زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

قرار سياسي وراء إقصاء الجزائر من مونديال قطر؟!

الإخبارية القراءة من المصدر
قرار سياسي وراء إقصاء الجزائر من مونديال قطر؟! ح.م

أثبت الإقصاء المر للفريق الوطني الجزائري من المشاركة في مونديال قطر القادم، وقبلها الطريقة الغريبة لإقصاء المنتخب الروسي في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا، أن الرياضة العالمية والمونديال الخاص بكرة القدم على وجه الخصوص، مليئة بالمؤامرات والكولسات السياسية، على خلاف الشعارات البراقة التي ظلت ترفعها “الفيفا” طوال العقود الماضية حول منع إدخال السياسة والدين في الرياضة.

هل يكون مونديال قطر 2022 تمهيدا لمونديال “إسرائيل” 2030؟

ويتضح اليوم جليا، أن “الفيفا” ومعها “الكاف” التي هي أحد أفرعها، وأداة تنفيذية بيدها، ليست إلا جزءا من النظام العالمي الذي يهيمن عليه الغرب بقيادة الولايات المتحدة، وتقوده من الخلف الصهيونية العالمية،.

وبالتالي فإن ما قام به الحكم غاساما في ملعب تشاكر ضد المنتخب الجزائري باعتباره أحد أبرز الفرق التي لا تنتمي للمنظومة الغربية المتصهينة، وينتمي إلى دولة قريبة من روسيا ومتضامنة بالمطلق مع فلسطين، لا ينفصل أبدا عن قرارات “الفيفا” و”اليويفا” (الاتحاد الأوروبي)، منع المنتخب الروسي من المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، وكذا منع الأندية والفرق الروسية من المشاركة في جميع البطولات الدولية والأوربية.

ما قام به الحكم غاساما في ملعب تشاكر ضد المنتخب الجزائري باعتباره أحد أبرز الفرق التي لا تنتمي للمنظومة الغربية المتصهينة، وينتمي إلى دولة قريبة من روسيا ومتضامنة بالمطلق مع فلسطين، لا ينفصل أبدا عن قرارات “الفيفا” و”اليويفا” (الاتحاد الأوروبي)، منع المنتخب الروسي…

وإذا كنا لا نبرئ اللاعبين الجزائريين والمدرب بلماضي، من تحمل بعض المسؤولية في الإقصاء، إلا أن المؤامرة تبدو أكبر من محاولات إنكارها التي ينخرط فيها البعض للأسف، بداية بكواليس الكاف وطريقة تعيين الحكام، مرورا بعملية فرض “الكوطة” بين الفرق العربية والإفريقية في ما يخص التأهل للمونديال، وصولا إلى لعبة “الفار” وغيرها من القضايا الغريبة التي حدثت لإقصاء المنتخب الجزائري، وذلك حتى لا تتكرر مشاهد رفع الراية الفلسطينية على أيدي لاعبي وجماهير الجزائر في كأس العرب بالدوحة، خاصة وأن قوانين “الفيفا” كلها تسقط اليوم بالضربة القاضية، من خلال هذا الكم الهائل من “المعايير المزدوجة” بين احتلال الروس لأوكرانيا، واحتلال الصهاينة لفلسطين، حيث لا تقوم “الفيفا” إطلاقا بمعاقبة “إسرائيل” على وحشيتها كما تفعل مع الروس اليوم، كما أنها لا تعاقب فقط كل من يتجرأ على انتقاد “إسرائيل” أو حمل شعار مندد بوحشيتها، بل إنها تخطط لإقامة المونديال العام 2030 في إسرائيل مناصفة مع الإمارات، كترضية لدولة الكيان على إقامة مونديال 2022 في دولة عربية هي قطر.

إقصاء روسيا

من يقول بعدم وجود السياسة والكولسة في قضية الوصول للمونديال، عليه أن يجد أولا تفسيرا للطريقة الغريبة التي تم بها إقصاء الفريق الروسي من المشاركات الدولية والأوروبية، عقابا له على تصرفات السياسيين الروس التي لا علاقة له بها.

