تتجه الاوضاع في في إيران بنظام الملالي نحو مفترق بالغ الخطورة لايمکن العودة منه أبدا ولاسيما مع إصرار النظام في المراهنة على سياسة التشدد و رفض الانصياع و الخضوع لمطالب المجتمع الدولي و الکف عن تهديد أمن و استقرار و سلام المنطقة و العالم.
نظام الملالي الذي يواجه کم هائل من المشاکل و الازمات الناجمة اساسا عن سوء إدارتهم و فشل سياساتهم المشبوهة و التي تصب في غير صالح الشعب الايراني، يواجه اليوم تهديدا في منتهى الجدية قادم من طرف سياسي ـ فکري في الساحة السياسية الايرانية وهو منظمة مجاهدي خلق التي سبق لها وان تمکنت من إسقاط نظام الشاه عبر عملها المستمر و الدؤوب في إعداد الشعب و توجيهه بما يخدم المصلحة الوطنية، هذه المنظمة التي نجحت و بصورة ملفتة للنظر من تجاوز جميع العقبات الکأداء التي وضعها نظام الملالي أمامها، تعود اليوم لممارسة نفس الدور الذي أدته في عامي 1978 و1979، عندما وفرت”قولا و فعلا” أفضل الظروف المناسبة و المواتية لإسقاط نظام الشاه.
الشعارات المناهضة لنظام الملالي و الممجدة لمنظمة مجاهدي خلق و کذلك صور السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية التي غزت شوارع و أزقة العاصمة الايرانية طهران و مدن إيرانية أخرى، الى جانب حدث مهم آخر هو عودة جيش التحرير الوطني الايراني الى ساحة الاحداث عبر إعادة تشکيل وحداته من جديد و إستعداداته للإنقضاض على أوکار الکذب و الدجل، أدخلت الرعب في قلوب و نفوس قادة نظام الملالي و جعلتهم يتخبطون تماما کنظام الشاه في بدايات عام 1979، وهذا مادفعهم لکي يبادرون الى حملة إعتقالات تعسفية فريدة من نوعها ضد أقارب و أنصار و مؤازري منظمة مجاهدي خلق، وهي حملة غير مسبوقة جسدت حالة الخوف و الهلع داخل أرکان النظام المتزلزل من الدور المرتقب لمنظمة مجاهدي خلق و کونها الامل الاکبر للشعب الايراني في قيادته الى الحرية و الکرامة الانسانية.
قبل قرابة ربع قرن قدم آية الله منتظري الذي کان يشغل حينها منصب نائب الخميني نصيحة ثمينة جدا للنظام عندما أکد لهم وهم في غمرة حملة تعسفية و ظالمة لقمع و إقصاء منظمة مجاهدي خلق، بأن منظمة مجاهدي خلق تمثل مدرسة فکرية وان الفکر لايمکن القضاء عليه بالقوة وانما يجب محاورته، واليوم تعود مدرسة الشعب الايراني و حاملة بيرق الحرية و الانسانية من جديد لکي تضع مشاعل التحرر على أعلى قمم الجبال و تنير إيران کلها من لوث و ظلامة الجهل و الاستبداد الديني، وان الدائرة باتت تضيق و تضيق بملالي طهران و ان شعاع شمس الحرية ستبزغ عن قريب على کل أرجاء إيران.
monasalm6@googlemail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.