زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

كيف تحوّلت تورِيرت بتيزي وزو إلى قرية سُويديّة؟

الخبر القراءة من المصدر
كيف تحوّلت تورِيرت بتيزي وزو إلى قرية سُويديّة؟ ح.م

توريرت رفعت التحدّي وباتت تشبه قرى السويد النظيفة (في الصورة قرية ميديفي السويدية)

نجح سكّان قرية صغيرة في تيزي وزّو تُدعى توريرت، في التحوّل إلى أنظف قرية في الجزائر على الإطلاق، بفضل تبنّيها نظام نظافة صارم جعلها تشبه القرى الموجودة في دولة السويد المعروفة بنظافتها وجمالها.

وحسب تقرير ليومية “الخبر”، الجمعة 22-07-2016، فإن سكّان توريرت رفعوا تحدّيا مع أنفسهم بعدما ووجدوا حلا لمشكلة رمي نفاياتهم المنزلية، بعد قرار السلطات الولائية غلق المفرغة العمومية الوحيدة في المنطقة، ونجح القرويون في حل ما عجز عنه إخوانهم في القرى المجاورة بل وما عجزت عنه السلطات نفسها.

نجاح تجربة فتح مركز لجمع وفرز النفايات بقرية توريرت الأثر الإيجابي في نفوس سكانها والمواطنين القاطنين بالقرى المجاورة لها، الذين يزورون في كل مرة المركز للتعرف على طريقة تسييره ومدى نجاعته، لاسيما أنه لا يسبب المضرة للمواطنين، إذ لا تنبعث أي رائحة كريهة لدى اقترابك من المكان

قرر مجلس كبار القرية إنجاز مركز لفرز النفايات المنزلية، ما سمح بالحفاظ على نظافة القرية فمثلا تم تحويل قشور الخضر والفواكه إلى أسمدة، وبيع جزء من النفايات للمؤسسات المختصة في تحويلها.

الفكرة اقترحها الأستاذ الجامعي السيد حموم على أعضاء جمعية “الربوة الخضراء” وهي  بناء مركز لجمع النفايات، فعُرض على أعضاء لجنة القرية ولم يترددوا في قبوله ووقع الاختيار على أن يكون ذلك في 11 أوت 2014.

ولم يكن اختيار التاريخ عشوائيا، فهذا اليوم يحييه سكان قرية توريرت كل سنة، يتذكرون فيه همجية الاستعمار الفرنسي الذي قام في نفس هذا اليوم من عام 1871 بحرق القرية وتدميرها، عقابا لأهلها على وقوفهم بجانب الثائرين ضد الوجود الفرنسي ببلادنا وإيوائهم الثوار بقيادة الزعيم بوبغلة، فدفعوا ثمن موقفهم الثوري غاليا.

توريرتالخبرzoom

مركز تجميع النفايات الذي بناه سكان توريرت بسواعدهم وبأموالهم

وبعد تحسيس المواطنين وتعليمهم كيفية فرز النفايات في بيوتهم، تعلم الجميع الكيفية وصاروا يتنقلون بمفردهم خلال أيام محدّدة وساعات محدّدة أيضا لرمي نفاياتهم في المفرغة، حيث لا تفتح أبوابها كل يوم، وكل مخالف عليه دفع غرامة تصل 5000 دينار، كما يشتغل بالمفرغة حارس وظفته لجنة كبار الحي وتدفع له راتبا شهريا، كذلك من مهام هذا الحارس مراقبة النظافة داخل القرية.

وقد موّل سكان القرية المشروع بأنفسهم، والذي لم يتجاوز مبلغ 27 مليون سنتيم.

قرر مجلس كبار القرية إنجاز مركز لفرز النفايات المنزلية، ما سمح بالحفاظ على نظافة القرية فمثلا تم تحويل قشور الخضر والفواكه إلى أسمدة، وبيع جزء من النفايات للمؤسسات المختصة في تحويلها.

يتربع مركز جمع النفايات بقرية توريرت على بضعة أمتار، وتوجد به صناديق توضع فيها النفايات، الجهة اليمنى منه مخصصة لقارورات الزجاج، أما الجهة اليسرى فخصصت لصناديق تستقبل البلاستيك والحديد والألمنيوم، وفي الجهة المقابلة لباب الدخول موقد يلقى فيه كل ما هو ورق وكارتون، وبجانبه صناديق بلاستيكية مخصصة للأدوات الإلكترونية والبطاريات بمختلف أنواعها، وبجوارها صناديق خشبية توضع بها بقايا قشور النباتات والخضر والفواكه التي يتم التكفل بها لتحويلها إلى أسمدة، في انتظار استغلالها كمصدر للطاقة الحرارية في حال تجسدت محادثات مع مؤسسة فرنسية مختصة في المجال، زارت مؤخرا المركز وتحدثت مع القائمين على تسييره حول الموضوع، كما خصص صندوق للأدوية منتهية الصلاحية التي يحتفظ بها لتقديمها لمصالح مختصة تتكفل بتخريبها وحرقها مقابل 400 دينار للكيلوغرام الواحد.

