زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

حرام على “بلغيث” حلال على “الزاوي” وأمثاله..!

حرام على “بلغيث” حلال على “الزاوي” وأمثاله..! ح.م

محمد الأمين بلغيث / محمد الامين الزاوي

يقينا أن خطأ الأستاذ الدكتور محمد الأمين بلغيث عدم مراعاته للظرف على سعة دلالاته. لذا سَأُوسّعُ شاشة القول إلى سعة الحدث.

الدكتور محمد الأمين بلغيث رضيع الوطنية والثورة والاستقلال بكل صوره السياسي واللغوي والاقتصادي والفكري والاجتماعي، على منهج الحركة الاستقلالية الوطنية وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومدرسة مالك بن نبي الحضارية.

@ طالع أيضا: (هـ)وارية العرافة.. أو سحر الكابال!

بيئة مَرْبَاه معجونة بكل تلك المعاني والقيم بل والعقائد، عبّقتها دماء الشهداء الزكية التي نشقها من أشلاء والده الشهيد رحمه الله الذي قطعته أيدي الإجرام الفرنسي قطعا قطعا؛ تعبيرا عن طاقة الحق التي خلفها الشهيد في قلوب أحد أنجاس الأرض في العصر الحديث ممن ينام بعضهم على أحلام رضاهم عنه.

أسرة الدكتور بلغيث أسرة شهادة وثورة ووطنية؛ ظل أخوه الأكبر سي عبد المجيد بلغيث مرابطا على أرض النضال الحزبي الوطني في محضنه الرئيس جبهة التحرير الوطني بتبسة معقل المعارك حتى وفاته رحمه الله.

الدكتور بلغيث يتنقل معه سراجُ الوطنية حيث حل وارتحل؛ تسكنه مع الحركة الوطنية والإصلاحية والحضاري وانطلاقة بناء دولة استقلال شامخة شموخ ثورتها.

لا يكاد يكون له موضوع لأحاديثه التي لا تكاد تنتهى إلا ما ذكرنا، في ثوب الإسلام بحلوله الموعودة للأمة والإنسانية، والعربية لغة القرآن الكريم. مع انسجام مع شاويته في عرش أولاد حميدة الأشاوس فرع أولاد سعيدان من قبيلة المامشة قسيم معقل الثورة: أوراس الماممشة.

الدكتور بلغيث داعية المدرسة التاريخة الوطنية من خلال محاضراته في كل أصقاع الوطن؛ لا يكاد يستقر كالنحلة يُعَسِّلُ فكرا معبقا وطنية وأصالة لغوية ودينية.

البروفيسور محمد الأمين بلغيث أحد أبرز ممثلي المدرسة الوطنية في كتابة التاريخ الوطني، وهي المدرسة التي أسسها الدكتور أبو القاسم سعد الله؛ الذي امتدت يوما يدَُ مشرفة على جامعة الجزائر أبو القاسم سعد الله، لتقزيم اسمه الكريم بتصغير حروفه في قوس مدخل الجامعة التي رأت الدولة أن ترمزم خلاله لقيمته الفريدة النادرة في بلادنا .فبلغيث أحد أبرز تلاميذ الدكتور سعد الله وأوفاهم له أستاذا وعَلَمًا لا نضير له في بلادنا.

البروفيسور بلغيث رمز إعلامي مميز: عبر برنامج ” مغرب الشعوب” في الإذاعة الوطنية في الثمانينيات؛ كان يعد له مواد إعلامية رفيعة ثرية. وعبر مقالاته الصحفية الثرة في جريدة النصر الجهوية ثم في الشعب وغيرها من الجرائد الوطنية.

الدكتور بلغيث داعية المدرسة التاريخة الوطنية من خلال محاضراته في كل أصقاع الوطن؛ لا يكاد يستقر كالنحلة يُعَسِّلُ فكرا معبقا وطنية وأصالة لغوية ودينية.

مُذْ عرفت الدكتور بلغيث قبل نحو أربعين سنة، في مقهى السعادة الصغير اللطيف وسط مدينة تبسة التاريخي؛ وأشهد أني لم ألمس فيه يوما شيئا يناقض ما ذكرت. وأنه وزميله البروفيسور يوسف مناصرية أحد ماليء جوانحنا وعقولنا وطنية فياضة.

الدكتور بلغيث محمد الأمين حَوَّل وصية الإمام الشهيد الشيخ العربي التبسي: ”إحملوا كره فرنسا معكم إلى قبوركمّ” إلى آية مقدسة غير منزلة، يتلوها آناء الليل وأطراف النهار.

