رشيد نكاز شخصية سياسة تتصدر المشهد السياسي وتحدث ضجة كبيرة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا في مختلف وسائل الإعلام المحلية منها والدولية، لتكسبه شعبية ودعما لدى العامة خصوصا مع شغور الساحة السياسية من معارضة قوية وفاعلة ضد نظام يرشح رئيسا مريضا لعهدة خامسة جعلت الشارع الجزائري ينتفض ويخرج في مظاهرات عارمة.
وأمام الضغط الإعلامي الذي يمارسه السيد نكاز بنشره لفيديوهات يومية عن تنقلاته في كامل التراب الوطني، والتي تصور أيضا الحشود التي تستقبله بالأحضان والهتافات وتدعوه لشغل منصب رئيس الجمهورية، كسب تأييدا واسعا بل وبدا مثاليا أن يكون صوت الشباب الذين يتوقون للتغيير ويحلمون أن يقودهم رئيس شاب وحيوي، وعلاوة على ذلك يقاسمهم مشاكلهم وهمومهم فضلا عن أنه يرفع راية محاربة الفساد وفضح المتورطين بقضاياه ومحاسبتهم.
ببحث في مسيرة الرجل والعودة إلى كل تصريحاته وتحركاته نجد حالة من الغموض وعدم الشفافية في نقاشاته أو تعامله مع ملفات حساسة أهمها قضية المعتقد، حيث يوجه إجاباته في هذا المجال حسب مصالح وأهداف معينة وتماشيا مع الجهة التي تستضيفه..
ولكن ببحث في مسيرة الرجل والعودة إلى كل تصريحاته وتحركاته نجد حالة من الغموض وعدم الشفافية في نقاشاته أو تعامله مع ملفات حساسة أهمها قضية المعتقد، حيث يوجه إجاباته في هذا المجال حسب مصالح وأهداف معينة وتماشيا مع الجهة التي تستضيفه، فمثلا عرض شراء نسبة 51 بالمئة من مجلة شارلي إبدو”، وعلق على ذلك في وسائل إعلام محلية وعربية على أنه قدم هذا العرض ليقول للفرنسيين إن “المسلمين لا يقتلون”، وحتّى يفرض رقابة ذاتية على ما يسيء للمسلمين، لتظهر بالمقابل تسجيلات له أنه أقدم على هذه الخطوة دعما للحريات قبل الهجوم الرهيب وبعده أيضا لأنه يدعم حرية التعبير، وبلسانه قال “بقدر ما أقبل الرسومات الكاريكاتورية على الرسول محمد بقدر ما أدعم حق النساء في ارتداء البوركيني”.. فكيف لمسلم أن يرضى بالإساءة لسيد الخلق عليه الصلاة والسلام بدعوى الحرية المسيئة والمتجاوزة للخطوط الحمراء.
ثم يأتي من يعدد مناقب السيد نكاز ويعرض مسيرته الحافلة ويذكر كيف يناضل من أجل المسلمين في العالم، حيث أنقذ 12 مسلم في الصين حكم عليهم بالإعدام أين ذهب ودفع فديتهم، كما تنقل إلى بورما للوقوف إلى جانب أقلية الروهينجا المسلمة التي تتعرض لحملات إبادة من قبل الحكومة.
كما اشتهر بدفع الغرامات المالية للنساء الموقوفات بتهمة ارتداء النقاب في فرنسا وبلجيكا فضلا عن الدانمرك، بل وأبدى استعداده للوصول إلى باقي مناطق العالم، والأمر سيان بالنسبة للبوركيني المحظور على الشواطئ الفرنسية.
وبالموازاة يعلن على قناة فرنسية أنه يدعم حرب مالي ويبارك التدخل الفرنسي عسكريا، بل وينصح بلده فرنسا كما يقول حبذا لو تحظى بمساندة من الأمم المتحدة كما حدث في حرب العراق.
وعليه فهو يدعم المسلمين ويبذل في سبيل إنقاذهم، وفي الوقت نفسه يحاربهم ويبحث عن إضفاء الشرعية لإبادتهم وكسب تأييد أممي.
عدة تحليلات تؤكد أنه نفقاته المالية تفوق ثروته، ولو أن وضعه المادي مريح نظرا لشركاته مع زوجته “سيسيل لورو”، والتي هي الأخرى تحوم حولها الكثير من الشبهات والتساؤلات..
وجدير بالذكر أن عدة تحليلات تؤكد أنه نفقاته المالية تفوق ثروته، ولو أن وضعه المادي مريح نظرا لشركاته مع زوجته “سيسيل لورو”، والتي هي الأخرى تحوم حولها الكثير من الشبهات والتساؤلات مثل انخراطها في المعهد الديمقراطي الوطني (MDI)، والذي يسعى إلى بناء المنظمات السياسية والمدنية في مختلف بلدان العالم، ولكن توجه له عدة انتقادات منها محاولة زعزعة استقرار البلدان والتدخل في شؤونها الداخلية، ولكن لما وُوجه نكاز بهذه الاتهامات نفاها وتجاوزها بصفة سطحية، لتطفو على السطح جدلية الفارق بين مداخيله الشخصية ونفقاته الكبيرة ومن الجهة الحقيقية التي تغطي هذا الفارق وتموله.
وبما أن الطموحات السياسية لهذا الناشط غير محدودة ومهاراته في التوغل داخل المجتمع متنوعة، فقد أبدع مؤخرا في دعم حركة “الماك” وهي حركة مشبوهة تطالب بانفصال منطقة القبائل عن الجزائر، يتزعمها فرحات مهني الشهير بتطبيعه مع الكيان الصهيوني وتصريحاته التي لا تخدم بلده.
وبهذا يظهر تناقض كبير في شخصية رشيد نكاز السياسي الطامح للرئاسة، والذي رفع شعار محاربة الفساد بفضح المسؤولين وكشف صفقاتهم المشبوهة وتصوير عقاراتهم في أرقى المدن الأوربية وتسميتهم بالأربعين لصا، والمناداة بالإصلاحات للنهوض بالجزائر فيرفع العلم ويهتف مع الشباب “الله أكبر… الله أكبر”، وفي الوقت ذاته نشهد اختلافا جذريا لهذه الصورة التي يسوقها للعامة، إذ يعلن أنه علماني ويدعم الحريات لا العقائد، كما أكد سابقا أن بلده الوحيد هو فرنسا ثم صار يقول الجزائر، لنتحول معه من حرب فساد إلى حرب عقيدة وهوية.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.