يحفل سجلّ التلفزيون الجزائري بقصص كثيرة لصحفيين تخلّى عنهم بحجج تنوّعت بين "الحجاب" و"فخامة الرئيس"، وكان آخر الضحايا مقدّم نشره الأخبار في "قناة الجزائر" الناطقة بالفرنسية، أحمد لحري، الذي نطق اسم عبد العزيز بوتفليقة حافيا دون كلمة "الرئيس" أو "سيادة الرئيس" أو "فخامة الرئيس".
تكون المنشّطة المشهورة نعيمة ماجر أول صحفية تتعرّض لنكران الجميل من إدارة التلفزيون، حيث رفض القائمون على هذا الجهاز العمومي الذي تعود ملكيته للشعب وحده، رفضوا أن تظهر نعمية بالحجاب بعدما قررت أن ترتديه، ولم يراع التلفزيون سنوات العشرة والعمل الطويلة التي قضتها الصحفية بين أروقته وفي استديوهاته، ودشّنت بذلك عصر الصحفيين المغضوب عليهم.
مقدّمة الأخبار الصحفية نصيرة مزهود وجدت نفسه مضطرة للعمل في قناة القرآن الكريم بعدما قررت ارتداء الحجاب هي الأخرى.. فبعد رحلة إلى البقاع المقدّسة قررت نصيرة أن ترتدي الحجاب مهما كلفها الثمن، وفعلا كلّفها الأمر إبعادها من تقديم نشرات الأخبار بعد سنين طوال لمعت فيها كمقدّمة لهذه الفقرة الهامة، وهو ما يطرح السؤال” متى يخلع القائمون على التلفزيون عقدة ظهور مقدّمات نشرات الأخبار بالحجاب، في زمن تظهر مقدّمات نشرات ومنشّطات بالحجاب على شاشات كبريات تلفزيونات الكون.
الصحفي أحمد لحري تم توقيفه تحفظيا بسبب عدم نطقه وظيفة عبد العزيز بوتفليقة بصفته رئيسا للجمهورية، وحتى إن كان الخطأ مهنيا هنا على اعتبار أن الصحفي ملزم باتباع السياسة التحريرية للمؤسسة التي يشتغل بها، إلا أنه تجب الإشارة إلى أن كبريات التلفزيونات تتغافل عن هذه الألقاب والصفات خاصة فيما تعلق بالشخصيات المعروفة، فيما يصرّ التلفزيون الجزائري على اتّباع سياسة تحريرية توقّفت في السبعينيات والثمانينيات، عندما كان الرئيس سيد النشرة وضيفها من البداية إلى النهاية.
سياسة التلفزيون في التخلي عن صحفييه هي التي جعلته مضربا للفشل وجديرا بوصف “اليتيمة”، وهي السياسة التي جعلت الصحفيين الضحايا يهجرون هذا التلفزيون إلى فضاءات إعلامية عربية وعالمية تحوّلوا فيها إلى نجوم يُضرب بهم المثل في النجاح، فهل سيراجع التلفزيون سياسته في زمن يكاد لا يشاهده فيه أحد.. أم أن دار لقمان ستبقى على حالها!!؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.