@ طالع أيضا: نخبة العشرة بزوج دورو..!

ردود الفعل إلمعلنة إلى حد الآن جاءت من حزبي القيومية على عنصر الهوية مثار الحادثة، والهيئة الاستشارية المتابعة لسيرورته وطنيا، والسيد بن قرينة وعاقل. اتفقوا في فداحتها، واختلفوا في مقاربتها ”القيوميان” كالعادة شمرا عن ساعدي الشراسة القيومية ممن أقام الجزء الأوفر من كيانه السياسي على هذا العنصر في الهوية، يوجه على ضوئها حركته ويضبط بوصلته..

وعن شراسة ممجوجة مزجت الحمية بقدر من السوقية، نال بها من أساء لقُدْس أقداسها، كل هذا مع نزعة شعور بأبوة وطنية عُلْوية خفية ضاربة في التاريخ سابقة عن طروء الأغيار الذين يجب أن يحفظوا الجميل، ولا يسيؤوا الأدب!

والأبخرة السامة التي يطلقها هذا الشعور الخفي سيظل أخطر مهدد للُّحْمة الوطنية؛ إذ يُسوّس أسس التنوع الوطني كلما عرضت عوارض كالتي هددت الوطن بفعل العواصف العالية من الإحتقان الهَوِيّ والعرقي خلال الحراك..

فالإغلاق اللأخلاقي في وصف الأب الأكبر “الدجالين أشباه المثقفين وأشباه الأكاديميين…”، في الحقيقة ليس حال سخط عابر ، بل طعن معيب في كبار العلماء والأساتذة الذين أجازوا ”المشعوذ الخبيثّ”..

وهذا منزلق أخلاقي لا يقل فداحة عن “الدافع“ الذي أهاج ثورته، وهو تكرار لتصريح سابق في حادثة تمثال كسيلة في بوحمامة الذي استخدم فيه ألفاظ الخبث والسمية والشياطين، للمعترضين، وأهمل وصف من أحتالوا للأمر بحيلة توجب المسائلة القانونية والتحقيق القضائي..

فمن أين لجمعية ثقافية لا شك أنها محدودة الميزانية كي تعرض على رئيس البلدية تمويل نحت التمثال وتركيبه؟

أين موطن الأكمة في الأمر إذن؟ أما العقل فيبدو أنه واتته فرصة لينشّط مدركاته الجدلية.

لكن رسالة الإلتماس التي وجهها السيد بن قرينة للسيد رئيس الجمهورية فقد جسدت الروح الجزائرية العريقة وفق تقاليد التراحم والعفو والتجاوز وإقالة عثرات ذوي السابقة المضيئة في الوطنية والكفاح والشهادة..

فالحافز والدافع أفاض بهما مبادئ وقيم الإسلام الخالدة؛ كحادثة؛ حاطب بن أبي بلتعة الذي حاول إبلاغ المشركين بالإعداد لفتح مكة، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم عليَا بن أبي طالب الذي أدركه واستأذن في تطبيق الحد عليه، فقال الرؤوف الرحيم بالمؤمنين النبي صل الله عليه وسلم ”ما يدريك يا علي لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: أفعلوا شئتم فإني قد غفرت لكم”..

نسوق الحديث هنا للتّأسى لا للقياس والمطابقة ، ودرءا لتصيد القلوب المريضة والنفوس المتربصة، والعقول المسطحة.

جاء في الرسالة: ”صحيح إننا لا نطعن في أحكام القضاء الجزائري متى صدرت ولكن ثقتنا في القاضي الأول في البلاد وأملنا في حكمة الأخ رئيس الجمهورية وتبصره لقطع الطريق على المتاجرين بالتأزيم لأننا ندرك أن إبناً وطنيا سليلا للشهداء مثل الدكتور لمين بلغيث ستشفع له وطنيته عندكم”.

وكالمعتاد ستثور غريزة اللائكية والدنيوية فتعترض على ذلك سائقة حالة صنصال؛ عندئذ يحصحص الذكاء من الغباء؛ إذ لا وجه بين الحالتين بأي معيار قيستا بهما.

