الرئيس زروال رجل شريف عزيز نفس صاحب مروءة وأنفة، رأس ماله أخلاقه وشرفه العسكري رصيده وزأرة الأوراس تسنده دوما ولا تموت فيه، واجه عصابة عسكرية خطيرة ثلاث مرات؛ الأولى عندما كان وزيرا للدفاع والثانية رئيسا للدولة والثالثة قبل أكثر من سنة فقط، انهزم أمامهم مرتين وفاز في الأخيرة بالضربة القاضية المذلة إلى الأبد..
يقول الراوي “أخفت العصابة عن زروال مقتل عسكريين في عملية إرهابية في البويرة، وبمجرد أن تناهى الخبر إلى سمعه “متأخرا” أحس بنفسه لا شيء.. وضيعا.. لعبة تلهو بها عصابة.. أي شيء إلا وزير دفاع.. كومبارس في مسرحية الأشرار..
يروي لنا أحد المعارف سنة 1994 تحديدا، أيام الجامعة، وهذا الراوي عسكري كان مكلفا بتوصيل شريط فيديو حصة سياسية يقدمها صحافي مشهور حينها، يوصله قبل عرضه على الجمهور إلى مكتب قائد المخابرات السابق محمد مدين المدعو توفيق.
يقول الراوي “أخفت العصابة عن زروال مقتل عسكريين في عملية إرهابية في البويرة، وبمجرد أن تناهى الخبر إلى سمعه “متأخرا” أحس بنفسه لا شيء.. وضيعا.. لعبة تلهو بها عصابة.. أي شيء إلا وزير دفاع.. كومبارس في مسرحية الأشرار..
فورا خلع زروال بدلته العسكرية وارتدى بدلته المدنية وألقى سترته على كتفه وغادر مكتبه في وزارة الدفاع مشيا على قدميه، كل هذا بعد أن دخل على رئيس العصابة في وكره وقال له: “ليس لي مكان هنا مادامت الأمور تسير هكذا!”..
سار وزير الدفاع مخلفا وراءه الوزارة وعبر الطريق بينها وبين فندق الأوراسي، والوضع الأمني وقتها خراب في دمار في نار، ولو كانت عين شر ترقب المكان لأردته قتيلا..
واصل زروال المسير وفي الحين لاحقته سيارة فُتح بابها وطلب منه أحدهم الصعود ورفض هو وتعقد الوضع.. وزير الدفاع في الشارع دون حرس!!
كان يسير غير آبه بأحد.. ربما جالت في خاطره أفكار عن الشر الكبير الذي تتأبطه عصابة كابرانات فرنسا من دفعة لاكوست للجزائر.. لقد تورط أيما تورط.. فما العمل!!؟
بعد أخذ ورد ركب السيارة وعادت به إلى مكتبه، والله وحده يعلم ما حدث هناك.. المهم أن الرجل بات رئيسا في وقت لا يطمع فيه أحد أن يكون مسؤولا صغيرا.. ربما أعطت له العصابة ضمانات بأن يكون السيد الأوحد..
هناك في سدرة المنتهى وقع الصدام الكبير بين زروال والعصابة.. كان صداما بين مشروعين لا يلتقيان أبدًا أبدًا.. مشروع بدأ بقانون الرحمة وأراد مصالحة حقيقية.. مشروع يريد إطفاء النار وآخر يزيدها اضطراما.. رفضت التماسيح مشروع زروال بعد أن باغتهم به..
ح.م
اللقاء الشهير بين زروال والجنرال توفيق في عز الحراك
هنا وجد زروال نفسه وحيدا فألقى المنشفة دون تردد بعد أن لم يجد ركنا شديدا يأوي إليه.. فالزمان لم يكن زمانه وفرنسا تعربد في وزارة الدفاع وفي المخابرات.. لم ينس الرئيس ما تعرض له، فأسرّها في نفسه غيضا مغيضا يجرف ما أمامه.. وكان عليه أن ينتظر الزمان المناسب ليفعل فيهم فعلته..
وافق زروال على اللقاء وبمجرد أن خرج من عندهم رماهم عظْما قذرا عند أقدام الراحل الفريق أحمد قايد صالح رحمه الله.. لقد عبث بهم في وقت كان أملهم الوحيد للنجاة.. مزّقهم.. ردمهم وشرّدهم.. هاقد انتقم بدم باااااارد.. إنه الآن منتش.. ضاحك.. أسعد معه شعبا كان يبكي بين أسنان التماسيح في عشرية النار والدمار..
قبل أشهر أخذ الرئيس بثأره من العصابة العسكرية والسياسية، عندما وافق على لقاء معهم، أرادوا فيه تنصيبه رئيسا.. حسبوه وزير الدفاع والرئيس إياه في التسعينيات.. فدمّرهم من حيث لا يحتسبون..
وافق زروال على اللقاء وبمجرد أن خرج من عندهم رماهم عظْما قذرا عند أقدام الراحل الفريق أحمد قايد صالح رحمه الله.. لقد عبث بهم في وقت كان أملهم الوحيد للنجاة.. مزّقهم.. ردمهم وشرّدهم.. هاقد انتقم بدم باااااارد.. إنه الآن منتش.. ضاحك.. أسعد معه شعبا كان يبكي بين أسنان التماسيح في عشرية النار والدمار.
يقول المثل الفرنسي الشهير la vengeance est un plat qui se mange froid الانتقام طبق يُؤكل باردا..
اليوم، اختار زروال دعم الرئيس تبون وزاره في مكتبه فتعرض لهجوم شرس، وهذه قلة احترام لحرية القرار والاختيار، وتمجيد اختياره واعتباره قدس أقداس شطط آخر..
هناك دوما منطقة وسطى لا إفراط فيها ولا تفريط، على الواحد أن يلوذ بها.. وليس كل شيء أسود ولا كل حركة خاطئة إن كان البعض يلبس نظارات سوداء دوما.. الطعن في زروال أمر لا يشرف من يلبس لباس “الأحرار”..
زروال وطني خالص يخطئ ويصيب ولكنه ليس خائنا أبدًا للشعب.. للملايين التي تحدث عنها.. هو ليس كذلك أبدًا..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.