زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

حكاية غلابى

حكاية غلابى

لكم هذه الدعابة بين الأديب البريطاني ووزير الاقتصاد البريطاني آنذاك وقد كان الأول نحيل الجسم والثاني بدينا، قال الوزير لبرنارد شو "من يراك يعتقد أن المجاعة قد عمت بريطانيا العظمى" فرد عليه برنارد شو "ومن يراك يعرف على من يقع اللوم".

كانت هذه الحادثة الطريفة مجرد دعابة بين صديقين في بدايات القرن الماضي لكنها أحسن صورة لواقع معاش ينطبق على إحدى مجتمعات بداية القرن الحالي يفوق صرف احتياطه 150مليار دولار ناهيك عن الاحتياط اللامتناهي من الخيرات الطبيعة غير المستغلة.فمن يطلع على هذا الاحتياط الهائل من العملة الصعبة لاعتقد أن عاصمة هذا البلد قد أفتكت من دبي أناقتها وان الجن و الملائكة قد هاجرت باريس بلا رجعة نحو باريس الثانية”بلعباس”كما يقال،وان الضباب قد انقشع عن لندن و كسى حتى صحراء هذا البلد،و لو تمعن الغلابى من هذا البلد رغم كثرتهم – فهم بضع إن اجتمعوا في أعين نبلاء البلد – لصدموا و هلكوا من حجم المبلغ وكما نعلم هلاك الشعب هو ما يخشاه النبلاء وهم صادقون لأنهم شرفاء انتخبه الغلابى و الغلابى لا ينتخبون إلا الشرفاء.ودليل شرفهم انهم قد سعوا من قبل ف تشكيل لجنة إنعاس الجزائر ..فوا إنقاذ الجزائر بعد لجنة الجزائر من الجزائريين ولن نشك في مسعاهم الحميد لانهم شرفاء .نبلاؤنا يتهربون من التصريح بممتلكات الدولة،اتقاء الحسد و هذا من الحكمة،وان صرحوا حرصوا على ان يلفظوها منفصلة بفوارق زمنية،ف150 لا علاقة لها بالدولار و الدولار له علاقة بالدينار و بين المليار و الدولار جناس ناقص وهذا رد على من شككوا في التحصيل العلمي لهؤلاء .
نبلاؤنا يرون انه من حسن التصرف عدم صرف هاته الأموال على الغلابى لحاجة في نفس يعقوب ،فمن يدري فصرفها قد يؤدي إلى زحزحة و زلزلة بشدة زلزال بومرداس دون أن ننسى أننا مجتمع محافظ قد رفض من قبل حتى عباءته القديمة بحجة انه ليس الوقت المناسب لارتدائها رغم أن هذه العباءة 4 فصول ،فالصعود و النزول الناتج عن الزحزحة سؤدي لقدر الله إلى تشكيل لجن إفلاس الجزائر و نحن في غنى عن ذلك فالشعب قد شرب حتى الثمالة من اللجان ويفضل الأوضاع على ما هي عليه- موالفة خير من التالفة- فالغني لن يطيق صبرا على الفقر و لا الفقير يطيق صبرا على الغنى فلماذا التغيير،لكن من موقعنا هذا جوعي عقول كما يقال و جوعي بطون كما يحسبنا النبلاء غفر الله لهم نغفر لهم زلات اجتهادهم حين يعتبرون الجزائر دولة فتية و كان من الممكن الأخذ بهذا العذر الأقبح من ذنب خلال سنوات الستينات. وفي محاولة منا لإسقاط هذه التهمة و إبطال حكم غلابي بطون و عقول ومجاراة خبث و دهاء النبلاء تنبأنا و استبقنا التبريرات القادمة للنبلاء في عجزهم عن إصلاح شؤون البلاد و العباد،فاعتقدنا أن الحجة القادمة ستكون مرحلة الشباب ثم الكهولة و بعدها الشيخوخة ويفسرون هذه المراحل كالأتي مرحلة الشباب لهو و دعابة و صبابة و هوى و عمى و سيعلنون”لا تنتظروا منها شيء حتى تنضج”،لتأتي مرحلة الكهولة و سيبررون وصايتهم على الغلابى بان الكهل قد استبد ز طغى ولم يسلموا من عصاه حتى النبلاء وهم صادقون في ذلك فقد فعلوا ذلك من قبل،ولتكون الشيخوخة أخر تبرير لما لا يبرر لكننا غلابى سنصدق لا لشئ سوى الجوع المزدوج،فالشيخوخة المزعومة لن يشفع للغلابى صفة الحكمة و التعقل في مد يد العطاء و العطف عليهم لكن النبلاء سيعلنون أن الشيخ قد خرف و ضعف و هو ألآن في شهقته الأخيرة فنيأس نحن الغلابى فنزهق قبل شهقتهم الأخيرة. لكن إعلان ذكائنا هذا كان غباء و اثبت النبلاء أننا بحق غلابي عقول و بطون ،فقد فوجئنا بحجة المولود الجديد وما كان منا سوى أن نبارك للنبلاء مولودنا الجديد فهذا المولود يحمل في جبينه البراءة و السلم و المصالحة كما ان براءته استطاعت أن تلف الجميع حوله ،كما أننا نبارك للجميع العودة 50سنة للوراء و ليس في وسع الكثير فعل ذلك،لكننا لن نوصد باب الأمل إن نحن انبتنا هذا المولود تنشئة صالحة و نجعله ينهل من ثقافته و أصالته و أن يوضع في مهد الإسلام و يتنشق عروبته و امازغيته حتى يشتد عوده،و نتمنى إلى ذلك الحين أن يفك رباط الأمة من سطوة النبلاء و في انتظار إعلان أخر لا قدر الله من طرف مرضى النوستالجية الباريسية نام لان يكون هذا المولود قد لهى و لعب بالقدر الكاف حتى لا يلعب وقت نضوجه بالغلابى كالدمى. 

صحفي سابق وطالب بالمدرسة العليا للصحافة

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.