زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

شبيك لبـيك “رأس” القذافي بين يديك؟

شبيك لبـيك “رأس” القذافي بين يديك؟

من طرابلس التي زارتها فجأة لتشارك مجلسها ”الانتـحالي” أفراح الديمقراطية القادمة من فوق قاصفات الناتـو، أبدت وزيرة خارجية أمريكا الشـقراء ”هيلاري كلينتون” أمنيتها في رؤية القذافي قتيـلا وبدرجة أقل معتقلا، ولأن علاء الدين منا وفانوسه السـحري حكرا على أمة ”أمرك طـاعة يا مولاتي”، فإن الفاصل الزمني بين الأمنـية وبين تحقيقها لم يتجاوز الأربع وعشـرين ساعة، حيث معجزة ”دعك” الفانوس فعلت فعلتها ليتمكن ”الثـوار” في رمشة ”ناتو” من محاصرة موكب القـذافي، ليجروا ملك ملوك إفريقيا معتـقلا قبل أن يسكنوا في رأس عجـوز ”مين أنتم” رصاصة في الرأس كانت كافيـة ليعرف ملك ملوك إفريقيا قبل أن يسلم روحه إلى بارئها هوية هؤلاء ”الأنتـم” التي أرّقته ويكتشف بعد استقرار الرصاصة في رأس من كان ”زعيم” قومه أن تلك ”الأنتم” لم تكن سوى ”هيلاري” شقراء ورثت عن ”كوندليزا” سـوداء، أحلام صناعة الشرق على مقاس أقدام القابعين في البيت الأبيـض..

