زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

فاطمة بيدار.. أصغر شهداء مجزرة نهر السين!

وكالة الأنباء الجزائرية القراءة من المصدر
فاطمة بيدار.. أصغر شهداء مجزرة نهر السين! ح.م

كانت فاطمة بيدار لم تتجاوز بعد سنها الخامس عشر عندما ألقت بها القوات الفرنسية في نهر السين في 17 أكتوبر 1961 عندما انتفض الجزائريون في باريس ضد قرار فرض حظر التجول عليهم من قبل محافظة شرطة العاصمة الفرنسية، في محاولة يائسة منها للحد من حسهم القومي وحبهم لوطنهم, الجزائر, وكانت فاطمة ضمن الركب و دفعت يومها حياتها ثمنا ل"تحديها".

لم يشفع لها سنها الصغير ولا حقيبتها المدرسية ولا ضفائرها الطفولية في كسب عطف معذبيها أو إثارة شفقتهم. فبحركة ميكانيكية مليئة بالبغض, ألقى بها ضباط الشرطة الفرنسية في النهر الباريسي و وضعوا حدا لحياة بريئة كانت موعودة بمستقبل مختلف تماما لولا أيادي الاجرام التي افتكتها في ريعان الشباب.

لم يشفع لها سنها الصغير ولا حقيبتها المدرسية ولا ضفائرها الطفولية في كسب عطف معذبيها أو إثارة شفقتهم. فبحركة ميكانيكية مليئة بالبغض, ألقى بها ضباط الشرطة الفرنسية في النهر الباريسي و وضعوا حدا لحياة بريئة كانت موعودة بمستقبل مختلف تماما لولا أيادي الاجرام التي افتكتها في ريعان الشباب.

وبمناسبة الذكرى الستين لمقتل فاطمة، لا زال شقيقها الأصغر, جودي, الذي رعته حتى سن السادسة, يتذكر نضج أخته المبكر, وكيف كانت مليئة بالحياة والبشاشة و أيضا كيف كانت شديدة الحب و الاهتمام به.

وقال جودي بتأثر واضح: “لقد استغرق الأمر مني بعض الوقت لأدرك أنني لن أرى أختي فاطمة مرة أخرى. كنت أحاول أن اقنع نفسي أنها ذهبت في رحلة و ستعود. كانت شقيقتي متألقة في دراستها وتنجح في كل ما تبادر به”.

وبسبب نضج فاطمة المبكر, كان والدها يصطحبها معه باستمرار لحضور اجتماعات فرعه التابع لفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا. ويعتقد جودي أن حضور اخته لهذه الاجتماعات “طور بشكل واضح وعيها الحاد بحالة الجزائريين في كل من فرنسا والجزائر, الوضعية التي لا تزال بعض ذكرياتها حية في ذهن سكان قريتها الأصلية, تيشي, على بعد 15 كيلومترًا شرق بجاية”.

و يسرد البداية, عندما كانت فاطمة تبلغ من العمر 6 سنوات, يوم انتقلت إلى منطقة باريس حيث كان والدها يعمل موظفًا في شركة “غاز فرنسا” وكان عليها أن تتعلم اللغة الفرنسية وترفع مستوى تعليمها لتضمن الالتحاق بالكلية الصناعية والتجارية للبنات, وفي نفس الوقت, كانت تعتني بالأشغال المنزلية وتساعد والدتها بشكل كبير في تربية إخوتها.

و عن اختفاءها يوم 17 أكتوبر 1961, قال أخوها أن يومها, منعتها والدتها من الخروج من المنزل العائلي الذي كان يوجد بمنطقة /سانت دوني/, خوفا عليها من أي انزلاقات قد تحدث خلال المظاهرات التي نظمها الجزائريون احتجاجا على قرار حظرهم من التجول, لكن الطفلة صممت والتحقت بركب المتظاهرين و لم تعد الى البيت أبدًا بعد ذلك.

zoom

فاطمة بيدار.. شهيدة الهمجية الفرنسية

وبعد ان تجلت حقيقة مقتلها، نقلت رفات جثمان فاطمة إلى الجزائر، تحديدا إلى تيشي، في أكتوبر 2006, وهي تنام منذ ذلك التاريخ في مربع الشهداء.

ولمدة عشرة أيام, لم يظهر أي خبر عن فاطمة, و لم يكن أحد يدري إن كانت على قيد الحياة أم لا, ورغم البلاغ الذي قدمه أهلها للشرطة, لم يكن هناك يومها اي تفسير لاختفائها خاصة أن الإدارة الفرنسية الرسمية كانت قد اعلنت عن عدم وجود مفقودين ضمن المتظاهرين الذين القت بهم القوات الاستعمارية في نهر السين.

لم يتم إجلاء جثة فاطمة من النهر الا بعد مرور أسبوعين من اختفاءها, وكانت الجثة في حالة متقدمة من التحلل. لم يتمكن والدها من التعرف عليها إلا بفضل ضفائرها المميزة للغاية, والتي كانت مشكلة بطريقة مميزة خاصة بشابات أرياف منطقة القبائل. وفسرت الشرطة الفرنسية يومها وفاة الطفلة في نهر السين بعملية انتحارية حتى تستبعد تهمة اغتيالها من قبل قوات الأمن الباريسية.

ولم تكتشف حقيقة مقتل فاطمة ضمن مجازر 17 أكتوبر 1961 إلا سنة 2003 و كان ذلك بفضل تحقيقات الصحفي بجريدة “لومانيتي”, ديدييه دينينكس, وشهادات المؤرخ جان لوك إيناودي, الذين كشفا عن بشاعة ظروف موتها على أيدي قوات الأمن الفرنسية.

وبعد ان تجلت حقيقة مقتلها، نقلت رفات جثمان فاطمة إلى الجزائر، تحديدا إلى تيشي، في أكتوبر 2006, وهي تنام منذ ذلك التاريخ في مربع الشهداء.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.