عندما تجوبُ بعد الفجر شوارعَ مدينتك، وترى نساءً في عمر أمك وجدتك، تُسارع الخطى المثقلة بهموم الزمان، تحمل جسدها المنهك لبلوغ مقر عملها في ذلك المكان البعيد عن بيتها..
تبحثُ عن وسيلة نقل تبلغ بها آقرب نقطة وصول لتكمل المسير مشيا على الأقدام إلى مقر الشركة أو المصنع أين يفرضُ عليها صاحبه أن تبدأ مهنتها اليومية كعاملة نظافة، وتنهيه، قبل وصول أول الموظفين..
⛔️ كل هذا لتستلم نهاية الشهر أدنى أجر وأرخصه في سُلّم الأجور بهذه الشركة أو تلك التي تَعدُّ أرباحها وتُحصي فوائدها بالملايير..!!!
@ طالع أيضا: “كلما ازددتُ علماً.. ازددتُ علماً بجهلي”..!
■ تفعل كل هذا كل يوم رغم قلة الحيلة وهوان الجسد، من أجل 17 ألف دج قد تنقص أو تزيد قليلا من شركة لأخرى، وقد تنال أجرتها وحق عرق جبينها متأخرة بعد شهر آخر أو شهرين وربما شهور.. ثم يذهب نصف ما حصلت عليه في وسائل النقل بين الذهاب والعودة، والنصف الآخر لكم أن تتصوروا كيف ستُنفقه طوال الشهر على زوج مُقعد أو أطفال يتامى أو كليهما؟!
⛔️ هي صورة واحدة فقط من صور ودروس الصباح التي تجعلك تحمد الله صباحا ومساء وفي كل حين على فضله وكرمه ونعمائه عليك..
✅ قد تكون المركبة التي تملكها فتوصلك حيث شئت ومتى أردت هي واحدة من نعم الله عليك، ولكن قد لا تشعر بها لأنك لم تجرّب المعنى الحقيقي للمعاناة ولا تدري أبسط ما قد يحتاجه غيرك..!
اللهمّ فرّج عن كلّ أمّ تكافح وتبحث كل صباح عن لقمة حلال، تحصل عليها بالألم والوجع في مصانع الرجال، وأشباه الرجال..!
والله المستعان..
@ طالع أيضا: مدارس لممارسة التعذيب النفسي؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 8614
هان المجتمع بمن فيه، المهم بركة الرزق الحلال المرأة الكادحة في 17 الف دج ما لا يجده الوزير في 170مليون سنتيم وهو لا يقوم بواجبه واهلك الحرث والنسل.
اهم شيء في الكسب هو الحلال وعدم تقديم تنازلات مهما استلزم الامر.
ولماذا الذهاب بعيدا، فأصحاب الجرائد ايضا يأكلون عرق الناس ويستغلون ظروفهم، يمكن سؤال كم من صحفي يتقاضى18الف، دون التحدث عن الاستغلال والجشع واخلال الشروط وعدم دفع المستحقات، والشروق على رأس القائمة.
المال ضروري جدا في الحياة ولكنه ليس كل شيء الرزق على الله وليس بالذكاء كما قال الامام مالك رحمة الله عليه، المهم الانسان لا يحمل مظالما معه ويتحلل من حقوق غيره، ويعمل ما استطاع فالله سيرى كل الاعمال.