الزيارة الاخيرة التي قام بها عدنان الاسدي الوکيل الاقدم لوزارة الداخلية لإيران، أکدت تقارير موثوقة واردة من داخل إيران أن مرشد النظام و خلال لقائه الخاص بالاسدي، قد کلفه الحکومة العراقية و المالکي شخصيا من خلال قاسم سليماني"قائد قوات القدس الارهابية"، بتوفير أقصى مايمکن للمجاميع التابعة لقوات القدس نظير کتائب حزب الله و عصائب أهل الحق الارهابيين الاجراميين لإستهداف مجاهدي خلق في العراق و تکرار السيناريو الدامي للتاسع من شباط المنصرم، وقد وعد خامنئي في مقابل ذلك بتقديم مختلف أنواع الدعم للمالکي للتغلب على الانتفاضة المندلعة بوجه المالکي.
الاوساط السياسية و الدبلوماسية ذات الاطلاع الواسع في بغداد، حذرت رعاياها من إمکانية وقوع عمليات إرهابية ذات طابع دموي فيما کانت السفارة الامريکية أدق في تحذيرها و جعلت الصورة تبدو أوضح عندما قامت بتحذير المواطنين الامريکيين في العراق من”استمرار العنف في العراق ووقوع هجمات مماثلة لما وقع في 9 شبا ط/ فبراير في أي لحظة”، لکن التقارير الواردة من داخل إيران، تؤکد بالمقابل إزدياد السخط و الغضب الشعبي و وصوله الى مستويات غير مسبوقة إحتجاجا على وخامة الاوضاع و رداءتها و عدم تمکن النظام من تقديم أية حلول او معالجات شافية للمشاکل و الازمات الخانقة التي يعاني منها الشعب الايراني و التي تعود معظمها في الاساس الى النظام نفسه و سياساته المتهورة الحمقاء التي قادت و تقود البلاد الى مفترقات بالغة الخطورة، وان تزايد النشاط السياسي و الثقافي و الاعلامي لمنظمة مجاهدي خلق و خصوصا النشاطات النوعية التي قامت و تقوم بها السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، تنعکس و بصورة قوية على الداخل الايراني حيث بات الشعب الايراني يتطلع لمن ينقذه من هذا الليل البهيم و هذه الاوضاع الوخيمة، وان الانتصارات السياسية التي حققتها السيدة رجوي و على أکثر من صعيد، أعطت أملا و زخما کبيرا للشعب الايراني و دفعته و تدفعه للتفاؤل بغد أفضل قريب سيشهد العالم کله إنتهاء حکم الاستبداد و الفاشية الدينية المقيتة، ولذلك فإن خامنئي و بقية قادة النظام باتوا يرتعبون من سکان أشرف و ليبرتي و يرون فيهم خطرا و تهديدا کبيرا جدا على نظامهم و يريدون بسبب من ذلك القضاء على هؤلاء و يخلصون أنفسهم و نظامهم القمعي من المصير الاسود الذي ينتظرهم.
لئن کان سعي النظام الايراني من أجل إنقاذ نفسه و هو المعروف بأنانيته و غطرسته و عنجهيته لحاجته الماسة الى ذلك، لکن سعي حکومة نوري المالکي المفرط للمزيد من الاندفاع الاحمق و المجنون خلف أهواء و نزوات ملالي طهران هو أمر صعب فهمه الى حد کبير، إذ ان المالکي و حکومته لايقبضان شيئا من إندفاعهما المجنون هذا خلف قرع طبول النظام إلا الخيبة و الخذلان و النتائج الوخيمة، وان المالکي الذي يسير في طريق وعر و ملئ بالمطبات و المنزلقات يجب أن يعرف بأن نهاية طريقه ليس إلا الهاوية..هاوية سحيقة جدا!
monasalm6@googlemail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.