زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

كلام “جاهل” عن هجرة الأدمغة الجزائرية…!!!

كلام “جاهل” عن هجرة الأدمغة الجزائرية…!!!

إسلام كعبش

تابعت باهتمام الضجة التي أحدثها فرار بعض أعضاء فرقة "البالي الوطني"المرسلين إلى "كندا" لينقلوا تراث الشعب الجزائري بـ"الشطيح والرديح" في ذكرى أول نوفمبر الخالدة !!!

وقد شاهدت حسرة بعض “الراقصين” لهذه “الحرقة” الخطيرة التي نفذها زملاؤهم –ربما عن سبق الإصرار والترصد- وفي تلك اللحظة تذكرت “الحرقات” الكثيرة التي نفذها أصحاب العقول والأدمغة والفكر بعدما وجدوا  أنفسهم أمام باب “الجنون” و”الإفلاس” و”رمي كنزهم الفكري”، من دون أن يلتفت إليهم أحد من أصحاب “ربطات العنق” !!!

 

الجزائر المواهب … ولكن

يتساءل الكثيرون من الأجانب عن الأسباب “المحيرة” التي تؤدي بالكفاءات الجزائرية للهروب من البلاد وتركها ؟ ولا يعرفون … ولا يضبطون الإجابة !!! يقولون أن البلاد الغنية بالبترول والغاز والممتزجة بعصور الحضارات والغارقة في عقلية “الثورة” والتمرد على الجمود، والمنعمة فوق خيرات طبيعية وخزينة “الله يبارك” تكاد تنفجر بملاييرها… هذه البلاد الغنية بكل ما تحملها الكلمة من معاني لا يمكنها أن تبقى تحصي “الأميين”. بل لا يمكنها أن تترك إنسانا مفكرا يترك البلاد وبعد يقطع “الفيزا” ويلعن طريق الرجوع !!! هذه البلاد التي أنجبت العلماء والمصلحين والمفكرين عبر العصور، لا تمكنها أن تصبح عاقرا !!! هذه البلاد التي تصدر “الهيدريكاربير” بالبراميل والأنابيب كيف تصدر “الأدمغة الحراقة” أيضا لكن بالمجان ليستغلها صيادوا الأمخاخ والعقول “Les chasseurs de têtes” … لا يعقل مثل هذا… لا يعقل في وطن مثل هذا… وعصر مثل هذا العصر!!!

 

هجرة الأدمغة… نزيف آمال وأموال

قرأت في إحدى التقارير التي تتكلم عن “هجرة الأدمغة الجزائرية “بالإحصائيات والأرقام معلومة تقول أن هذه الهجرة الملعونة تكلف الجزائر 100 مليون دولار… وأنتم تعرفون قيمة الأموال الضائعة ومدى احتياجنا إليها… فلما أجد بلدانا أجنبية لم تفعل لأدمغتنا أي شيء. وفي الأخير تخطفهم بفسح المجال لهم وتوفير الظروف الملائمة للإبداع والبحث… أتساءل وأقول: هل الجزائر غير قادرة على فتح المجال والظروف لهؤلاء للعودة؟هل الجزائر ضيقة لدرجة أنها لا تستطيع إعادة أبنائها المبعدين وتوفير المناخ الملائم لعقولهم؟!

لقد أحسست أن البلدان الشمالية الجاذبة بمغناطيس استراتيجي لعقول أبنائنا الحديدية تنظر إلينا بضحكة باردة !!! تنظر إلينا وكأننا أمة ضخمة في أرقام “ديموغرافيتها” صغيرة و”طفيلية” في تفكيرها !!! أمة بعدما كانت تتهم “بالقابلية للاستعمار” صارت الآن أمة “قابلة للاستحمار” على أقل تقدير !!!