توسيعا لشاشة الحدث كما قلنا وعند ورود المقارنة، نسوق ثلاثة نماذج تثبت الوقائع على محك الهوية الوطنية، والوجود الوطني:

النموذج الأول: حالة من أغرب ما عرفته الكتابة العربية في الجزائر والعالم العربي؛ يمثلها كاتب “منشورات” يسمى بشير عمري فارغ إلا من غرور وجهل وغطرسة وضِعَةٍ، مقياسه في تناول أي مسألة في تاريخ الجزائر المستقلة ومجريات أحداثها أن حصيلة الدولة الوطنية “أرض خراب و يباب”؛ أنظر: محمد مراح “الفشاش: بشير عمري”، أمازون 2024.

بلغت ذروة حماقاته في مقال في “رأي اليوم” :27/9/2024؛ إذ يدعى “مسح المنطقة العربية برمتها حالة بحالة، فيجد مصير شعوبها الاقتياد وفق إرادات عصاباتية تخدم عبر رعايتها مصالح القوى الأجنبية التي أتت بها أو تعمل على ابقائها على رأس شعوبها، مصالحها الشخصية والأسرية والطائفية لا غير”.

الكلام لا مواربة ولا غموض فيه: حالة بحالة بلا استثناء، وعليه فالجزائر على هذا لا تشذ عن القطيع: تحكمها عصابة جاءت بها قوى أجنبية لخدمة مصالحها الشخصية والأسرية والطائفية حصرا .

صورة الجحيم إذن: وَصْمُ السلطة السياسية القائمة بــ العصابة والطائفية؛ فإن تجاوزنا الأولى {عصابة} لانتشار هرف التواصل الاجتماع بها، فكيف نفهم {الطائفية}؟!!!

@ طالع أيضا: لويزة ضالّة ومضلّة..!

أما قعر الجحيم في هذه المغامرة الوظيفية ففي قوله: “في هذا الوطن الممتد من صحارى الربع الخالي إلى متنفس المحيط الأطلسي، أن هذه القطريات المزعومة في الوجود التاريخي والجغرافي ليسها أكثر من كيانات مصطنعة لا تقوم على أفق ذاتي استراتيجي في الحضور في بهو التاريخ وحلبات صراعه، وإنما هي مصطنعة ومعمولة“.

هذا الصوت الجحيمي قادم من جامعة بشار كما يدعى صاحبه؛ والحس الوطني يدرك مطامع المخزن فيها.

وهذا القلم الوظيفي يدرس أبناء بشار العلو م السياسية حسب إدعائه طبعا. وقد كتبنا مقالا في حينه لم تتلفت إليه أي صحيفة وطنية عدا موقع “بركة نيوز” المحترم.

فأين كانت مراصد تصيد الشرفاء الوطنيين، من هذه الدعوة الفاجرة؟! بل إن بعض الجرائد الوطنية تنشر مقالاته تباعا وأعرضت إحداها عن نشر مقالي المذكور!!

النموذج الثاني: فضيحة {المعجم الطوبونيمي} الذي سخرت له إمكانات الخزينة العامة بدعوى البحث العلمي، والمجلس الأعلى للغة العربية؛ فخرج بمعجم {3 أجزاء} يعج بمبدّدات الوحدة الوطنية، وخطاب الكراهية ضد بعض مناطق الوطن الأصيلة والأعراش العريقة..

وتبنى الوصف العرقي المناوئ للفتح الإسلامي فيصفه بالغزو الإسلامي، وسوق قصص أسطورية وهمية محرفة عن أصولها الشعبية، بخرافات تفوح منها روائح الإهانة والتحقير، فضلا عن فضائحه الأكاديمية..

أين كانت تلك الهيئات والتيارات من مشروع لو أنجز في ظروف كالتي عاشها الوطن في عهد العصابة لدفع البلاد إلى هاوية هوية لا تبقى ولا تذر؟

فكاد أن يحدث فتنا في مناطق من الوطن تعرض لها المعجم بإهانة وتحقير أهلها، فثارت تلك المناطق عبر أعيانها وممثليها في البرلمان، فتفطن الإعلام للطبخة المسمومة، وكتبت المقالات التي يبدو أنها لفتت انتباه السلطات العليا، فسُحِب المعجم في نسخته الإلكترونية من موقع المجلس الأعلى للغة العربية.

السؤال هنا أيضا: لماذا لم نسمع صوتا من التيارات اللائكية وأحزابها وصحفها، بعد أن بينت الأدلة أن المعجم الذي كان يخطط لإحالته إلى الهيئات المختصة كي تعاد تسمية الأماكن والمدن والقرى وغيرها وفق ثابت واحد من ثوابت الهوية الوطنية؟.

