صلاة العيد سنة مؤكدة عند مالك والشافعي، وفرض على الكفاية عند أحمد ، وواجبة عند الحنفية وهو اختيار ابن تيمية والشوكاني، وهذا القول أظهر في الأدلة وأقرب إلى الصواب والله أعلم.
ويؤكده أمر الشارع الحكيم للنساء حضورها بالضوابط الشرعية لما ثبت في الصحيحين عن أم عطية رضي الله عنها أنها قالت: “أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق والحيض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين وتعتزل الحيض المصلى”. والعواتق جمع عاتق وهي من استحقت التزويج، وفي بعض ألفاظه: فقالت إحداهن: يا رسول الله لا تجد إحدانا جلبابا تخرج فيه فقال ﷺ: “لتلبسها أختها من جلبابها”..
فإذا كان هذا التأكيد لخروج النساء لصلاة العيدين ليشهدن الخير ودعوة المسلمين فالرجال من باب أولى.
من تعذر عليه صلاة العيد لأسباب تمنعه عن أدائها (جائحة كورونا covid19 نموذجا) ، فليصليها في بيته أو في أي مكان يتيسر له على صفتها من دون خطبة بعدها…
ومن تعذر عليه صلاة العيد لأسباب تمنعه عن أدائها (جائحة كورونا covid19 نموذجا) ، فليصليها في بيته أو في أي مكان يتيسر له على صفتها من دون خطبة بعدها، وبهذا قال الإمام مالك والشافعي وأحمد والنخعي وغيرهم من أهل العلم. والأصل في ذلك ما روي عن أنس رضي الله عنه :” أنه كان إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه فيصلي بهم ركعتين، يكبر فيهما كصلاة أهل المصر وتكبيرهم” رواه البخاري معلقا.
كيفيتها: يكبر في الركعة الأولى 7 تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح، ثم يستعيذ بالله ويقرأ الفاتحة وسورة، وفي الركعة الثانية 5 تكبيرات بعد تكبيرة القيام إلى الركعة الثانية ويقرأ الفاتحة وسورة، ولا يسن رفع اليدين مع كل تكبيرة، ومن نسي تكبيرات الزوائد فلا شيئ عليه ولا يسجد للسهو بعد الصلاة.
وقتها: هو وقت صلاة الضحى، يبدأ من بعد شروق الشمس بما يقارب 20 دقيقة ويمتد إلى قبيل أذان الظهر بربع ساعة ويستحب تقديمها في أول وقتها لمناسبة الذبح…، فإن دخل وقت الظهر فلا تصلى لأن وقتها قد فات.
ما يسن فيها: الاغتسال والتطيب والجلوس للتكبير جهرا رجالا ونساء من غير اجتماع على صوت واحد كأن يقول: “الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، لا إله الا الله، الله اكبر، الله اكبر، ولله الحمد” أو: “الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا” (البيهقي عن ابن عباس) أو بأي صيغة أخرى مما ثبت عن السلف الصالح. ويسن الإكثار من التكبير لعيد الأضحى من بعد ثبوت هلال ذي الحجة ويستمر طوال الأيام العشر فيه لقوله صلى الله عليه وسلم:” فأكثِروا فيهنّ من التهليل والتكبير والتحميد” ( أحمد عن عبد الله بن عمر).
ويسن رفع الصوت بالتكبير وفي كل وقت، وهذا ما يسمى بالتكبير المطلق، وهو من السنن المهجورة التي يحبذ إحياؤها، أما التكبير المقيد فيبدأ لغير الحاج من فجر يوم عرفة إلى آخر عصر من أيام التشريق بعد كل صلاة فرض أو نافلة للرجال والنساء عملا بقوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج:27 – 28].
ويسن للمضحي أن لا يأكل شيئا قبل أن تذبح ذبيحته حتى يأكل منها، (على عكس عيد الفطر الذي يسن له أكل تمرات قبل الخروج إلى المصلى).
ويجتهد ما أمكن في التكبير والتهليل والتحميد حتى يدخل وقت الصلاة، فإذا دخل وقتها قام للصلاة مع المصلين والإمام ، وإن صلى مع أهله أو بمفرده (بحسب الحال الذي هو فيه) قام للصلاة من غير إقامة كما وضحنا سالفا وبدون خطبة، ثم يذبح ذبيحته مخلصا مسميا ومكبرا، ويأكل ويدخر ويتصدق ويهدي وما أحوج المعوزين في وقتنا.
والله الموفق والحمد لله رب العالمين.
د صالح الدين يوسف عزيز البسامي اختصاص سياسة شرعية جامعة مالايا، وشيخ الزاوية الابراهيمية الجزائر
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.