وافق "فيس بوك"، الذي يواجه غرامات محتملة جراء انتهاكه قوانين الخصوصية الصارمة في ألمانيا، وافق الثلاثاء 25 يناير 2011 على أن يدع مستخدميه في ألمانيا يحموا بشكل أفضل اتصالاتهم من خلال البريد الالكتروني من الإعلانات غير المرغوب فيها، ومن عمليات الحث على التواصل الاجتماعي والدعوات التي يقدمها الموقع الاجتماعي الأمريكي الشهير.
حيث وافق الموقع، الذي يضم أكثر من 10 ملايين مستخدم في ألمانيا، على تعديل خدمة “العثور على صديق” التي تعد واحدة من أشهر الخدمات التي يوفرها لمستخدميه، ليسمح لمستخدميه في ألمانيا بحجب إمكانية إتصال الموقع بالأشخاص، حتى وإن كانوا من غير مستخدميه، والذي يحصل الموقع على عناوين بريدهم الإلكتروني من خلال سجل عناوين البريد الالكتروني الخاص بكل مستخدم.
ويعتبر موقع فيس بوك، وهو أكبر شبكة إلكترونية اجتماعية في العالم، ثاني شركة أمريكية عاملة في مجال الإنترنت، بعد جوجل، تعدل عملياتها لتتناسب مع القوانين الألمانية، والتي تعطي الأفراد سيطرة أكبر فيما يتعلق باستخدام البيانات الشخصية، مثل الأسماء والعناوين والصور.
وفي العام الفائت، ترك “جوجل” وهو بصدد مواجهة غرامات، الألمان يستثنون عرض صور منازلهم وشققهم من خدمة أرشيف الصور الفوتوغرافية “ستريت فيو” قبل تفعيل الخدمة وبث الصور بثا مباشرا.
ومثله مثل جوجل، قرر فيس بوك أن يغير عملياته، بعدما فتح مشرف حماية البيانات في هامبورج، جوهانز كاسبر، مراجعة لممارسات فيس بوك في المانيا. ولخرق أو انتهاك قانون الخصوصية الألماني عقوبات تصل الى 300 ألف يورو، لكن الدعاية السلبية بالطبع، يمكن أن تتسبب في خسارة أكبر لفيس بوك، في أكبر سوق وطني في قارة أوروبا.
وقال كاسبر في مقابلة معه إن مكتبه تلقى “الكثير من الشكاوى” خلال الشهور الستة الفائتة من ألمان لم يستخدموا فيس بوك أبدا، لكنهم كانوا يتلقون دعوات من الموقع لأن عناوين بريدهم الإلكتروني تسربت إليه من أصدقاء لهم.
بل وصار للمسألة نغمة سياسية؛ فمفوض حماية البيانات الفيدرالي الألماني بيتر تشار وجه إنتقاداته الى فيس بوك لعدم إهتمام الأخير بقوانين الخصوصية الألمانية. كما فتح كاسبر مراجعته الإدارية لممارسات فيس بوك في شهر يوليو الفائت. وطالب مكتبه بداية من فيس بوك بوقف خدمة “العثور على صديق” في المانيا. والتقي الجانبان أكثر من مرة خلال الأشهر السبعة الفائتة. وبناء على حل وسط تم التوصل اليه الاثنين الفائت، وافق فيس بوك أن يشرح بشكل مستمر خصائص هذه خدمة “العثور على صديق”، ويوجه المستخدمين ويعلمهم كيف يحدون من قدرة التطبيق على الولوج الى إتصالات المستخدمين مع أشخاص غير مشتركين في الموقع.
يقول أندرو نوييس، أحد الناطقين باسم فيس بوك، من واشنطن : “نحن سعداء لأننا توصلنا الى حل مع “حماية البيانات” في هامبورج، بخصوص مشكلة خدمة “العثور على صديق” ونحن نتطلع الى مواصلة نقاشنا البناء وحوارنا الهادف في المستقبل”.
لكن كاسبر قال إن تحقيقه في ممارسات فيس بوك سيظل مفتوحا، حتى يكون قادرا على أن يقيم خفض التغييرات التي قام بها فيس بوك في المانيا لعدد الشكاوى من عدمه.
وتدرس النيابة العامة في هامبورج مسألة توجيه اتهامات الى جوجل لتسجيله بيانات شخصية متسربة من موجهات الواي فاي المحلية. واعتراف جوجل إنها جمعت بطريق الخطأ بيانات شخصية من موجهات واي فاي غير مشفرة حول العالم أشعل شرارة الكثير من التحقيقات، انتهى معظمها بتحذيرات وإعتذارات.
وفي ألمانيا، أدخل جوجل خدمة “ستريت فيو” في عشرين مدينة العام الفائت، بعدما وفر لسكان تلك المدن خيار الاشتراك في الخدمة أو الإمتناع. وتوفر هذه الخدمة حاليا صورا لقرابة 8 ملايين مسكن عائلي، لكن هناك قرابة 23 مليون مسكن عائلي في المناطق الريفية والمدن الأصغر لم تدخل الخدمة بعد.
وقالت شركة محرك البحث الأمريكية العملاقة إنها اضطرت الى توظيف المزيد من الموظفين للقيام بالتعامل مع الطلبات الكثيرة من الألمان المنتظرين إزالة صور مساكنهم من هذه الخدمة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.