توفي اليوم الزميل الصحفي الرياضي حمزة بركاوي، رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه صبرا جميلا.
تعود بنا قصّته للحديث عن التشكيك في عمل الصحفي في الجزائر وفي مرضه أيضا وتلك طامّة كبرى، وقبلها عدم مساعدته والتكفل السريع بحالته عندما تذبل صحّته، خصوصا إنّ كان ذلك بسبب العمل..
مات الرجل بعد صراع مرير مع مرض المالاريا الذي عاد مع جسده إلى الجزائر بعد تغطية بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم في الكاميرون، وبعدما تأخّر في مباشرة العلاج عجز جسده عن مواجهته ومواجهة مضاعفاته.
حمزة صحفي كباقي الصحفيين الشرفاء في الجزائر، مدّ يده للرياضة والرياضيين، ينقل الخبر وحال المهمشين ليصلوا بصوتهم وصورتهم إلى أهدافهم على اتساعها..
وتلك خصلة يقابلها البعض بالنكران والجحود عند أوّل خصام وامتحان، لأنّ المال يعمي البصيرة والبصر كما يبدو، خصوصا عند أشباه المشاهير، وهو ما عبّر عنه حمزة قبل وفاته.
تعود بنا قصّته للحديث عن التشكيك في عمل الصحفي في الجزائر وفي مرضه أيضا وتلك طامّة كبرى، وقبلها عدم مساعدته والتكفل السريع بحالته عندما تذبل صحّته، خصوصا إنّ كان ذلك بسبب العمل.
هذه المأساة بكل تفاصيلها، يجب أن تحيلنا إلى نقاش جاد صريح حول جوهر المشاكل التي يعيشها الصحافيون في الجزائر على أصعد عدة، تخص الهشاشة الاجتماعية والمهنية، وطبيعة المسؤولية القانونية للمؤسسات الإعلامية على سلامة الصحافيين في بيئات العمل أو الجغرافيا الضيقة للحقوق.
حمزة الصحفي وقبله الإنسان وجد معاناةً كبيرة كما قال للحصول على موعد لإجراء (سكانير) والقيام بفحوصات طبية عادية في بلد منظومته الصحية الهشّة، قبل أن تتدخل الواسطة (المعريفة) لتمنحه حقّه الطبيعي في ولوج مستشفيات بعض عمالها ومسؤوليها لا يملكون الكفاءة والإنسانية، للأسف الشديد.
الصحافة للأسف، إن لم تقتلك سنقلُ لك الأمراض بأنواعها، وهذا ما وقفتُ عليه خلال سنوات من العمل في مهنة مثقلة بالضغوط والمشاكل والتحديات والعقبات، وبنكران الجميل وتقزيم الجهود.
قالها مسؤول جزائري كبير (حجما) لزميل أعرفه: [هبلونا الصحفيين هادو لصقة _ فقط لأنّه استفسر فقط كما قال عن حال مسكن دفع ملفه قبل عَشرَة أعوام].
نسي وأمثاله أنّ الجثة التي تجلسُ اليوم على كرسي المسؤولية ستغادره عاجلا أم آجلا وستصبح نتنة عفنة عند الموت، وأنّ المناصب لا تدوم، وعند الله تجتمع الخصوم.
غيض من فيض يلفّ المهنة وأبناءها، ممن يعيشون بحلم التحرّر من أغلالها داخل الوطن والسفر خارجه بحثا عن حياة كريمة بحقوق بسيطة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.