وينوي أعضاء الجمعية البيئية “الربوة الخضراء” تدعيم المركز بالعتاد الضروري لتنويع وتطوير نشاطه، كإنشاء مرمدة وآلة لجمع قارورات البلاستيك في شكل حزمات، قبل تسويقها للمؤسسات التي تعيد استعمالها.

وأشار رئيس الجمعية سيد علي حنفي إلى أن “الربوة الخضراء” قد تحصلت لأول مرة على دعم مالي مقدم من طرف المجلس الشعبي لولاية تيزي وزو، ومن بين المشاريع التي ينوي أعضاء الجمعية البيئية “الربوة الخضراء” تجسيدها، تهيئة محيط المركز وإنجاز حديقة للأطفال ومشاريع بيئية أخرى، تهدف أساسا إلى تزيين المكان وخلق أماكن للراحة لفائدة سكان القرية.

هذا اليوم يحييه سكان قرية توريرت كل سنة، يتذكرون فيه همجية الاستعمار الفرنسي الذي قام في نفس هذا اليوم من عام 1871 بحرق القرية وتدميرها، عقابا لأهلها على وقوفهم بجانب الثائرين ضد الوجود الفرنسي ببلادنا وإيوائهم الثوار بقيادة الزعيم بوبغلة

وكان نجاح تجربة فتح مركز لجمع وفرز النفايات بقرية توريرت الأثر الإيجابي في نفوس سكانها والمواطنين القاطنين بالقرى المجاورة لها، الذين يزورون في كل مرة المركز للتعرف على طريقة تسييره ومدى نجاعته، لاسيما أنه لا يسبب المضرة للمواطنين، إذ لا تنبعث  أي رائحة كريهة لدى اقترابك من المكان، الأمر الذي دفع البعض إلى التفكير في الاقتداء بهم والسير على خطى أبناء قرية توريرت الذين يستحقون الثناء، كونهم وجدوا حلا لمعضلة عجزت السلطات بمختلف مستوياتها على إيجاد حل لها، وتحولت قرانا ومدننا إلى مزابل مفتوحة.

الحل قدمه سكان هذه القرية، وينبغي أن يعمم على باقي المدن والقرى وولايات الوطن.

ads-300-250

5 تعليقات

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 5873

    Khedrouche

    Un bel exemple à suivre et une initiative à encourager

    • 0
    • تعليق 5879

      حموي منير

      انا عجبتني بزاف الفكرة وحبيت نزور هدا القرية ممكن تعرفونة عليها مليح وتقلونا ادا كاين وين نباتو نزل او اوبارج

      • -1
  • تعليق 5875

    Kamel bennani

    الدولة تفرض الضرائب و تغيب حين يتطلب الأمر ايجاد الحلول ، بل بالعكس أحيانا تعرقل حتي أصحاب الأفكار ، و المثال واضح
    إن النفايات مصدر لتكوين الثروة و تحسين الوسط البيئي قامت الدولة بإنشاء مؤسسات الحفاظ على البيئة في أمهات المدن و قطعت الطريق على الشباب للاستفادة من هذه المشاريع ليقوم المسؤولين للاستفادة بطرق غير مباشرة كعقود كراء شاحنات القمامة ، والله ليس لي مآخذ عليهم ربي يعينهم لكن من المفرض أن هذه المؤسسات تدر الربح على الدولة ولا تصبح عبئ عليها و على المواطن ، و أخيرا أريد الإتصال بهذه الجمعية للإستفادة من خبرتهم في تأسيس مشروع مماثل
    وشكرا

    • 0
  • تعليق 5881

    amar

    اين قنوات الاعلام من نشر هذا الوعي لدى المواطنين

    • 2
  • تعليق 5912

    زكريا نوار

    قرية يمكن أن تكون نموذجا يُحتذى به.
    أما إعلامنا فهو منشغل بأخبار السرقة والنهب والاعتداء وكل ما هو نشاز.

    • 0

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.