أين كانت تلك الهيئات والتيارات من مشروع لو أنجز في ظروف كالتي عاشها الوطن في عهد العصابة لدفع البلاد إلى هاوية هوية لا تبقى ولا تذر؟

النموذج الثالث: الكراهية في خطاب أمين الزاوي؛ فعبر نحو مائة وعشرن أو ثلاثين مقالا {تملآ نحو 700 صفحة، ملف woord، في صحيفة ”أنديبندينت عربية” اللندية، وّ”العرب اللندنيةّ” بِسُمّها الأسود ضد الجزائر، وبحصيلة زاخرة من الأكاذيب والتضليلات والتشويه، مع ضحالة فكرية مخزية..

أوغل في أوصال الهوية الوطنية عبر مقومي العربية والإسلام، يَتْرَعُ العقائد الإيمانية والقرآن الكريم والسنة المطهرة، واللغة العربية، والمدرسة الوطنية والتاريخ الإسلامي والوطني كراهية سوداء.

وبمناسبة المقام نسوق مقتطفات من مقالات الكراهية السوداء ضد الإسلام والعربية ومعلقاتهما من مقالاته تلك..، يقول مثلا:

”لا يجتهد المثقف المعرب في الجزائر ولا يطرح أفكاراً، بل إن كثيراً من تصرفاته وأفعاله وأفكاره هي عبارة عن رد فعل ضد كتابات أو أفكار قد يطرحها المثقف المفرنس أو المثقف بالأمازيغية، إذن هو مثقف، في غالب الأحيان، يعيش حالة من رد الفعل وليس الفعل، وبالتالي تبدو أحكامه قيمية ومؤسسة داخل “الغضب” و“الكراهية” و“الحقد” والشعور بـ“التهميش“، وهو غالباً لا يفرق في أحكامه ما بين الأخلاقي والفكري، ما بين القناعة الفلسفية والحياة الشخصية لخصومه الفكريين”.

@ طالع أيضا: هل يستحق حوار “بلغيث” كل هذه الضجة؟

ولما فكرت جهات فرنسية في فترة ما تدريس أبناء المهاجرين اللغة العربية لمواجهة الإرهاب بزعمها، يعترض الزاوي أمين بقوله:

“إن تدريس اللغة العربية بنيّة محاصرة الإسلاموية والتعصب هو سعي واه، بل العكس تماما، إن تدريس هذه اللغة هو تكريس لفكر الإسلاموية في الجيل الجديد، لأن العربية في مخيال المغاربي والعربي تظل لغة الجنة ولغة الله، وبالتالي فتدريسها هو نفس جديد لتطعيم المخيال الإسلاموي مع الجيل الجديد من أبناء الجالية العربية والمغاربية في أوروبا”.

وفي رشوة حقيرة ذليلة لأوربا بسبب الهجرة غير الشرعية يقول:

”… إنزالٌ بشريّ هائل ومهول، يحدث على المباشر، من دون طلقة نار واحدة، ولا ضربة سيف كما الأجداد فعلوا، إنزالٌ أثار الإسبان وحرّك ذاكرة مجروحة من الوجود الإسلامي البربري والعربي على شبه الجزيرة الإيبيرية، الذي دام ثمانية قرون. إنزالٌ مهولٌ حرّك معه ظاهرة الخوف والعنصريةـ الحرّاقة”.

لقد تجاوز الزاوي كل حدود الوقاحة والاستهتار بالتماسك الاجتماعي، والسلم الاجتماعي، واحترام مكونات وأصول الشعب الجزائري المتنوعة، بذّمّ العرب ذمّا خبيثا…

وبمناسبة تفجيرات طالت إسبانيا يكتب: ”أنا لست “طارق بن زياد” البربري، ولا أريد أن أقطع البحر كي أقتل الناس وأفصل رؤوسهم عن أجسادهم، ولا كي أروّع الأطفال وأجمع السبايا من النساء الشقراوات والفتيات البيض السامقات، وأبعث بهنّ إلى الخليفة بدمشق، ولا لكي أستولي على الذهب والفضة، وأرسلها إلى الأمير الموكل من قِبل الخليفة ولياً على المنطقةـــ أعرف أنكم تحملون ذاكرة عنا، مليئة بالدم والقهر والسبايا التي استمرّت حتى تفجيرات مدريد وباريس وألمانيا ونيويورك، لكن ثقوا بأننا جئنا بحثاً عن الحياة، لا حاملي رسالة دين تركناه إلى أهله هناك“..

