لماذا لا يقبل البعض فكر الآخرين؟
أعتقد ان اختلاف العقيدة او الديانة هو شيء اساسي لعدم تقبل افكار الاخرين ولكن ما دام رأيي صواب يحتمل الخطا وراي غيرى خطا يحتمل الصواب ومادمنا فى عصر الافكار والتغيير وأن من يملك المعلومة يملك المستقبل، اذا فعلينا تقبل راى الاخرين واختلافاتهم وليس لأنه مختلف معك ان تقوم بتهميشه او تضطهده فالاختلاف هو سنة الحياة وهى السبيل للوصول من خلال النقاش الى افضل نتيجة.
فافضل شىء لقبول الاخر ان اجد بينى وبينه شىء مشترك لنتقابل فيه ففكرة ان تقبل الاخر كما هو، وليس على طريقتك (هى الحل).
فلابد ان ننظر الى اننا نتعامل مع بشر افراد وليس مجموعات فنظلمها ونقوم باضطهادها لانها اقلية او تمارس شعائر دينية مختلفة او لها فكر مختلف عنا لكى تتقبل فكر الآخر لابد ان نتحترمه وتقدره حتى بنظرات العين وايماءات الجسد ولكى تتقبل فكر الاخر لابد ان تضع نفسك امامة وان تفهم مضمون كلامة ومايوحية لك, ولا بد ان تكون صبور حتى يتقبل رايك ايضا فليس مهما ان تنصر دينك بحنجرتك ولكن الاهم ان تنصر دينك بفعلك.
والاختلاف، ليس بين البشر في الديانات المختلفة، انما بين البشر فى الديانة الواحدة أيضا.
وذلك فى اعتقاد الاشخاص، او اعتناق بعض الافكار، او المذاهب المختلفة، ولكى نصل الى الديموقراطية والمواطنة المنشودة لابد ان نتقبل بعضنا البعض ,واستعرض لكم بعض الاختلافات فى مصر بين اصحاب الديانة الواحدة واصحاب الديانة المختلفة سواء مسلمة او مسيحية ومابينهم من اختلافات وضرورة تقبل الاخر رحمة بة وكما امرت بها الديانات السماوية.
الاقباط:
لفترة ليست بقصيرة كان الاقباط يشعرون بالتهميش والتقليل من شأنهم لانهم اقلية بالرغم من طاقاتهم وتفوقهم فى بعض المجالات التجارية, ولكنهم كانوا يشعرون بالتمييز لان الاغلبية المصرية تنتمى للديانة الاسلامية ولانستطيع اغفال بعض الثقافات المتوارثة الغير صحيحة عن الاخر الدينى, وهى كراهية الاخر لمجرد انة ذو ديانة مختلفة عنا, وهو موروث دينى خاطىء يكرس الكراهية فى نفوس اطفال المسلمين المصريين ضد الغير.
هذا الفكر الخاطىء اسهم فى تهميش واضطهاد الاقباط بشكل مباشر او غير مباشر واضطهادهم ايضا حيث كان يعانى بعض الاطفال الاقباط من الاضطهاد الاطفال المسلمين لهم وخاصة المدارس الحكومية، نتيجة للتربية الموروث الخاطئ وعدم التربية على كيفية تقبل الاخر كماهو، أو وجود شىء مشترك يقرب الاختلافات.
بعد ثورة 25 يناير اصبح الامر مختلفا الى حدا ما فى بعض المناطق ومعقدا فى مناطق اخرى والتى كانت تشعر بالتمييز حيث شعر الاقباط ان عليهم الخروج للتعبير عن انفسهم والتنفيس عن سنوات الشعور بالظلم ,وبعد حرق كنيسة صول وكنيسة امبابة استعادت الذاكرة القبطية حرق الكنائس وماكانوا يعانوة من عنف دينى لعدة سنوات من بعض الفئات المتشددة اسلاميا ودينيا, والتى لاتتقبل الاخر بل ان البعض عارض الكنيسة واستمر فى التظاهر امام مبنى الاذاعة والتلفزيون حتى بدات بوادر فتنة من قبل المتعصبين او البلطجية (لغرض ما) فى ضرب الاقباط ليلا لاسكاتهم عنوة.