لقد تجرأ الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي على منع منتخب روسيا من المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، حيث رفضت منتخبات السويد وبولونيا وتشيكيا مواجهة روسيا في الملحق الأوروبي، مع منع الفرق الروسية من المشاركة في البطولات الأوروبية على غرار فريق سبارتاك موسكو، بل وصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، حين قامت أندية أوروبية مثل فرق شالكه الألماني ومانشستر يونايتد البريطاني، بضغط من السياسيين على إلغاء عقود الرعاية من الشركات الروسية مثل “غاز بروم” للنفط وشركة الطيران “أيروفلوت”، وأنهت شركة أديداس رعايتها لاتحاد الكرة الروسي؛

وأجبر رجال الأعمال الروس على التنازل عن رعاية بعض الفرق الأوروبية مثل تشيلسي، كما سحبت بطولة العالم لكرة الطائرة من روسيا، وألغى اتحاد كرة السلة الدولي مشاركة الفرق الروسية، وألغيت سباقات “الفورمولا 1” والتزلج على الجليد والسباحة هناك، وقامت اللجنة الأولمبية الدولية باستبعاد اللاعبين والرياضيين الروس من بقية الألعاب الدولية الأخرى؛

وخرج علينا خلال ذلك لاعبون أوروبيون كبار، على غرار البولنديين روبرت ليفاندوفسكي وفوتشيك تشيزني ليعلنا عن رفضهم اللعب أمام روسيا، دون أن يتعرضا لأي عقوبة بل على العكس حظيا بالدعم والتشجيع، وأصدرت تعليمات للحكام بعدم معاقبة اللاعبين الذين يخلعون قمصانهم لإظهار قمصان داخلية تحمل الدعم لأوكرانيا.

إسرائيل المدللة

وأمام هذه الحملة الشرسة وغير المسبوقة التي يقف حيالها العالم مشدوها لإقصاء الروس من مختلف أنواع الرياضات لأسباب سياسية مباشرة، بسبب احتلالهم أوكرانيا، لا يواجه الكيان الصهيوني منذ عدة عقود أي نوع من أنواع العقوبات الرياضية على الجرائم التي يقوم بها، بل على العكس تماما، فإن العقوبات مسلطة حصرا على الجهات أو الأطراف التي تقاطع اللعب مع هذا الكيان الغاصب.

لقد بينت الطريقة التي تعاطى بها الغربيون مع أزمة أوكرانيا، وضحايا على قلتهم، أن الرياضة وكرة القدم هي سياسة بالدرجة الأولى، وأن القوانين والمنظمات الدولية الرياضية، هي في خدمة النظام العالمي المتصهين ولا شيء غير ذلك، وما علينا إلا أن نتعامل معها مستقبلا على هذا الأساس..

ولقد رأى العالم كله، كيف دفع المصارع الجزائري فتحي نورين، ثمنا باهظا بإيقافه مدة 10 سنوات لأنه انسحب من منازلة مصارع “إسرائيلي” في أولمبياد طوكيو 2020، وكيف تمت معاقبة أبو تركية في بطولة إفريقيا عام 2008، عندما رفع شعارا على قميصه مساندة لغزة، ومعاقبة اللاعب المسلم فريديريك كانوتي، نجم إشبيلية السابق، بعد رفعه قميصا فيه كلمة فلسطين في أعقاب عدوان 2008 على غزة أيضا، بينما يسمح لمئات اللاعبين اليوم في أوروبا برفع قمصانهم دعما لأوكرانيا، وتحولت ملاعب أوروبا كلها إلى مناحات كبيرة على أطفال أوكرانيا لأن العدو هنا هو روسيا التي ترفض هيمنة الحلف الأطلسي، وليس “إسرائيل” المدللة.

لقد ظلت “إسرائيل” التي تحتل فلسطين لعشرات السنين محمية بقوانين “الفيفا”، وترفض كل الدعوات للتعاطف مجرد التعاطف مع الفلسطينيين وهم يقصفون بشتى أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، ولم يقتصر الأمر على منع الجماهير الأوربية على رفع الأعلام الفلسطينية على غرار ما قامت به جماهير سيلتيك الأسكتلندي عام 2016، ولا منع اللاعبين الأوربيين من إعلان تضامنهم مع الضحايا في غزة والضفة، وإنما وصل الأمر إلى الملاعب العربية نفسها، وكانت قوانين “الفيفا” التي كانوا يصورونها على أنها صارمة، تقف بالمرصاد أمام أي محاولة لخلط السياسة بالرياضة كلما تعلق الأمر بالتنديد بجرائم الصهاينة، حتى جاءت قضية أوكرانيا ليسقط المعبد كله، وتنكشف الأكذوبة.

