يتراوح تعامل الفرد مع المحيطين به من أقصي درجات التحفظ والريبه إلي أقصى درجات التهاون وتخطي حدود الخصوصية ، والبون شاسع بين هذا وتلك ومن لا يستطع أن يحدث التوازن المطلوب يجد نفسه محط إنتقاد لاذع إضافة إلي كونه يخسر الكثير في سبيل إستمرار علاقاته بالأخرين.
وفيما يخص النوع الثاني من العلاقات والتي يتسم صاحبها دوما بما يعرف بالدبلوماسيه واللياقة فإنه حين لا ينتبه لتصرفاته وعلاقاته بالأخرين فأنه قد يتنازل عن بعض إحترامه لذاته ليظل محتفظا بالتواصل معهم ، ومن ثم يبدأ مسلسل الخسائر ، فسلم التنازلات لا يعرف حد للتوقف ، وهو حين يحاول أن يوقف هذا النزيف يكون مضطرا لخسارة بعض المحيطين به والمتعاملين معه ، وعند هذه النقطة بالتحديد يجد نفسه مرغما علي تحديد أولوياته، ومعرفة قدرتة علي المواجهة وفي كثير من الأحيان يفشل في إتخاذ موقف محدد خاصة إذ لم يكن عندة إستعداد لخسارة بعض علاقاته بمن حولة سواء أكان هذا لمشاعر يكنها لهم أو لمصالح يعتمد عليهم فيها.
اما النوع الأول فهو يمثل أقصى حالات الريبة ، يجعل صاحبة في تعاملة مع الأخر يقدم الشك ويمحص كثيرا قبل إقامة أي علاقة سواء أكانت علاقة عاطفية أوعلاقة ود أو حتي علاقة عمل ، وفي جميع الحالات يفقده هذا التحفظ والريبة الكثير ويجعل علاقاته مهددة دوما إما بعدم الإكتمال بالإنهيار سواء أكانت في بدايتها أو عند تمامها ، فهو يضع علاقاتة بالأخرين علي المحك ويجد نفسة مضطرا إلي مراجعة وتمحيص كل تصرف بدافع الريبة والقلق ، وهو إن لم يتوقف ويعيد حسابته يجد نفسه في الأخير قد خسر علاقاته بكل من حوله.
والأمر من وجهة نظر علماء الأجتماع والنفس يتطلب أن يكون هناك توازن يجعل المرء قادرا علي التعامل بنجاح مع من حولة فلا يفرط ويتنازل ولا يشك ويرتاب بتطرف قد يفشل كل علاقاته ، بل عليه أن يتعلم بهدوء فن التعامل بتوازن وذكاء أجتماعي يوفر له فرص النجاح.
كاتب وصحفي مصري
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.