وانا اعتبر ان الاسلام الحقيقى من السلام والامان والاحساس بالامن والامان وضرورة ان احمى الاخر حتى لو كان على غير دينى فهذا واجبى نحوة كمسلم.
ومن جهة اخرى فاننا نجد فى الطوائف المسيحية المختلفة تناقدات واختلافات بينهم الاخر
نفس القصة بين الكاثوليك والارثوذكس فى مصر
وبما انه لا يوجد إحصاء معلن ورسمى لعدد المسيحيين فى مصر، وبالتالى لا توجد إحصاءات رسمية لأعداد الطوائف، ولكن هناك تقديرات تشير إلى كون الأقباط الأرثوذكس 80% من مسيحيى مصر، وتتوزع النسبة الباقية على البروتستانت ثم الكاثوليك. ويشعر: «مثل أى أغلبية، يفكر الأقباط الأرثوذكس أنهم الأصل وينظرون إلى الطوائف المسيحية الأخرى في مصر باعتبارهم مذاهب جديدة أو وافدة ومنحرفة عن المذهب الصحيح.
وانشق المسيحيون الى قسمين: الارثوذكوس ثم الكاثوليك, وانشق من الكاثوليك ,البروتستانت.
ومن هنا كانت الدعوة الى اذابة تلك الخلافات وتقبل الاخر كما هو سواء داخل المذاهب المسيحية المتعددة او بين المسلمين والمسيحين.
الجماعات الاسلامية:
عانى افراد الجماعات الاسلامية لفترات طويلة والافراد الذين يعتنقون افكار الاخوان المسلمين والسلفيين المتشدددين او السلفيين المعتدلين الذين ينضمون لجماعات دينية او يقوموا بأنشائها الى الاعتقال والحبس لسنوات طويلة يغيب فيها الاب او الابن عن اسرته او عائلته حتى يمرض او يكهل فى المعتقل، حتى لو كان مظهرة بالجلباب واللحية يوحى الى تدينه كان مسيرة احيانا الى المعتقل ظلما، لم تكن الجماعات الاسلامية فقط من يتم اعتقالها بل اى شخص عارض نظام الحكم فى البلاد او حتى قام بكتابة شعر ادبى اوعامى وكان يحدث ذلك خاصة فى بداية التسعينيات.
وبعد الثورة المصرية بدات هذة الجماعات الاسلامية تتنفس الصعداء وتقوم بنشاطاتها علنا وبدأت فى تكوين الاحزاب التابعة للسلفين او التابعة للاخوان المسلمين بالاضافة الى اختلاف الجماعات الاسلامية بينها بين بعض والافكار والمذاهب الاسلامية:
الصوفية يعتقد بعض المتصوفة ان التصوف ليست مذهبا انما احد اركان الاسلام(الاسلام الايمان الاحسان)
وهو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته والعلم به[3]
السلفية، هي تيار إسلامي ومدرسة فكرية سنية تدعو إلى العودة إلى “نهج السلف الصالح” كما يرونه والتمسك به باعتباره يمثل نهج الإسلام الأصيل والتمسك بأخذ الأحكام من القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة ويبتعد عن كل المدخلات الغريبة عن روح الإسلام وتعاليمه،
هو اسم يطلق على ثاني أكبر طائفة من المسلمين، ويرى الشيعة أن علي بن أبي طالب هو ونسله من زوجته فاطمة بنت النبي محمد هم أئمة مفترضوا الطاعة بالنص السماوي وهم المرجع الرئيسي للمسلمين بعد وفاة النبي.
لم يكن الاختلاف الدينى فى الديانة الاسلامية الواحدة فقط وبين الديانة المسيحية بل بين اصحاب الافكار المدنية الحديثة او من يحاولون بتطبيق الدولة المدنية الحديثة الديموقراطية من دون الاخلال بالمبادىء الاسلامية او مبادىء الاغلبية المطلقة فى مصر
أهل السنة والجماعة أو “معتقد أهل السنة” هي أكبر طائفة إسلامية. مصادر التشريع السني هي القرآن وسنة نبي الإسلام محمد المتمثلة في الأحاديث النبوية المنسوبة إليه، ويأخذون الفقه عن الأئمة الأربعة، ويقرون بصحة خلافة الخلفاء الأربعة الأوائل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ويؤمنون بعدالة كل الصحابة.