 

الجامعة… الإضرابات وبحوث الشكاوي

المتأمل لحل الجامعة الجزائرية وهي تعاني كل عام من نفس المعاناة المسموعة منذ ملايين السنين !!! والتي مازالت لم تجد مسكّنا على الأقل تفسح من خلاله مجالها التكويني لطلبتها النجباء كي يفرغوا ما في أعجبتهم… سيبكي حتما لحالها المسكين… الإضرابات والمشاكل والشكاوى هي الخبز اليومي الذي يخرج من كليات ومدارس البلاد !!! لا مجلات قيمة… ولا مراكز بحث… ولا محاضرات خارج الدروس ولا مؤتمرات… ولا… ولا. لقد تأسفت مرة وأنا أسمع لأحد الدعاة العرب حضر لبلادنا، وفي حصة تلفزيونية سأله شاب جزائري قال له: “يا شيخ أنا طالب جامعي، أمضي الأسبوع كاملا في الدراسة ولكن بجوع”، فسأله الداعية: “وهل لا توفر لكم الوجبات الغذائية؟” ثم تنهد وقال بأسى:”والله ياليتني صرت خبزة بين يديك لتأكلني، كي تدرس بدون أن تجوع !!!” وقد قال لي احد الأصدقاء باستهزاء وهو المعروف بتنكيته رغم أنه ليس له أي مستوى تعليمي: “يا صديقي عدد ‘العشاق’ في الجامعة عندكم أكثر من عدد الباحثين”، فحاولت أن أرده… فقال لي: “لا تغطي الشمس بالغربال”.

 

“أدمغة”… على صوت واحد

البروفيسور الجزائري الشهير “إلياس زرهوني” في برنامج موعد مع الهجرة المبث على قناة الجزيرة في أواخر شهر نوفمبر الماضي صرح قائلا:”غادرت الجزائر لأنها وضعتني في الصف الأخير” وأضاف أن الميزانية التي وضعتها واشنطن له لما كان مديرا سابقا لمعهد الصحة الأمريكي تفوق مجموع ميزانيات عدة دول عربية !!! ويتفق الجميع على أن السيد “زرهوني”لو وفرت له بلاده ما يحتاجه، لما تركها وصار ممن وضعوا علمهم وأبحاثهم تحت تصرف سياسة “جورج دابليو بوش” !!!

ولما أتذكر رواية “ذاكرة الجسد” لأحلام مستغانمي أصيب بهيستيريا من الضحك والبكاء في نفس الوقت !!! فتلك الرواية التي صدرت في الجزائر أوّلا لم تُثر أي “قلقة أدبية أو إعلامية” كالتي أحدثتها أغنية خالد “دي… دي…واه” !!! ولما طارت “مستغانمي” إلى بيروت حاملة معها روايتها في بداية التسعينات وتم نشرها صارت من أشهر الروايات العربية، بل أصبحت تحتل المرتبة الأولى في سوق المبيعات !!! وتحولت “مستغانمي” إلى نجمة الأدب الجزائري بامتياز !!!

ومؤخرا طالعتنا جريدة وطنية بخبر عن أستاذ جامعي جزائري تحصل على شهادة دكتوراه في الفيزياء من جامعة باريس، وبعد أن عاد إلى الجزائر ليضع تجربته وعقله في خدمة بلاده، صودف بأن رفض ملف توظيفه بجامعة الشلف بحجة أن اختصاصه غير مطلوب !!! وبعدما نوى أن يقدم ما لديه لبلاده صار في بطالة منذ عدة أشهر !!! ربما ينتظر مستشفى المجانين كي يدخله إذا دام على هذا الحال !!!

 

“الأدمغة”… “احتقار” و”تهميش”و”تهجير”

لا يمكننا أمام هذه الظاهرة الممنهجة أن نقول أن الأمر عادي يرجع إلى ظروف وظروف مل الإنسان العاقل في هذه البلاد سماعها بنفاقها !!! إن تنامي هجرة العقول بهذا الطريقة لا يكمن وراءها إلا سببين واضحين: فالاحتقار يلعب دوره وهذا ما أوضحه الدكتور “اسماعيل بوجعدار” في إحدى ندواته مع الصحافة، بالإضافة إلى التهجير الممنهج “فلما كان الإعلامي والشاعر “عبد الرزاق بوكبة” في إضراب عن الطعام جراء إقصائه من وظيفته بالتلفزيون الجزائري بسبب ما قال:”مزاج أشخاص”، صرح لإحدى المواقع الإلكترونية الجزائرية وقال بصريح العبارة: “أن هناك مسئولين يعرقلون الكفاءات الوطنية لإرغامهم على الهجرة إلى الخارج” وأضاف بكل رجولة: “نموت هنا وما نهاجرش” !!!… لكن المئات من زملائه إعلاميين وكتاب “هاجروا وماماتوش” !!! وهذه هي العقدة التي نتحدث عنها !!!

 

i-ska@hotmail.fr

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.