عناوين فرعية
-
كيف يمكن تفعيل القيم الأصيلة لرفع الاستعدادات التطوعية في المجتمع؟
العمل التطوعي من النشاطات الاجتماعية المهمة التي تساهم في تحقيق أهداف وطموحات الأفراد والمجتمعات، فلا يخلوا مجتمع من النشاط الخيري والإنساني، رغم الاختلافات المتعلقة بالمعتقدات الدينية أو المنطلقات الثقافية والحضارية، وقد يرتبط بدوافع ومقاصد سياسية أو فئوية ذات مصالح ضيقة..
حيث أن الحكومات لم تعد قادرة على القيام بالدور التنموي وسد احتياجات الأفراد والمجتمعات بمفردها، دون التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني التطوعي، التي تعمل بشكل مواز من أجل خدمة المواطنين وتنمية المجتمع.
يتساءل الكثير من المتصدرين للعمل التطوعي والفاعلين في مؤسسات المجتمع المدني عن الدوافع الكامنة لتحريك الأفراد للتطوع؟ بل يوجد أيضا في المجتمع من يريد نفي الخيرية في الأفراد تماما على أساس أن كل البشر تحركه المصلحة الشخصية الضيقة؟!! بإطلاق العبارة المشهورة (الناس قاضية صوالحها)..!
@ طالع أيضا: وظيفة مؤسسات المجتمع المدني في نشر ثقافة التواصل
يدخل ضمن العمل التطوعي كل عمل يقوم به فرد أو مجموعة من الأفراد من خلال تقديم قدراتهم وجهودهم، بهدف تنمية مجتمعاتهم وتقديم المساعدة للآخرين طواعية دون مقابل، حيث يعد في يومنا هذا أساسا لبناء المجتمعات وتنميتها.
يرتبط مفهوم التطوع في بلادنا بقيم التكافل وأعمال الخير والبر ابتغاء الأجر والثواب عند الله، وليست له دوافع ذاتية آنية..
ورغم أن الإسلام حث على العمل الإغاثي دعماً لروابط الأخوة بين المسلمين.. إلا أن هذا المجال يشهد بعض التراجع والانحصار من حين إلى آخر بسبب صراع القيم والثقافات، بالإضافة إلى محاولات تطويق النشاط الخيري عن طريق الإشاعات والتشويه الممنهج لضرب مصداقية العاملين في هذا المجال.
يتساءل الكثير من المتصدرين للعمل التطوعي والفاعلين في مؤسسات المجتمع المدني عن الدوافع الكامنة لتحريك الأفراد للتطوع؟ بل يوجد أيضا في المجتمع من يريد نفي الخيرية في الأفراد تماما على أساس أن كل البشر تحركه المصلحة الشخصية الضيقة؟!! بإطلاق العبارة المشهورة (الناس قاضية صوالحها)..!
إن الدافع أو الاستعداد للعمل يكمن في داخلنا وفي أعماقنا، فالدافع الشخصي هو المصدر الرئيسي لرغبتنا في مساعدة الآخرين، وقد نُعرِّض أنفسنا للمخاطر دون خوف أو تردد من أجل فكرة قوية أو قيمة معنوية نؤمن بها!! كما يختلف الدافع الكامن خلف التطوع من شخص لآخر، ومن مؤسسة إلى مؤسسة أخرى..
حيث فسّرت العديد من النظريات الدوافع الشخصية للتطوع، وأشارت إلى رغبة الفرد وبحثه عن الأنشطة والمتعة، مع حبه للخير وحاجته الى الشعور بالرضى عن الذات، والتفاعل الاجتماعي والانتماء.
@ طالع أيضا: المدير الذي يُحوّل الموظف الفعال إلى عامل كسول!؟
كما أجريت بعض الدراسات الميدانية، حول الدوافع الشخصية وراء انخراط الأفراد في العمل التطوعي على بعض المتطوعين في مؤسسات المجتمع المدني، حيث أشارت النتائج إلى حب العمل التطوعي (حب العطاء، حب الخير، العمل الانساني، التفاعل الاجتماعي)، قوة الانتماء والتضحية من أجل الوطن، تطوير الذات من خلال زيادة الخبرة والمعرفة والمهارات المتعددة.
من أجل تعزيز الدافعية ورفع الاستعدادات التطوعية في المجتمع يجب:
– دعم الجوانب الأخلاقية في مؤسسات المجتمع المدني، برفع مكانة القيم الاجتماعية الأصيلة في المجتمع المسلم، والتي تعتبر الدافع الأساسي في تعميق روح العمل التطوعي وتفعيله.
– تنشئة الأبناء تنشئة اجتماعية سليمة، من خلال الأسرة، المدرسة، المسجد ووسائل الإعلام، بتضمين مقررات دراسية تركز على مفاهيم العمل الاجتماعي التطوعي وأهميته في دمج الشباب، وربطها ببرامج تطبيقية.
– حماية المتطوعين في مختلف المجالات من التنمر وحملات التشويه، التي تستهدف عادة ضرب مصداقية مؤسسات المجتمع المدني، لأن القائمين على الأعمال التطوعية أشخاص نذروا أنفسهم لمساعدة الآخرين طواعية وباختيارهم.
– مرافقة المؤسسات والهيئات العاملة في مجال العمل التطوعي، عن طريق إقامة دورات تدريبية للعاملين فيها في مختلف المهارات، مع التركيز على البرامج والمشروعات التي ترتبط بإشباع الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.