لكل منهج متشعب المذاهب حتى ان البعض من السنة كانوا يقمون بتكفير الاخر(الشيعة) والمطالبة بقتلهم والعكس صحيح
حينما اختلف قابيل وهابيل قتل قابيل أخاه، واتساءل هل القتل هو السبيل الوحيد لتفادي الاختلاف؟
لم يكن الاختلاف الدينى فى الديانة الاسلامية الواحدة فقط وبين الديانة المسيحية بل بين اصحاب الافكار المدنية الحديثة او من يحاولون بتطبيق الدولة المدنية الحديثة الديموقراطية من دون الاخلال بالمبادىء الاسلامية او مبادىء الاغلبية المطلقة فى مصر ودون تهميش حقوق الاقلية القبطية فى الحق في ممارسة الشعائر الدينية بحرية، والحق فى اللجوء الى الاحكام الدينية فى القضاء…الخ
ولكن الاختلاف مع شباب الثورة فى هذة المبادىء الفكرية خاصة ممن يعتنقون مبادىء الليبرالية او العلمانية الحرة المختلفة عن المبادىء الدينية او التى تنظر لتكوين دولة علمانية خاصة وان الجماعات الاسلامية وتوجهها فى انشاء دولة دينية كان امرا مفروغا منه.
الاختلافات ليست بين شباب الثورة والجماعات الاسلامية فقط بل من الممكن ان تكون داخل الجماعة الواحدة.
ومن ابرز الاختلاقات التى نشات حديثا فى جماعة الاخوان المسلمين بين القادة والشباب والتى ظهر صداها فى الاعلام اثناء الثورة وبجانب اختلافها مع الجماعات الاخرى.
وفى السابق أدى انشقاق الاخوان الى تكوين حزب الوسط منذ حوالي 6 سنوات وهو فكر اخوانى معتدل يتقبل فكر الاخر بصدر رحب.
المشكلة تكمن أن الجميع اجتمع اثناء الثورة، وبعدها اختلفوا واصبح من يشكك فى الاخر، ومن يقوم بتخوين الاخر، هى افضل وسيلة لاسكاته لمجرد انه مختلف معه في الفكر.
وأقول ان كل شخص حر فى فكره…
ما دمنا نتحدث عن الديموقراطية…
فربما تغير الفكرة، حياة، اشخاص، مجتمع بأسره…
الافكار التى هى اساس ما نحن فية الان…
حيث كانت فكرة (الثورة)، مجرد فكرة متداولة على الفيس بوك.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 2506
ان الحركات الأصولية هي التي أججت نيران الحقد و كراهية الآخر فكانت هي التي اوقدت نار الفتنة فجعلت كل من يختلف عن نهجها الفكري و لايتبناه “عدو” و راحت تكفر الناس علانية و تهدر دماء من تشاء و لأن الشعوب العربية عاشت كلها من محيطها الى خليجها في “ديمقراطية” مقولبة حسب ما ترتضيه أهواء الحكام و الأنظمة كان دلك عاملا من عوامل انتشار الفكر الديني المتطرف و لأن تلك الأنظمة سعت لتفقير و تجويع شعوبها و سقيه “بالقطارة” جرعات من مصل الديمقراطية ليبقى ما بين صحوة و نوم وجدت هده الجماعات الأصولية أرضية خصبة لتنشر كراهيتها و عداءها للنظام و تحولت كراهيتها للشعب الدي لا ينضوي تحت ألويتها و رأيتها الفكرية فأعلنت الحرب على المخالفين منتهجة و مستخدمتا الدين كدريعة لنشر و بث سمومها في جسم المجتمعات التي فقدت تسامحها و ترابطها اليست هده الثورات التي يعيشها العالم العربي هي وليدة دلك السأم من ديمقراطية مفبركة و عنف ديني متطرف و تسلط الأنظمة فهي فيض من غيض و بحث عن بديل و سماء أخرى لا ترى تحتها الألوان و تضمحل الانتماءات العرقية و العقائدية سماء لا مكان فيها سوى للانسان بالمعنى المطلق للكلمة و متى وجدنا هدا البديل كان الاستقرار و السكينة و الأمان