وفي دعوة لا وطنية يدعو لعودة الأقدام السوداء في قوله:

”ببساطة أيضاً وبكل وضوح، لم يحدث ذلك لأن في الجزائر النظام السياسي لم تستطع أن تستوعب وتتصالح مع المكونات البشرية الأساسية التي ورثتها من زمن الاستعمار، وأولها المكون البشري الأوروبي، وهم الجزائريون ذوو الأصول الأوروبية الذين ولدوا وعاشوا وماتوا، أباً عن جد، في الجزائر، ولم يكن لهم بلد آخر بديلاً عن الجزائر، والجزائريون من أصول أوروبية هم من أصول فرنسية وألمانية ومالطية وإسبانية وبرتغالية وإيطالية وغيرها، وقد جاؤوا البلد كما جاءه العرب من قبل بقرون واستوطنوا بها عن طريق الحرب والمصادرة“.

كما ينعى على جزائر الاستقلال تضييع الاستفادة من اليهود بلغة حقيرة تنضح كراهية:

”لقد خسرت الجزائر مكوناً بشرياً آخر مهماً هم يهود الجزائر، لقد وُجِد اليهود في هذه الجغرافيا وعلى هذه الأرض منذ آلاف السنين، وقد ظل المسلمون واليهود يعيشون في وئام اجتماعي وفي نسيج ثقافي واحد ومتعدد… ماذا يا ترى كان سيحدث لو أن يهود الجزائر ظلوا في البلاد ولم يغادروها بعد الاستقلال؟ من دون شك، هذا السؤال قد يزعج الكثيرين، لأننا صنعنا مواطناً يخاف من طرح الأسئلة، مواطناً يعيش على أجوبة جاهزة وبائتة، مواطناً ضحية ثقافة “الغضب” لا يفكر إلا بـ “الزبد” على أطراف فمهّ“..

ويقول: ”لم يعش اليهودي الجزائري أو المغاربي غربة في شمال أفريقيا على مر العصور لأنها بلده، عاش عيش الأهالي، انطلاقاً من ذلك، كان يمكن لليهود الجزائريين والمغاربيين بشكل عام أن يثروا التنوع ويحافظوا عليه، ومن خلال هذا الوجود كنا قادرين على التخلص من الواحدية القاتلة في السياسة وفي الدين وفي الثقافة والانفتاح والتفتح على حلم العيش المشترك وصناعة الغد المتعدد“.

و في مشارف هاوية الدعوة الانفصالية يكتب الكراهية متفاخرا برجولته عبر تحدى المجموعة الوطنية فيما يهدد الوحدة الوطنية و ذلك في قوله:

“الكتابة عن الجهوية الإيجابية في الحكامة كمخرج للأزمة السياسية، وتقوية الوحدة الوطنية والحفاظ عليها استفزازا والإشادة بحركة انفصالية ارهابية ؛ الكتابة عن فرحات مهني رئيس “الماك” (الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل“..

@ طالع أيضا: أمين الزاوي يكتب الكراهية..!

لقد تجاوز الزاوي كل حدود الوقاحة والاستهتار بالتماسك الاجتماعي، والسلم الاجتماعي، واحترام مكونات وأصول الشعب الجزائري المتنوعة، بذّمّ العرب ذمّا خبيثا، في قوله:

”الحالة الثقافية والفكرية والاجتماعية التي تُغَلِّبُ الديني وتُغَيِّبُ التاريخي أو تضعه جانباً، أسهمت في غياب الفكر النقدي في العقل العربي، إذا كان هناك عقل أصلاً”…!!!

ومن خطاب اللاوحدة وطنية، يتبنى الدعوة لمشروع ”تمازغة الكبرى” في قوله:

“وآخر مسمار في نعش “اتحاد المغرب العربي” هو الصعود الواضح للقوى السياسية الأمازيغية في شمال أفريقيا، مع برنامج سياسي وهوياتي واضح، يقوم أساساً على استعادة اللغة الأمازيغية كلغة أصلية لسكان هذه البلدان، وهي اللغة التي ظلت تقاوم من دون تنازل أو تراجع أو كلل”.

إذن أمام هذه المقتطفات الموثقة بدقة أكاديمية في كتابنا ”خطاب أمين الزاوي الكراهية والازدراء قاربُاه، والافتراءات مجاديفُها”، الذي خشيت دور النشر الوطنية نشره، رهبة من سيف قانون خطاب الكراهية، فنشرناه على منصة أمازون.

