إلى فضيلة الشيخ/ إسحاق
إمام مسجد الحميز – الجزائر
شيخنا الفاضل السلام عليكم /
شيخي :لكم أجلك وأحترمك , ولا ملجأ لي إلا إليك بعد المولى عزوجل بحضوري الدائم والمتواصل والمستمر لصلاة الجمعة في مسجدنا المتميز بحضورك والمختلف في طرحك وتناولك وأدائك لكل المواضيع ,لذا أدعوا الله لك أن يزيدك من علمه الذي لا ينضب والثبات لنصرة هذا الدين وأن يمدك بالصحة والعافية.
شيخي : لو سمحت لي بعد إذنك أن التمس منك توضيحا فقط ,ليس لدي أي خلفية في الموضوع , فعندما تدعو لولي أمرنا ونحن نؤمن ,هل سنسأل يوم لا ينفع مال ولا بنون عن هذا الفعل أم لا ؟
بكل تأكيد أن دعاء المسلم لأخيه المسلم واجب وقت الشدة و المحن ,لكن ما يخيفني ويرعبني أن يكون الدعاء موالاة ..!! وبدون شك وبكل يقين أنك تدرك معنى الموالاة لبطانة السوء ,بربك أليست هي !؟
إن بطانة السوء هي التي أدت إلى التراجع المذهل للقيم وتوسع نطاق رقعة الفساد والاستبداد وانتهاج سياسة اللاعقاب واستشراء الرشوة والمحسوبية والوجاهة والبيروقراطية والانحلال الأخلاقي وغياب العدل والعدالة وانتشار الظلم وانعدام الأمن ونهب المال العام والخاص جهارا نهارا وبلا حسيب ولا رقيب .وغض الطرف عن المفسدين والخونة وحصانتهم وحماية اللصوص وتأمينهم والتستر عليهم ومعاقبة ومتابعة الضعفاء والسكوت عن أصحاب النفوذ.بروز مظاهر أخلاقية وظواهر اجتماعية غريبة وعجيبة في أوساطنا ناهيك عن الفقر والثراء غير المشروع والأمراض النفسية والعقلية و الجسدية وعدم تكلف الدولة بها وانعدام التغطية الصحية الضرورية واللازمة, تجاهل انشغالات المواطن وقضاياه اليومية والاستجابة إلا عن طريق المظاهرات والاحتجاجات وسلوك سياسة ” البريكولاج ” والترقيع إزاء المشاكل العالقة والإعراض عن الحسم المطلق في القضايا الحساسة والمصيرية التي تهم الشعب كالسكن والشغل …. الخ والتسيب الكلي في إدارة شؤون الناس والتعامل بحساسية مفرطة مع كل القضايا. تهميش الكفاءات وإقصاء النخب الفاعلة والنزيهة في صناعة القرار والتسيير والتدبير وتمجيد التافهات والسخافات على حساب الأولويات تضييق الخناق على الحريات والجماعية والتلاعب بمصير الأجيال بالإصلاحات التربوية المزعوم والاستخفاف والاستهتار بالشعب من خلال تعديلات دستورية على المقاس وغلق باب الحوار البناء والإعراض عن كل المبادرات والأفكار الخلاقة.
عجز وفشل وإخفاق كل الحكومات المتعاقبة و المتساقطة والمتهاوية في أداء واجباتها المنوطة بها تجاه الدولة والشعب . أما على الصعيد الدولي فحدث ولا حرج تدني كبير وتراجع رهيب في جميع القطاعات والمجالات والحضور الباهت للجزائر في المحافل الدولية .وهزالة دورها ,وتلاشي الأمل إلا من المولى عزوجل وبات ديكور الحياة العامة مقرفا ومقززا.
عفوا شيخي: كتابي هذا عام وارتجالي ومن شخص من عامة المسلمين , أفكاري مشتتة ومعلوماتي جد محدودة فلا تظنن أنني أكاديمي أو نخبوي .
وأصدقك القول فهمي الوحيد والأوحد هو بلدي وشعبي حتى ينعم الأول بالرقي والتقدم والتطور والازدهار و يعيش الثاني في كنف الحرية والكرامة وشروط ذلك متوفرة حسب مفكرنا مالك بن نبي – كتاب شروط النهضة -.
شيخي :لو كان البحر مدادا للكلمات لنفد البحر قبل أن ينفد الكلام في هذا الموضوع ,لن تفيه صفحة أو صفحات أو كتاب أو مجلد حقه ,لن تكفيه محاضرة أو ندوة أو مؤتمر فالجرح غائر .
بكل براءة راسلتك وبكل صدق خاطبتك وأعتقد جازما أنك لن تختلف معي , ومع هذا سأدعو لولي أمرنا بالشفاء وأن يعود إلى بيته لا إلى سرايا الحكم ومقاليده.
أخوك في الله
الطيب رضواني – الحميز
المحمول :0554318401
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.