يبدو أن السياق العام الذي تنشط فيه الصحافة في أي بلد يتأثر كثيرا بالوضع العام السياسي والثقافي الذي يعيشه المجتمع، وهو جمهور تخاطبه وسائل الإعلام، لقد لفت انتباهي أن الوضع الحالي على الأقل في بيت الإعلام ببلادنا استنزف جهد الصحفيين خاصة منهم القلة القليلة المتكونة والحاملة لرؤية مهنية وأخلاقية وتنظر للوظيفة بنظرة استشراف كمؤشر يبني وعي مجتمع بقضايا حاضره وهواجس وطنه.
يعود اليوم العالمي لحرية التعبير والصحفيون في الكثير من منابر الإعلام الوطني يعانون مشاكل اجتماعية ومهنية قاسية، فبالإضافة إلى متاعب الصحف المالية وزلات القنوات وتسطيح أشباه الإعلاميين للوظيفة يعاني الإعلام حالة روتين قاتلة، وجمود من حيث تغطية أبعاد المرحلة وتجليات الوضع المعاش على أكثر من صعيد.
المناخ العام الذي يعيش فيه الإعلام ببلادنا، هو الذي جعل من هب ودب إعلاميا وكاتبا وصحفيا، وسطّح طريقة تفكير الناس تحت مسميات دمقرطة الإعلام وجعله أكثر انتشارا وكأنه سلعة تباع.
لم أجد وأنا أرى نشرات قنوات وأتابع ما تنشره بعض الصحف على استحياء عن هم عام، ما يوحي أننا أمام مشهد إعلامي ثري تعددي ينقل جزائر التعدد بما تحمله الكلمة من معنى، ويحيل المجتمع إلى مناخ ديمقراطي تعددي يرتكز على حرية التعبير التي نحتفل بها على وقع فوضى مازالت لصيقة بالصحافة.
متى ندرك أننا أمام إعلام يعاني من وضع عام وسياق انتشرت فيه ثقافة التسطيح للعمل الجاد، سواء ذاك العمل الذي يرتبط بأداء مؤسسات أو بنشاط نخب هي الأخرى تعاني من ركاكة إعلامية تقابلها لم تستوعب أن الإعلام رسالة وصيد علم يطلب وممارسة راقية في الميدان.
المناخ العام الذي يعيش فيه الإعلام ببلادنا، هو الذي جعل من هب ودب إعلاميا وكاتبا وصحفيا، وسطّح طريقة تفكير الناس تحت مسميات دمقرطة الإعلام وجعله أكثر انتشارا وكأنه سلعة تباع.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.