نرى من حق الهوية الوطنية علينا أن نسأل: أين كان رؤوس الغاضبين لشرف أحد مقوماتها والزاوي باسم هذا المقوم يسوق خطاب الكراهية للمقومين الأخيرين على أديم صحف ومواقع عالمية؟

نرى من حق الهوية الوطنية علينا أن نسأل: أين كان رؤوس الغاضبين لشرف أحد مقوماتها والزاوي باسم هذا المقوم يسوق خطاب الكراهية للمقومين الآخرين على أديم صحف ومواقع عالمية؟

يفجُر الزاوي أمين مؤخرا على الشعب فجورا في عرضه وشرفه؛؛ ففي مقال {انديبندنت عربية}: “شيخي هو خلاصي” أو القراءة بالنيابة! عدد 28 نوفمبر 2024:

”في المجتمع المعلّب سياسياً والمسيج بالعصبية والتطرف، يوجد قارئ واحد ووحيد وأوحد ينوب عن الجميع في القراءة. وهذا القارئ ليس سوى القائد أو الشيخ الذي توكل له مهمة القراءة نيابة عن رجال ونساء المجتمع، أو يوكلها لنفسه بنفسه، فهو الوحيد الذي يقرأ والبقية تستمع”..

لابأس بالخيال السقيم. كيف يراه ياالزاوي أمين“المتسكع الأنديبنتدنتي”؟، أرى “من يسلم عقله لآخر ليقرأ نيابة عنه، فإنه كمن يسلمه عنقه وشرفه وعقله.“ظاهرياً نشاهد الناس تقرأ وتشتري الكتب، لكن إذا ما دققنا النظر عميقاً في هذه العملية فإننا سندرك التالي، إن ما يقرأه الناس هو ما يسمح به القائد أو ما يتناسب مع رؤية حراس المعبد” ! فهل الشرف الوطني يقبل الإزدواجية؟

وبعدُ، أختم بمقترحين هما:

@ طالع أيضا: أمين الزاوي يرقص لإريك زمور..!؟

أعيد طرح إقتراح طرحته خلال حادثة مقتل جمال بن اسماعيل رحمه الله تعالى، أعتقد أنّنا في حاجة لتطوير اتستراتيجية وطنية للوحدة الوطنية..

من إجرائتها العاجلة تطوير وإعادة ضبط قانون الكراهية والتمييز بما يردع الخوافي التي تغذي هذا الوباء الماحق للوجود الوطني، فيُضاف لتجريم الدعوة الإنفصالية الدعوة للجهوية المُمهّدة إما للإنفصال، أو لاستعلاء جهوي واستحواذ على مقدّارت البلاد، وتوجيهها نحو البيت الموعود.

كذلك ضبط وتوضيح وإثراء مصطلحات ومفاهيم قانون الكراهية والتمييز، سدّا لمحاولات التجيير العرقي أو الثقافي أو الاجتماعير والاستئثار بمنافعه، وردع الخصوم وترهيبهم.

كذا توسيع أجهزة هيئة رسم مشروعاته وبرامجه لمؤسسات وطنية رسمية وشعبية كوزارات التربية والتعليم العالي والشؤون الدينية وممثلين عن البرلمان بغرفتيه.

وهنا نثمن رسالة السيد عبد القادر بن قرينة الحكيمة الطيبة للسيد الرئيس، فيغلق باب العودة لنقاشات مسائل الهوية الدستورية، وتوسعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. متغيراتنا الطيبة، فيفسح الفرصة للالتفات نحو الشروع النهضوي الكبير الذي تعمل له الإرادات الخيرة في البلاد بقيادة السيد رئيس الحمهورية الحكمية..

حفظ الله بلادنا من كيود المتربصين بها سوءاً.

@ طالع أيضا: “صهينةُ” أمين الزاوي تُسوّدُ {نورين}!

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

1 تعليق

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 10571

    الدكتور محمد مراح

    أشكر الإخوة والاخوات في {زاد دي زاد} على بلائه المقدر في محنة سي لمين فك الله أسره.
    وانوه إقارئ أن عنوان المقال الأصلي هو ” حادثة البوفيسور بلغيث توخيا للاستخدام الأكاديمي ،. واجتهاد الموقع لوضع عنوان إعلامي مناسب لسياق الحدث . فشكرا لهم .

    • 0

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.