استدعاء بعض الصحافيين من طرف لجنة الحوار الوطني فيه خلط بين الصحافة والسياسة.. وإذا كان هذا الخلط قائما في أذهان النخبة التي تقود حوار الإصلاح وفي أذهان النخبة أيضا من الصحافيين فكيف يكون الحال بالنسبة لباقي الناس؟!
الإصلاح الحقيقي يبدأ من تخليص الصحافة من قاذورات السياسة وبتخليص السياسة من كانيشات الصحافة!
والأكيد أنه عندما لا يلتزم المهنيون في الإعلام وفي الشرطة وفي العدالة حدود كل جهاز يحدث هذا التداخل ويحدث السطو المهني من الصحفي على ملفات قاضي التحقيق وعلى ملفات الضابط في الشرطة!
ألعن ما يمكن أن يحدث هو أن تتبولس الصحافة كما هو حادث الآن في الجزائر.. وأن تتصحف السياسة وتتبولس وأن تضيع العدالة بين ملفات الشرطة وصفحات الصحافة!
ترى ما الذي جعل بعض الصحافيين يدخلون بأقلامهم في عراك بين البوليس وصل إلى حد استعمال إطلاق النار؟! وهل من لم يتورع في إطلاق النار على زميله يتورع في إطلاق أشياء أخرى على الصحفي إذا دخل حقل الرمي بين المتخاصمين؟!
دودة السبق الصحفي هي التي تحرك الزملاء في التعامل مع البوليس، لكن مهنة البوليس منظمة ومهنة الصحافة غير منظمة ولذلك فإن البوليس هو الذي يستخدم الصحفي عوض أن يستخدم الصحفي البوليس كما هو حاصل في جميع الدول.. حيث يصعب على جهاز البوليس أن يضلل أو يستخدم الصحافة دون موافقتها.. لأن مستوى الصحافيين في البلدان الأخرى أعلى من مستوى ضباط الشرطة.. لذلك فإن الصحافة في البلدان الأخرى هي التي تستخدم الشرطة.. وعندنا العكس هو الحاصل!
ومع ذلك فإنه من بين الأمور التي ينبغي لقانون الإعلام توضيحها قضية إفشاء الأسرار المتعلقة بالتحقيق! أين يبدأ هذا السر وأين ينتهي؟! بالإضافة إلى موضوع “نشر الأخبار التي من شأنها المساس بالمصالح العليا للوطن”! ما هي هذه المصالح العليا؟! أين تبدأ وأين تنتهي؟!
وإنه لأمر غريب أن يكون عدد الصحافيين المتهمين في قضية ولطاش-تونسي أكبر من عدد الذين ساهموا بطريقة أو بأخرى في حدوث جريمة قتل تونسي؟!
منشور بجريدة الفجر
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 2291
في الجزائر كل الصحافيين بوليس وكل البوليسية صحافيين.