خضع قطاع غزة لحصار جزئي من قبل الكيان الصهيوني بمعية مصر منذ عام 2005، حيث طوقت المعابر الحدودية على طول الشريط الحدودي بين القطاع والأراضي المحتلة ومصر بحراسة أمنية مشددة.
وفي 9 أكتوبر / تشرين الأول 2023 فرض الحصار الشامل على غزة، فمنذ ما يقارب الأربعة أشهر والمنطقة في عزلة تامة عن العالم.
حيث تم السيطرة على المنافذ البرية والبحرية والجوية، وبدأ العقاب الجماعي في خلق أزمات غذاء ماء ودواء وإيواء وسط عمليات عسكرية مكثفة راح ضحيتها مئات آلاف المدنيين.
وصل الوضع بالقطاع إلى كارثة إنسانية بكل المقاييس، وغابت كل ضروريات الحياة وبالموازاة يمنع تقديم أي مساعدات بتواطئ عربي غربي.
تخاذل الحكومات العربية والإسلامية وخذلانها لأهالي غزة لم يقتصر على السكون والركون جانبا بل تعداه لدعم جيش الاحتلال الغاصب والمستوطنين، بتصدير الحضروات والفواكه، وتوفير طرق آمنة..
فحسب موقع “العربي الجديد” فقد اعترف الرئيس التنفيذي لشركة شبكة الشاحنات (Trucknet Enterprise Ltd) الصهيوني، حنان فريدمان أن شركته تقوم بإرسال البضائع، بما في ذلك المواد الغذائية والبلاستيكية والمواد الكيميائية والكهربائية، من الموانئ إمارات والبحرين، عبر السعودية والأردن، إلى الكيان ثم إلى أوروبا بغض النظر عن صفقات الغاز.
في حين يتعرض الغزاويون لمختلف أنواع الاضطهاد ويمنعون حتى من الخروج للعلاج أو الحصول على رغيف خبز ويتعرضون للابتزاز، وفضيحة معبر رفح شاهدة على استغلال جهات حكومية مصرية نافذة لوضع العالقين وطلب رشاوى للسماح بمرورهم.
وفي حالة إذ ما حاول أحدهم تقديم المساعدة أو الخروج للتنديد فسيلقى الويلات، حيث أن حملات الاعتقالات والاستدعاءات لم تتوقف منذ بدء العدوان على غزة، فعدد كبير من النشطاء والمشاركين في المسيرات أو العازمين على تقديم المساعدات تعرضوا للمساءلة والسجن ومنهم من أفرج عنه بعد التوقيع على تعهد بعدم الخروج في مسيرات غير مرخص لها وإلا فالاتهامات جاهزة للبقاء تحت الأرض.
وفي السياق ذاته اعتقلت السلطات المصرية رجل الأعمال السوداني عبد الباسط حمزة بزعم أنه مطلوب لدى السلطات الأمريكية بتهم تتعلق بالإرهاب وهي الفزّاعة التي تستخدمها الولايات المتحدة لملاحقة دول وأشخاص ومؤسسات يقعون ضحايا لمعلومات مغلوطة حسب ما صرح به عبد الماجد عبد الحميد الصحفي السوداني.
وجذير بالذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية، كانت قد أعلنت في أكتوبر 2023 فرض عقوبات على كل العملاء الذين يتواجدون في غزة والسودان وتركيا وقطر والجزائر ولهم صلة بدعم المقاومة الفلسطينية، ومن جهتها لم تدخر جهدا الحكومات العربية في التنفيذ على أكمل وجه وفرض الحصار على كل من يفكر في الدعم ولو من الأفراد العاديين.
تتواصل معاناة سكان غزة المحاصرين مع استمرار القصف الصهيوني، فالأوضاع ترقى فعليا لوصف الجحيم على الأرض، انقطاع شامل للخدمات الأساسية وغياب تام لمقومات الحياة،
عمليات بتر دون تخدير، وشرب مياه قذرة، وغيرها من الفضائع، وحكام العرب بين عميل متواطئ ومتخاذل عاجز، ونحن كشعوب سامحنا الله صرنا موتى بلا حراك همنا كرة القدم والمشاهير، البعض يسافر ويقطع الكليموترات لحضور مباريات كأس إفريقيا وكأس آسيا حيث تخصص ميزانيات ضخمة، وممنوع إدخال كأس ماء لغزة ولم أقل كأس حليب لا سمح الله.
أناس تتسلى وتلعب..وأناس تعاني وتتعذب، صارت نتائج المقابلات الكروية أهم بكثير من نتائج القصف.. فالأرقام الأولى تجلب الملايين لأجور اللاعبين وتنويم الغافلين والأرقام الثانية لا تهم فهي تمثل أرواح المدنيين من خير أمة أخرجت للناس.
فكوا الحصار عن أهلنا في غزة.. كلنا مسؤولون.
@ طالع أيضا: علمتني حرب غزة
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.