لقد بينت الطريقة التي تعاطى بها الغربيون مع أزمة أوكرانيا، وضحايا على قلتهم، أن الرياضة وكرة القدم هي سياسة بالدرجة الأولى، وأن القوانين والمنظمات الدولية الرياضية، هي في خدمة النظام العالمي المتصهين ولا شيء غير ذلك، وما علينا إلا أن نتعامل معها مستقبلا على هذا الأساس.

نحو “مونديال إسرائيل” عام 2030

وهكذا تنكشف حقيقة المؤامرة ليس على فلسطين وحدها، وإنما على الشعوب المستضعفة باسم شعارات براقة لا تشتغل إلا عندما تكون في صالح الغرب والصهاينة، والدليل الاضافي اليوم، أن مونديال قطر الذي سيجرى على أرض عربية في غياب الراية الفلسطينية بعد تغييب الجزائر عنه، سيكون ممهدا ومبررا لإجراء مونديال 2030 في إسرائيل، مناصفة مع الإمارات، ومدعوما بدول التطبيع العربية التي ستكون أول المصفقين والداعمين له.

النظام الصهيو/ غربي، الذي قرر شطب روسيا بعظمتها، من خارطة الرياضة العالمية لأنها تشكل خطرا على تمدد حلف الأطلسي، لن يتوانى في شطب دولة عربية كالجزائر من مونديال قطر 2022، حتى لا تشوش براياتها الفلسطينية على حظوظ “إسرائيل”…

الأمر لا يتعلق بمزحة سمجة، بل باقتراح رسمي من رئيس “الفيفا” نفسه إنفانتينو، الذي زار إسرائيل قبل مدة، والتقى خلالها برئيس الحكومة الإسرئيلية نفتالي بينيت، وقدم له اقتراح تنظيم “إسرائيل” لكأس العالم 2030 مع الإمارات، وقد بدأت بعض الدوائر في الإمارات الترويج لذلك، من خلال استثمارات رياضية إماراتية في “إسرائيل” والقيام بمباريات مشتركة في الإمارات ودولة الكيان، وشراء أندية “إسرائيلية” وغيرها، تمهيدا لخلق أجواء مناسبة للوصول بمسلسل التطبيع إلى الدائرة الشعبية من خلال كرة القدم.

وهنا من المهم أن نطرح سؤالا جوهريا عن دور الاتحادات العربية والإسلامية حول موقفها من هذه المهازل التي تقع، وهذه المعايير المزدوجة التي يتم تطبيقها على حسابنا، ولماذا لا تقوم بمساءلة الفيفا وغيرها من المنظمات الرياضية الدولية عن سبب عدم مساواتها بين أوكرانيا وفلسطين؟ وهل يمكنها أن تتخذ مواقف جماعية بالضغط بالانسحاب من هذه المنظمات الظالمة، ومن هذه البطولات التي تقطر منها رائحة السياسة والكولسة والمؤامرات ومصلحة الحلف الصهيو/غربي؟ للأسف فإن الخزي الأكبر يقع هنا على الدول المطبعة مع دولة الكيان والتي تقوم بكل شيء للدفاع عن “إسرائيل” بدل محاسبتها.

وعليه، قد لا نتوقع الشيء الكثير في 21 من هذا الشهر تاريخ فصل الفيفا في طعن الجزائر حول أحداث مباراة الكاميرون، فلقد تم إقصاء الجزائر مثلا في مونديال إسبانيا 1982 بمؤامرة ألمانية نمساوية فاضحة، من دون أن ينفعنا تغيير قوانين اللعبة فيما بعد، لأن النظام الصهيو/ غربي، الذي قرر شطب روسيا بعظمتها، من خارطة الرياضة العالمية لأنها تشكل خطرا على تمدد حلف الأطلسي، لن يتوانى في شطب دولة عربية كالجزائر من مونديال قطر 2022، حتى لا تشوش براياتها الفلسطينية على حظوظ “إسرائيل” في مونديالها المزعوم عام 2030.. وهو الأمر الذي يجب أخذه في الحسبان مستقبلا، وعدم مواصلة الاعتقاد الساذج بأن “الفنيات الكروية” وحدها من يقرر في تأهل هذا الفريق أو ذلك أو حصوله على التتويجات القارية والعالمية.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.