لم يتحمّل مدير تحرير صحيفة فايننشال تايمز، روبرت شريمسلي، التغطية الإعلامية التي خصصتها كبريات الصحف البريطانية لحادثة القتل البشعة التي راحت ضحيتها النائب في البرلمان البريطاني جو كوكس على يد أحد رافضي بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
استهجن شريمسلي سلوك كثير من الإعلام في بلاده، وكتب “لو أن القاتل كان مسلما أو واحدا من أبناء المهاجرين، لما اتسمت تغطية الإعلام البريطاني للحدث بهذه الحصافة والتعقل”، وأردف “لو أن القاتل مسلم لما قرأنا على الصفحات الأولى أن ما حدث من فعل انطوائي مجنون، حتى لو كان ثمة دليل منطقي على ذلك”.
وقال إن هناك تقارير تتحدث عن أن قاتل جو كوكس “المزعوم” له صلات بجماعات يمينية ذات نفوذ متطرف، لكن الإعلام يتعامل معها بكل حرص وحذر، وأوضح أن معظم المشتغلين بالسياسة ووسائل الإعلام يترقبون الحصول على مزيد من المعلومات قبل التسرع في إطلاق الأحكام بشأن دوافع القاتل والمؤثرات التي دفعته لارتكاب جريمته “الشنعاء”.
واستطرد “من المثير للعجب أن صحيفتي ذي صن، وذي ديلي ميل – وهما مؤسستان لم يُعرف عنهما التناول الحذر والرزين – كلتيهما أكدتا أن القاتل المزعوم انطوائي مجنون، أو متوحد ومريض عقليا”، وقال إن الصحيفتين نشرتا تلك الأوصاف في صدر صفحتيهما الأولى، وإن كلتيهما أشارتا إلى أن القاتل صاح أثناء ارتكابه الجريمة “بريطانيا أولا”، لكن أيا منهما لم يبرز ذلك الهتاف بشكل واضح.
وكتب مدير تحرير فايننشال تايمز متسائلا “غير أن من حق المرء أن يتساءل عما إذا كانت وسائل الإعلام ستتوخى الحرص ذاته في تقييم الأدلة لو كان القاتل من خلفية مختلفة”، وأضاف بلهجة لا تخلو من تعجب “كيف ستكون عناوين الصحف لو أن القاتل ردد عبارة: الله أكبر، أثناء ارتكاب الجريمة؟”.
وقدم شريمسلي في ختام مقاله نصيحة للإعلام البريطاني بضرورة التعامل بنفس الحرص والحذر عند تناول دوافع وخلفيات مرتكب الجريمة “المنفرد” إذا تبين أنه مسلم.
وتوفيت النائبة البريطانية المؤيدة لبقاء بلادها في الاتحاد الأوروبي جو كوكس (41 عاما) من حزب العمال المعارض، الخميس 16-06-2016، متأثرة بجروحها إثر إطلاق النار عليها في برستال في شمال بريطانيا.
وتم اعتقال رجل في 52 من عمره على خلفية إطلاق النار على النائبة العمالية كوكس.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.