 هيلاري كلنتـون، التي تمنت واحدة من اثنين إما قتلا أو اعتقالا لقذافي أرّق مخططات شرقها الأوسط و”الأرهط”، استجاب لها القدر بشكل عجيب لا يخلو من معجزة تمنٍّ، وإذا أبواب الاستجابة مفتـوحة ومشرعة، والدليل أن ”فانوس” علاء الـدين حقق في ظرف قياسي أمنية من لا يرفض لها ”حلم” لتقدم ليبيا الجديدة والثائـرة لضيفة ”نفطها” وشرفها، قربانا عربيا سمينا أضاف إلى رصيـدها العملي أنها ليست وحـدها كوندليزا رايـس من شربت أقداح النصر في جمجمة الشهيد صدام حسين، ولكنها حتى هيلاري فعلتها وإذا كان الأول قد استفاد من مسرحية محاكـمة ”عاهرة” لصدام كان ”معدوما” سلفا، فإن تلك ”الهيـلاري” كان يكفيها أن تتمنى حتى ينفذ حكـم الرصاص في رأس قذافي مهما قلنا عن أربعينية استبداده إلا أنه مات مقاتلا وسلاحه بيده• وبغض النظر عن مشهد ملك الملوك وهم يجرونه كشـاة ذبيحة باتجاه المسـلخ و”المسخ” الليبي العام، إلا أن التاريخ سيكتب أنه كما أطلقت ليـفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة أوامر قصف أطفال غزة بالفسـفور من قصر ”عابدين” بمصر، حيث كانت تسامر حسني مبارك السابق على كأس شاي، فإن الحادثة نفسها تكررت وأمنية ”هيلاري كلينتون” بقتل القـذافي لم تكن إلا أمرا مدبرا ومرصـودا ينتظر إشارة عليا بالضغط على الزنـاد لتصفية الفريسة التي كانت في مرمى إطلاق النار، وهو ما أعطته هيـلاري لطائرات الناتو حتى تقضي وطرها من ”عجوز” كان في حكم القتيل قبل نـزول هيلاري بطرابلـس وإعلان أمنيتها أو حكمها النافذ المفعول.. أمريكا صفعتنا مرتـين في أضحية القـذافي القابلة للتمدد والتجديد، فبالإضافة إلى صفـعة أن الأماني عندهم قـرارات سارية التنفـيذ والقصف، فإن الصفعة الأشد إيلاما هي تلك ”المرجلة” التي عـرّت زمن العروبة وزمن هذا المسمى ”الربيع” أو ”الوضيع” العربي الذي فقد حتى احترامه لجثـثه، بعدما رأينا كيف عامل ”ثوار” آخر زمن، جثة من كان بأية حال رئيسهم، فعكس أوباما الذي تحجج باحترام مشاعر المسلمين حين رفض أن يعرض صور جثة ”بن لادن” مكتـفيا بإعلان أنه رماها في البحر بعدما صلى عليها صلاة المسلـمين، رغم كل ما يعني بن لادن لأمريـكا كزعيم للإرهاب، فإن ”خوار” ليبـيا لم يكتف بمسـرحية ”جر” القذافي وضربه ثم إفراغ الرصاص في رأسه ليتعدى ذلك المتاجرة بجثته وجثة ابـنه والرسالة الواضحة في الصفعتين الأولى والثانية أننا أمـة من الكائنات ”المفـترشة” والمفترسة لكل ما هو عار وعارٍ. فأي نصر ذاك وأي ثورة وديمقراطية تلك التي يصبح فيها التمثيل بالجـثث عقيدة لدى من يقولون إنهم ”ثـوار” نصرهم الناتـو وانتصروا للناتو من ابن جلـدتهم ليتآمروا عليه حيا ويبـيعوا جثته ميتا؟
من قتل القذافي ومن ”اغتال” ليبيا؟ سؤال أجاب عليـه ”ثوار” ليبيا، فهم وبألسـنة من سحبـوا ”عزيز قومهم” وأسير حربهم وكان لهم شرف إفراغ الرصاصة الأخيرة في رأسـه من اعترفوا بأن ”الناتو” هو من دلهم على مكانه بعـدما قصف موكبه مجردا إياه من سلاحه ومن عتاده وجنوده، ولذلك ومن أجل ذلك فلا شـرف للثورة ولا للثوار في الإجهاز على فريـسة جريحة، والشرف يبـقى حكرا على ”هيـلاري” التي دخلت طرابلس فجأة لتعطي من منصتها الرسمية أمرا مباشرا بقتل القذافي.. فمن قتل القذافي؟ هل هو البطل المغوار الذي أجهز على الفريـسة الجريحة والعاجزة والمشلولة، أم أنه ”ناتـو” محترف أصاب موكب القذافي في مقتل ليتـرك زعيمه عرضـة للنهش من طرف من صدّقـوا وتوهموا أنهم تمكنـوا من اعتقال ثم إعدام الزعيم ببرودة دم وسم  بناءا على كذبة تسمى “ثورة” لم تنتج إلا “ثور” دنس الزرع والضرع؟
بأية حال، الصورة اتضـحت، وخرافة ”الثورات” التي تحاكم عجوزا فوق السرير كما تنفذ حكم الإعدام في سيارات الإسعاف في حق أسير حـرب جريح  تم حقنه بطلقة في الرأس لتوقـيف نزيفه أبدا، حري بها، أي الثورات، أن تفـاخر بالبلاهة والعمالة والوضاعة المطلـقة، فالقذافي الذي مات شاهـدا على انهيارنا وانصهارنا، نال على الأقل شرف أن من أصدر ونفذ حكم الموت فيه ليس عدالة السماء التي أمهلته أربعين عاما، ولكنها عدالة أمريكا التي لم تمـهله يوما واحدا بعدما تمنت شقراء أمريكا أن ترى جثته فكان لها ما أرادت وكان فانـوس الناتو وفانوس وجراب أمير قـطر العاق لوالديه، نعم العازف لسمفونية ”شبيك لبيـك ”نفط” ليبيا ورأس القذافي بين يديـك”.. فوداعا ملك ملوك إفريقيا، يكـفيك وساما أن قتلك برصاصة في الـرأس أبهج أمريكا كما سهل ولادة ابنة ”ساركوزي ”، حيث سيكتب في شهادة ميلاد القادمة من نطفة ”ساركوزي” بأن ”كارلا بـروني” قد تزامنت صرخة ميلادها لطفلتها، مع طلقة رصـاص اخترقت رأس قذافي كان يؤرق حلـم ساركوزي في المرور إلى مشروعه المتوسطي عبر آبار ليبيا النفطيـة، بعدما واجهه القذافي يوم كـان يوهم نفسه بأنه ملك ملوك إفريقـيا: بأنه ليس كلـبا حتى يلهث وراء مائدة نابليون فرنـسا الغنية بكل أنواع الأطماع التوسـعية…

 

oussamawahid@yahoo.fr

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.