الرئيس التركي رجب طيب ردوغان أثار حالة عشق وحب وتعلق غير طبيعية بشخصه، لدى شريحة واسعة من العرب؛ لربما تضاهي عشق الأتراك أنفسهم لرئيسهم....
سمعت أحدهم يلقبه “السلطان أردوغان” خليفة السلطان الفاتح!. .والواقع أنني ضربت أخماسا في اسداس وقلت في نفسي: أتراه الإحباط الذي جعل شريحة عريضة من العرب يتعلقون بأي زعيم يجدون فيه بعضا من صفات القائد الملهم الذي يتحدى الغرب ويقف الند للند مع إسرائيل، على الأقل في مرحلة ما قبل عودة التطبيع. .! بل إن الأتراك أنفسهم حائرون في عشق العرب لرئيسهم، كما سمعت من بعضهم خلال تواجدي مؤخرا في تركيا. .
أردوغان رئيس منتخب ديمقراطيا حقق لبلده وشعبه الكثير، وارتقى بتركيا من دائرة التخبط في الأزمات الاقتصادية والانقلابات الى مصاف الدول الاقتصادية الرائدة؛ فأصبح لتركيا مقعد بين مجموعة العشربن الأقوى اقتصاديا في العالم، إلى جانب إنجازات عديدة لا يمكن إغفالها..
للرجل اخفاقاته وعيوبه، وتطاله انتقادات حتى بين أنصاره في حزب العدالة والتنمية، نتيجة قراراته الانفرادية…
بيد أن للرجل اخفاقاته وعيوبه، وتطاله انتقادات حتى بين أنصاره في حزب العدالة والتنمية، نتيجة قراراته الانفرادية التي جعلته يضحي بأقرب حلفائه؛ ليس آخرهم أحمد داود أوغلو؛ وقد يكون الدور على مدير المخابرات التركية مستقبلا، بعد انتقاده لدورها في التنبؤ بالمحاولة الانقلابية الفاشلة..
كما يواجه الرحل انتقادات حادة بسبب إبداء استعداده لتجنيس الكفاءات السورية، وسجن صحافيين معارضين له..
وصولا إلى قراراته المفاجئة بإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل وروسيا، وإعلانه الاستعداد لمرحلة جديدة من العلاقات مع دول الجوار؛ أمر جعل أحد الأصدقاء الأتراك يقول لي: نحن نتجه من مرحلة “تصفير الأزمات” إلى “تصفير القيم” في السياسة الخارجية التركية!
يبقى أن الانتقادات الموجهة لأردوغان لا تنفي عنه إنجازاته وشعببته داخل وخارج تركيا؛ ويبقى المواطن العربي يتعلق بأي زعيم يجد فيه بعضا من مواصفات القائد الزعيم الذي يتحدى الغرب وإسرائيل؛ في ظل حالة الهوان التي يعيشها العالم العربي واتساع الهوة بين الحاكم والمحكوم…
(*) كاتب صحفي جزائري مقيم في قطر.
smailtellai@gmail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.