يمكن فهم رسكلة عبد العزيز بلخادم ورفع التجميد الوظيفي عنه واستدعائه للخدمة السياسية مجددا، في سياق إعادة الندية والتوازن بين جبهة التحرير(جهاز تتحكم فيه كتلة) والتجمع الوطني الديمقراطي كجهاز سياسي لكتلة ثانية، لأن الفريق المدير للجبهة ضعيف ويمكن لسياسي متمرس كأويحيى افتراسه بسهولة، وكان يجب إعادة بلخادم لخلق التوازن وليس سعداني، لأن المرحلة المقبلة تحتاج إلى رجل يتحلى بثقافة الدولة وأكثر رزانة وتفهما وقبولا لدى جزء من المعارضة، وليس أكثر من الحاجة إلى مبارز مثل سعداني.
يمثل معاذ بوشارب مجرد جسر سيعبر عليه بلخادم في طريق عودته لأداء دور سياسي ما، ووجود بوشارب في الوقت الحالي على رأس الجبهة مرحلة ضرورية كانت لإعادة بلخادم لأنه من غير الممكن إعادته رأسا من بيته إلى رأس الحزب مباشرة.
أويحيى كان المستفيد الوحيد من إفراغ جبهة التحرير وتسطيح خطابها، واستدراجه لولد عباس الذي ذهب إليه في قصر الحكومة مرتين بزعم اجتماع التحالف الرئاسي أعطى الانطباع للرباعي الرئاسي (السعيد وبن عمر والطيبين) أن ولد عباس ليس بالرجل الذي يمكن أن يكون ندا سياسيا لأويحيى..
أويحيى كان المستفيد الوحيد من إفراغ جبهة التحرير وتسطيح خطابها، واستدراجه لولد عباس الذي ذهب إليه في قصر الحكومة مرتين بزعم اجتماع التحالف الرئاسي أعطى الانطباع للرباعي الرئاسي (السعيد وبن عمر والطيبين) أن ولد عباس ليس بالرجل الذي يمكن أن يكون ندا سياسيا لأويحيى الذي يسبق مناوئيه بخطوة دائما، لم يكن البحث في دكة الاحتياط مكلفا لاستدعاء لاعب يجيد اللعب دائما في ضائع الوقت، قدرة بلخادم على “كظم الغيظ” لمدة أربع سنوات ونصف، خصلة تزين الرجل في عين مستخدميه، وحسنة لا توجد لدى الكثيرين، وبلخادم يمثل اللاعب الأكثر جاهزية للمساعدة على صد طموحات أويحيى، ولذلك كان يحب القفز على قرار 26 أوت 2014.
ثمة صراع على الميراث السياسي لبوتفليقة بين مجموعات طامحة تتبنى هذا الميراث وتحاول أن تستحوذ عليه، والمرحلة المقبلة لن تتسع لكل المجموعات برحيل الشخص الجامع، وأحد مظاهر هذا الصراع التراشق الأخير بين أحمد أويحيى والطيب لوح، والأخير يعتبر أن بلخادم (من دعاة المصالحة عين رئيس حكومة عام 2005 عند إطلاق مشروع المصالحة ومعني بالدفاع عنها) يمكن أن يلعب في فريقه ضد “الاستئصالي”..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.