج اللاوعي بعد إن انصرف العقل خوفا و رهبة من الاغتيال أو التكفير أو الاتهام بالشرك إلى بعيد حيث لا احد يستمع إليه و لا احد ينظر إلى تدبيره و الحواس خمسة ، فكيف لنا بالعيش بواحدة هي اضعف الإيمان.
حقيقة ثابتة ، تلك التي تقول ، بأن المعنى من فهم الكلام هو إما ترويض سلوك الناس أو تحريكهم نحو شيء ما ، فالكلام المفهوم لا بد من فعل يرافقه ، فجملة :” خذ الكتاب بيمينك ” هي في حقيقة الأمر مشهد لأيد يمنى تمسك بالكتاب و ليست يسري ، و هكذا ، فالقرآن جاء بمعاني لنطبقها بعد أن نفهمها و ندرك معناها الأصلي الحقيقي و ليس ما هو مخالف ، و عندما نقوم بفعل هو ابعد ما يكون عن ما جاء في القرآن الكريم ، فهو التحريف بعينه و التزييف و منه فالله شديد العقاب .
حبس القيم الأخلاقية في المسجد و اغتيالها بعد أول خطوة لها نحو الشارع ،، التعصب الديني و الابتداع في الدين ،، الحث على الكراهية المطلقة للأخر، ، فتاوى على المقاس و أخرى لجعل الغرائز أكثر دلع ،، لا عفو عند المقدرة ،، و تصنيف كره الجمال و نبذ النظافة بين بنود التعفف ،، أحداث العراق الطائفية ،، مجازر العشرية السوداء و قتل الأبرياء باسم الدين ،، فتح المجال للمتكالبين على الأمة الإسلامية و الرد عليهم بنشر الخزعبلات أو الدعاء و كفى و إن علموا الله لا يغير ما في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ،، كلها حقائق ” كرونولوجية “، تفاصيل لملامح من أساءوا للقرآن و جردوا آياته معانيها الأصلية ، شواهد لبشر مني بحكم القدر لهم عناوين من هويتي ، الدين منهم براء و أنا كذلك .
حقيقة قادمة ، أن شعورنا بالخزي سيتحول إلى عاهة مستدامة إن استمر عجزنا عن تغيير واقعنا لمدة أطول . فتلك الحقيقة ليست بجديدة فهي جاءت في كتاب يروتوكولات حكماء صهيون عندما قالوا بالحرف الواحد :” فخير النتائج التي يراد تحقيقها من التسلط على الشعوب هو العنف والإرهاب، وإشعال فتيلالتطرف والتعصب الديني لإحكام سيطرتنا على هذه الشعوب البهيمة التي تصدِّق كل شيء يأتيها باسم الدين..”و نحن و مع الأسف لا نزال نطبق مخططاتهم و مشاريعهم التدميرية ، و لن نشفى من دائنا إلا إذا تعلمنا التسبيح والتكبير ، الخشوع و الركوع بعيدا عن المستنقعات الفكرية التي لا تزال تلوث امتنا صباحا مساء
صحافي جزائري (*)
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.