زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

فلسطين.. وخريطة حدود الدم

فلسطين.. وخريطة حدود الدم ح.م

خريطة حدود الدم والتي نشرتها المجلة العسكرية الأمريكية "آرمدفورسز" في جويلية 2006 والتي قدم فيها الجنرال الأمريكي المتقاعد "رالف بيترز" نظرته حول ما يجب أن يكون عليه الشرق الأوسط..

طلب نتنياهو من أهل غزة الاتجاه جنوبا، وقد يعتقد البعض أن هذا الطلب هو من الجانب "الإنساني" حتى تبقى المواجهات بين مجاهدي القسام وجيش الاحتلال وهو ما تروج له أمريكا خاصة، لكن هذا التفسير غير حقيقي...

فنحن نعرف جيدا أن نتنياهو يسعى حثيثا لمسح التواجد الفلسطيني في شمال غزة وهو ما قاله بعد بداية اجتياح مجاهدي القسّام للأراضي المحتلة والتي دمرت ميثولوجيا “الجيش الذي لا يقهر…” حيث صرح بأن الجغرافيا ستتغير بعد هذه المواجهة في إشارة منه لاحتلال أجزاء من غزة إن لم نقل كلها ودفع الفلسطينيين للتهجير القسري نحو الجنوب كخطوة أولى.

من جهة أخرى فإن القصف المتواصل على غزة وعدد الضحايا من المدنيين يفضح هذه الادعاءات والتفسيرات السطحية لاسيما وأنَّ القصف استهدف عائلات بأكملها قضت نحبها ومحيت بشكل كامل من السجل المدني، وأكثر من 600 طفل فلسطيني قتلوا بغارات جوية وكذا 370 سيدة والقائمة مرشحة للارتفاع، خاصة بعد المجزرة المروعة التي أدت إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني في قصف الاحتلال على مستشفى المعمداني..

لذا فمن غير المعقول أن نعتقد أن نتنياهو يريد الخير لأهل غزة وإنما هو يخطط لشيء أكبر… وهو ما سنحاول طرحه بشكل بسيط وموثق…

خريطة حدود الدم تنفذ بحذافيرها

قبل الوصول لتوضيح ما يريده نتنياهو من أهل غزة لا بد أن نشير لحدود خريطة الدم والتي نشرتها المجلة العسكرية الأمريكية “آرمدفورسز” في جويلية 2006 والتي قدم فيها الجنرال الأمريكي المتقاعد “رالف بيترز” نظرته حول ما يجب أن يكون عليه الشرق الأوسط..

@ طالع أيضا: “طوفان الأقصى”.. ساعة الصفر وتفاصيل ليلة الهجوم

قبل الوصول لتوضيح ما يريده نتنياهو من أهل غزة لا بد أن نشير لحدود خريطة الدم والتي نشرتها المجلة العسكرية الأمريكية “آرمدفورسز” في جويلية 2006 والتي قدم فيها الجنرال الأمريكي المتقاعد “رالف بيترز” نظرته حول ما يجب أن يكون عليه الشرق الأوسط..

حيث يجب أن تخضع حسبه لاحترام ما يعرف بالأقليات العرقية، الدينية، والطائفية، ويؤكد أن الحدود الجغرافية الحالية للدول غير “عادلة” لذا يجب أن تكون هناك دويلات جديدة لاسيما وأن التقسيم الأوروبي حسبه كان مجحفا في حق هذه “الأقليات”.

والمثير للانتباه أن هذه الخريطة بدأت تظهر ملامح تطبيقها على أرض الواقع ولكن بآليات تعمل بالوكالة كاستدعاء”بعبع الإرهاب” كما حدث في منطقة نينوة بالعراق مثلا (قد نعود لما حدث لها لاحقا) أو بخلق نعرات عرقية في العديد من هذه الدول العربية كسوريا واليمن والسعودية.

وعلى كل فإن الخريطة التي تم إرفاقها حينها بالمقال توضح التقسيمات التي تريدها الولايات المتحدة الأمريكية بتواطؤ مع عملائها من الرؤساء في الكثير من الدول مقابل “البقاء في السلطة”.

لكن من بين المعطيات المريبة في التقرير أنه لم يطرح ما سيكون عليه الحال في “فلسطين” لأنه حينها لم يكن الوقت مناسب لطرح الحل الذي تراه أمريكا حلا نهائيا لما يعرف بالقضية بصفة مباشرة وصريحة.

ولكن التقرير ذكر ضرورة عودة الكيان لحدود 1967، رغم أن التخطيط والاتفاق الذي يسعى له الكيان هو تغيير الجغرافيا والتهجير القسري لسكان غزة ولكن ما هي الحلول التي تقدمها “اسرائيل” وبتزكية من الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأساسي للكيان والذي تربطهما مصالح متعددة في الوجود للكيان والتواجد للولايات المتحدة الأمريكية.

فنشير إلى أنَّ التقرير يذكر بشكل صريح أنه ستكون هناك تغيرات على المستوى الجغرافي أي الحدود، وكتب بصريح العبارة ما يلي “إسرائيل ستضطر للعودة لحدود 1967 مع تعديلات محلية أساسية من أجل مسائل الأمن المشروعة”، وهذه التعديلات المشروعة هي ما يتم الاشتغال عليه حاليا من طرف حكومة نتنياهو وبعض الأنظمة العربية “الخائنة والمطبعة”.

ترحيل أهل غزة نحو صحراء سيناء، ومحو أي مقاومة ضد الكيان

على الرغم من حصول الكيان الصهيوني على معلومات استخباراتية مصرية بشأن حركة محتملة ضد الكيان (قبل طوفان الأقصى) والتي لم يتم استغلالها من طرف دولة الاحتلال.

