تمكن موقع "زاد دي زاد" من الحديث إلى أحد تلاميذ مفكر الحضارة الجزائري ملك بن نبي "المخفيّين".
يتعلّق الأمر بالدكتور محمد الفنيش، وهو مواطن يحمل الجنسيتين الليبية والأمريكية، رافق مالك بن نبي في العديد من محطات حياته، لكن كثيرا من الجزائريين لا يعرفونه.
وقال الفنيش في محاضرة أقيمت في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة، إن مالك بن نبي “مدرسة خاصة” في التفكير والعمل.
وأوضح الفنيش، الذي عمل مستشارا بصندوق النقد الدولي، إن معرفته بمالك بدأت سنة 1956 عندما حل الاخير بالقاهرة “لاجئا”.
ومما قاله أيضا “مالك كان متواضعا نظيفا دقيقا في مواقيته، اجتمعت فيه صفات عديدة، لم تكن له قضية خاصة بل كانت قضيته نهضة الأمة”.
وذرف الفنيش الدموع ثلاث مرات وهو يتحدث عن مفاصل مهمة من حياة ابن نبي، فقال “عندما توفي كانت النسوة تزغردن في العاصمة الجزائر وكأنه شهيد..”
وأردف “لم يُدع إلى مؤتمر هام خاص بالقارتين الآسيوية والأفريقية حضره كبار الزعماء في ذلك الوقت، رغم أن بن نبي كان صاحب فكرة “أفريقيا أسيوية”، لكن رغم ذلك ذهبنا معا ووقفنا عند باب الفندق وكان يحمل في يده ورقة كتب فيها أفكارا وحلولا وكان يبحث عن اي شخص يوصلها إلى الزعماء، ولم يجد أحدا..”، وانفجر الدكتور الفنيش باكيا.
وكشف الفنيش بأن بن نبي هو الذي زوجه في ليبيا، وقال أيضا إن بن نبي قابل العقيد الراحل معمر القذافي وتوسّط لسيدة ليبية عند القذافي كان زوجها في سجونه، وعرض الفنيش آخر رسالة تلقاها من مالك سنة 1973 وهو على فراش المرض، يخبره فيها بأنه راسل العقيد الراحل بخصوص زوج السيدة الليبية، وأكد المتحدّث بأن بن نبي قام بهذه الوساطة دون أن يسأل “لقد فعلها لوجه الله، وهذا من أخلاقه رحمه الله”.
كما عرض الفنيش رسائل أخرى بخط بن نبي كتبها له خلال الفترة التي تعارفا فيها، وقال أيضا غن بن نبي زار الولايات المتحدة بدعوة من الطلاب المسلمين سنة 1971 وألقى محاضرات عديدة.
وفي ردّه على أسئلة “زاد دي زاد” حول “السيد س”، الذي كثيرا ما تحدث عنه بلن نبي وعن مطاردته له وكذلك عن الصراع بين بن نبي ورجل المخابرات الفرنسية الشهير ماسينيون، قال الدكتور الفنيش إن بن نبي لم يكن يقصد بعبارة “السيد س” في مذكراته شخصا بعينه لكنه كان يتحدث عن منظومة كانت تطارده وتطارد فكره.
أما عن ماسينيون فقال الفنيش “ماسينيون طارد بن نبي لكنه فشل.. كان الصراع مريرا لكن بن نبي عرف كيف يهزمه”.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.