تُحيل الصورة "المريضة" التي نشرها رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس للرئيس بوتفليقة على حسابه في تويتر وتداولها الإعلام الفرنسي والصورة "الجيدة" التي نشرتها صحيفة "المجاهد" العمومية الجزائرية للرئيس نفسه، إلى الاعتقاد بان هناك حرب صور بين الجانبين في هذا الموضوع.. ويبعث هذا الموضوع الحديث عن النظرية السلطوية في الإعلام ومدى صلاحية هذه النظرية في زمن الفضائيات والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.
فبغض النظر عن لغة التشفّي التي نزل إليها الإعلام الفرنسي وبعض الصحف والقنوات الخاصة في الجزائر في شخص الرئيس بوتفليقة ومرضه، وهو سلوك مرفوض وغير مقبول إنسانيا ومهنيا، يبدو ملحّا على وسائل الاتصال والإعلام الحكومية صحفا وقنوات تلفزيونية أن تعيد النظر في تناولها لمسألة مرض الرئيس، لأن الحالة التي بدا عليه الرئيس في “صورة فالس” هي غيرها التي بدا عليها في عدسة “المجاهد”، وعلى هذه الوسائل أن تختار زاوية أخرى في هذا الخصوص لأن الصورة ليست واحد.. والصورة أصدق أنباء مما تريد أن تنقله هذه الوسائل الحكومية وما تريد للجمهور أن يراه.
الأكيد أن الفريق القائم على إدارة صفحة مانويل فالس على تويتر اختار “بدقّة” الصورة التي نشرها للرئيس بوتفليقة، حيث ظهر شاحب الوجه تائها بنظراته وسط عدسات آلات التصوير التي ركّزت عليه بشدة لتنقل ما أرادت أن تنقله.. وبالإمكان القول أن ما حدث كان “انتقاما” إعلاميا فرنسيا من حادثة حرمان “لوموند” و”كنال+” من تأشيرة الدخول إلى الجزائر.
مطلوب، إذا، من الإعلام الحكومي الآن أن ينتبه إلى زوايا أخرى في موضوع مرض الرئيس أو أن يصدّ الباب نهائيا في وجه هذا الموضوع ويكتفي بمهمته التي حددها له الدستور والقوانين المنظمة، وهي تقديم خدمة عمومية، وإلا فإن الحرب التي يعتقد نه دخلها هي حرب خاسرة، لأنه يقنع نفسه بأنه على حق ما دام على دين ملوكه، في حين لا يجوز أن يكون الإعلام على دين ملوكه بل على دين الشعوب وفي خدمة الشعوب.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.