تصدر مقطع فيديو لكفيف مصري يهلل في الحرم المكي ابتهاجا باستعادته بصره، مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية، مباشرة بعد نشره على موقع اليوتيوب.
حيث يظهر في المقطع شيخ مصري يبكي ويهلل بعودة بصره إليه، داخل الحرم المكي بمكة المكرمة، ثم قيام المصلين من حوله يكبرون ويباركون له.
لكن بعد وقت وجيز من تداول المقطع على نطاق واسع، تداولت العديد من المواقع وصفحات التواصل الإجتماعي، أخبارا تفيد بإلقاء القبض على هذا الموان المصري الذي كان يؤدي مناسك العمرة، ونسبت الخبر إلى مصادر زعمت أن هذا المعتمر المصري ما هو في الحقيقة سوى “محتال محترف قام بسرقة العديد من المواطنين”.
وقال موقع هافينغتون بوست عربي أن مصدر الخبر الأساسي هو تغريدة لمغرد سعودي يُدعى عبد الرازق الشايجي، الذي نقلت عنه بقية المواقع والصحف الإخبارية خبر القبض على الشخص الضرير.
ونقل موقع سبق الإخباري السعودي الثلاثاء 7-6-2016 عن الناطق الرسمي للقوة الخاصة لأمن المسجد الحرام، الرائد سامح السلمي، بأن ما تم تداوله عبر الشبكات الاجتماعية خلال اليومين الماضيين لمعتمر من جنسية عربية، يدَّعي أنه عاد إليه بصره، بغرض الاحتيال بالمسجد الحرام، غير صحيح، ولم يتم القبض على أي شخص وفق الخبر المتداوَل.
الغريب في الأمر هو مسارعة العديد من المواقع الإخبارية والصفحات والنشطاء إلى التهجم على هذا الشخص دون التأكد من صحة خبر القبض عليه، حيث ألصقت به العديد من الأوصاف بناء على خبر غير صحيح.
ورداً على التساؤلات والشائعات التي طالت “والده”، قام شخص يُدعى تامر سيد، بالادعاء عبر حسابه على فيسبوك بأنه ابن المعتمر الذي ظهر في الفيديو، حسب ما نقله “هافينغتون بوست عربي“.
وقال تامر إن والده لم يعانِ من عمى كامل، إنما من جلطة في عينه اليسرى فقط، أدت إلى ضعف نظره بشدة، وأخبره الطبيب بفقدان الأمل في شفائها.
وأكمل الابن قائلاً، “بعد ما قمنا من صلاة العصر في الحرم المكي، رأيت أبي أطال في السجدة الأخيرة، وبعد ختم الصلاة، أخبرني بأنه أصبح يرى بالعين اليسرى”.
ويوضح تامر أن اللبس الذي حصل كان بسبب شخص بجانبهم قام بتصوير الواقعة، والذي رفع الفيديو مدعياً أنه لكفيف عاد إليه بصره، ومن ثمة انتشر الخبر في وسائل الإعلام.
وفي النهاية، شكر تامر الشرطة السعودية ومدير مركز شرطة الحرم المكي، الذي توجّه إليه في أول يوم من رمضان، لإيضاح الحقيقة، حيث تبين علمه بتفاصيل الواقعة بشكل كامل.
وتعيد هذه الحادثة النقاش حول المصادر التي يتم الإعتماد عليها من طرف بعض مواقع الأخبار، والمعايير المتبعة في تقصي الحقائق أو التحقق من المعلومات المتداولة خصوصا عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.