شيخ السلفية في الجزائر، وحبرها الأعظم وعرابها، والذي لا يمكن لاح يشهد له بأنه سلفي وهابي خالص إلا بعد أن يأخذ بيعته ومباركته، على طريقة فقهاء السلطان في الرياض، أو على طريقة قبائل العرب العاربة والمستعربة وقبلهما البائدة..
فالشيخ فركوس الذي يعتقد بأنه وطائفته هم دائماً على حق، وبأن الله عز وجل قد أعطاهم علم الكتاب والسنة، وأطلعهم على فهمهما دون سائر خلقه، وبالتالي فإنهم وفق هذا المنطق الديني والفلسفي العقلي الأرعن، من يمتلكون الحق الكنسي في الحكم على عقائد الناس عامة، وعلى أهل الإسلام خاصة، فيزندقون ويبدعون ويفسقون على هواهم، حتىَّ ولو قال لهم علماء الأمة الإجلاء والذين يشهد لهم القاصي والداني بالعلم والمعرفة، ومن بينهم العلامة الشيخ أحمد الخليلي نائب رئيس اتحاد العلماء المسلمين ومفتي سلطنة عمان، الذي صنفته دول الحصار الجائر على دولة عربية خليجية هي قطر بغض النظر عن موقفنا من نظامها السِّياسي أو من سياستها الخارجية، ووضعته على لوائح الإرهاب، ورئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الذي يرأسه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أو جمعية العلماء المسلمين بكل أعضائها ومشايخها وعلمائها، أنتم على ضلالة ولا تمثلون أهل السنة والجماعة في شيء، وحتىَّ لو صرح غير هؤلاء، وقد ناهز عددهم 200 عالماً في أحد المؤتمرات الدينية العلمية في الشيشان، التي عقدت بتاريخ 25 أغسطس سنة 2016م، ويحمل عنوان أهل السنة والجماعة، والذين تمَّ حصرهم اصطلاحاً في الأشاعرة والماتوليدية ومنهم أهل الحديث المفوضة في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية، والشافعية والحنبلية في الفقه، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقاً وتزكية على طريقة سيدنا الجنيد، ومن سائر على دربه من أهل الهدى.
فهو يرى بأن فهمه الفريد لمصطلح أهل السنة والجماعة، يعطيه الحق في أن يبدع ويفسق كل من يخالف منهجه وطريقته التي يراها مثلى..!
فمحمد على فركوس في كلمته الشهرية رقم 125 قد أكد بأن جماعة الإخوان المسلمين في الجزائر، ومختلف أنواع الطرق الصوفية وكذلك فرق الجهمية والمعتزلة والشيعة وغيرهم ليسوا من أهل السنة في شيء، فهو يرى بأن فهمه الفريد لمصطلح أهل السنة والجماعة، يعطيه الحق في أن يبدع ويفسق كل من يخالف منهجه وطريقته التي يراها مثلى، وبالرغم من كل الانتقادات التي وجهت له من طرف جمعية العلماء المسلمين وكبار علماء أهل السنة والجماعة في الجزائر، ولكنه ضرب بها عرض الحائط، وكأنَّ هؤلاء لا وزن ولا قيمة لهم عنده أو عند تياره، والذي يرى بأن الممارسات الديمقراطية والمظاهرات، والإضرابات لا تجوز شرعاً، ولكن لم نسمع له أو لأنصاره كلمة تدين الفساد والفاسدين، وقتل المسلمين في فلسطين والعراق، وبورما والعدوان الظالم على اليمن، ولم يدعوا يوماً أهل طائفته إلى الجهاد ضدَّ الصهاينة في فلسطين المحتلة، ولم يدن ما يفعله محمد بن سلمان من تمييع لدين المملكة العربية السعودية الوهابية اعتقاداً، الذي جعله مطية للبقاء أطول فترة ممكنة ممسكاً بزمام الحكم فيها، باعتباره ولياً للعهد، والمرشح لخلافة والده المريض الملك سلمان بن عبد العزيز، وإعطائه أكثر من 600 مليار دولار من أموال المسلمين إلى دولة كافرة، وحاكم يمقت أهل الإسلام ويكرههم، كدونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “المخبول”.
درءً للمفاسد وجلباً للمصالح، فإني أدعوا السّلطات إلى التدخل بشكل عاجل لوقفه عند حدَّه، لأنه بات يشكل خطراً على الأمن المجتمعي العام، إذ أن فتوى أو تصريحات غير مسؤولة كهذه ستكون باباً لفتنة، وشر عظيم قد يدخلنا في حرب أهلية لا سمح الله.. إن لم يتدارك العقلاء هذا الأمر..
النبي عليه أفضل الصلاة والسَّلام الذي يقول: بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا، ويقول في حديث آخر: قاربوا وسددوا واعلموا بأنه لن ينجو أحد منكم بعمله، قالوا: حتى أنت يا رسول الله قال: ولا أنا إلاَّ أن يتغمدني الله برحمته، حديث صحيح رواه الإمام مسلم من طريق أبو هريرة رضي الله تعالى عنه..
فبدل أن يحاول الشيخ فركوس، وغيره من أنصار التيار الوهابي التكفيري الذي أخرج لنا مختلف أنواع الإرهاب الفكري، والديني والذي أحل شيوخه لأنصارهم قتل الأبرياء بغير وجه حق، طبعاً بعد أن أخروجهم من دائرة أهل السُّنة والجماعة كما فعل فركوس، وشيخه الروحي محمد بن عبد الوهاب قبل أكثر من قرن ونيف في شبه الجزيرة العربية، أقول للشيخ فركوس وغيره، والله لو كنتم أعلم أهل الأرض فإنَّ علمكم لا يعتد به إذا لم يتغمدكم الله برحمته، أما تصنيفاتك لأهل الإسلام وطوائفه فقد ردَّ عليها خيرة علماء الأمة، الذين أنت بالنسبة لهم طويلب علم كما يقول الشيخ الألباني رحمه الله، ولكن درءً للمفاسد وجلباً للمصالح، فإني أدعوا السّلطات إلى التدخل بشكل عاجل لوقفه عند حدَّه، لأنه بات يشكل خطراً على الأمن المجتمعي العام، فالقلم قد رفع عن ثلاث من بينهم، وعن المجنون حتىَّ يعقل، إذ أن فتوى أو تصريحات غير مسؤولة كهذه ستكون باباً لفتنة، وشر عظيم قد يدخلنا في حرب أهلية لا سمح الله.. إن لم يتدارك العقلاء هذا الأمر.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.