إلا أن هذا التخابر والذي كشفته وسائل إعلام أمريكية كشف الخطة التي تحاك ضد أهل غزة بالتواطؤ مع جهاز الاستخبارات المصري و”نظام السيسي” بشكل عام الذي يتعاون مع دولة الاحتلال لتهجير سكان غزة نحو سيناء بعد أن تم ترحيل “سكان شمال سيناء” لضمان أمن “المواطن الإسرائيلي” حسب تصريحات السيسي الدائمة والتي لا يتوقف عن تكرارها.

@ طالع أيضا: تحقيق: لجان “صهيومغربية” تهاجم المقاومة والجزائر؟!

كما أن سكان سيناء كانوا المدد الوحيد لسكان غزة من خلال الأنفاق التي كانت الممر الوحيد لنقل الغذاء والأدوية والمتنفس الوحيد لأهل غزة بعد فرض الحصار عليهم في 2006.

يعني بالفترة المؤقتة التهجير النهائي لسكان غزة للقضاء على أي مقاومة مشروعة من أي جهة مجاهدة سواء كتائب القسام أو غيرها من الفصائل التي تنشط في قطاع غزة وهذا التهجير يشبه تماما ما حدث في “النكبة” 1948 أين قتلت وهجرت السكان لغير رجعة…

إلا أنه بعد 2013 قام نظام السيسي بتدمير الأنفاق وتقديم كل المعلومات الاستخباراتية والتي تخص حركة حماس للكيان الصهيوني، لاسيما بعد أن صادقت أغلب الدولة العربية بتصنيف حركة حماس وحزب الله ضمن “الجماعات الإرهابية” (الجزائر رفضت هذا القرار أي تحدت السعودية ما جعلها في مرمى البصر… وعلى كل هذا موقف مشرف يحسب للجزائر المقاومة).

نائب رئيس الوزراء السابق يؤكد خطة تهجير سكان غزة

ولتأكيد ما تم طرحه فإن تصريح نائب رئيس الوزراء السابق لدولة الاحتلال وفي تصريح متلفز(يمكن العودة له من خلال مجلة ميم) إذ تحدث بشكل صريح عن مصير سكان غزة فقال:

“نحن لا نطلب من سكان غزة بأن يلقوا بأنفسهم في البحر بل التوجه نحو شمال سيناء… فهم متعودون على ذلك… حيث سنسعى نحن والمجتمع الدولي لتجهيز عشر مدن بالطعام والماء لاستقبال سكان غزة… تماما مثل اللاجئين السوريين في تركيا… تركيا تستقبل 2 مليون لاجئ سوري… هذه هي الفكرة وأنا أكرر أن هناك طريقة لاستقبالهم جميعا على الجانب الآخر ولفترة مؤقتة”..

ويعني بالفترة المؤقتة التهجير النهائي لسكان غزة للقضاء على أي مقاومة مشروعة من أي جهة مجاهدة سواء كتائب القسام أو غيرها من الفصائل التي تنشط في قطاع غزة وهذا التهجير يشبه تماما ما حدث في “النكبة” 1948 أين قتلت وهجرت السكان لغير رجعة…

ولعل التركيز على قصف شمال غزة هو تأكيد على أن ما يريده الاحتلال ليس المواجهة المباشرة مع مجاهدي كتائب القسام والتي فشل فيها فشلاً ذريعا، وإنما تفريغ شمال غزة وإجبار أكثر من مليون فلسطيني على التوجه جنوبا لاحتلال كامل الشمال…

هذا التصريح المخطط له من مسؤول دبلوماسي يوضح النية الحقيقية للكيان ويؤكد أن هذا الحل طرح منذ سنوات عديدة، لاسيما وأن حسني مبارك كان قد قبل هذا الطرح سابقا، ما يعني أن الخطة الأساسية والتقسيم الجديد يقتضي إفراغ الجزء الشمالي من غزة ومن ثم “ولمسائل أمنية مشروعة” تهجر ما تبقى في جنوب غزة.

ولعل التركيز على قصف شمال غزة هو تأكيد على أن ما يريده الاحتلال ليس المواجهة المباشرة مع مجاهدي كتائب القسام والتي فشل فيها فشلاً ذريعا، وإنما تفريغ شمال غزة وإجبار أكثر من مليون فلسطيني على التوجه جنوبا لاحتلال كامل الشمال والتضييق على أي مقاومة بالمقابل سيضيق النظام المصري على الجنوب لأسباب “أمنية أيضا” ما يؤدي لا محالة لفرض “حل التهجير” والاستيطان في شمال سيناء بشكل دائم وليس مؤقت.

ولكن موقف سكان وأهل غزة جاء منافياً لآمال الكيان الذي يستقوى بحلفاء يمثلون “الشكل الجديد لجيوش الحروب الصليبية” ولكن بتسمية جديدة “محاربة الإرهاب”.

في الأخير طوفان الأقصى خلط كل أوراق الحكومة الصهيونية وكذا الحكومات العميلة ولكن الشيء المربك فعلا فيما يخطط له هو كيف نسمح لهم بذلك، وكيف لجنرال أمريكي متقاعد أن يحدد مصائرنا؟؟؟ على الرغم من أن الولايات المتحدة ذاتها تحصي أكثر من 150 عرق وطائفة، لغة، فرقة، مختلفة تماما عن لعضها البعض؟؟؟

هل فعلا نحن بهذا الضعف الذي يرونه فينا؟؟؟

“إن الفيصل بيننا وبينهم أنهم يؤمنون أننا ننسى كل كلامهم ومخططاتهم… ولكننا سنفضحهم دائما حتى آخر رمق”…

@ طالع أيضا: “بق الفراش” وعنصرية “باسكال”؟!

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.