زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

حبـوب منع “الهبل”..

حبـوب منع “الهبل”..

مع كل جديد شمس ،حيث لا "جليد" تحت نيران وحرائق شمسهم إلا ما ذاب من أحلام اغتالها زمن بذرهم المنقطع النظير ليأس عام مس الجميع بالتساوي المخل بالـ"حياة"، مع كل مأزومهم وجديدهم ذاك، يتضاعف فينا شعور مزمن بالخوف واعتقاد راسخ بـأن هؤلاء الراسخيـن و"المتسخين" بالحكم، ليس في نية قريبهم العاجل و لا "العاجن"، حفظ الدرس ،وأي درس لأي مُدرس كان، فعلى طريقة التلميذ الغبي الذي لم يمل ولم يكل من منادمة "ريمـة"في "عاهتها" القديمة، فإن أسياد هذا "الثلث" الخالي من أقاليم مجاورة وشقيقة أغارت عليها نوائب وكروب الدهر فتغيرت عن "بكرة" رئيسها وغفيرها، هؤلاء الأسياد حيث نحن ،لم يقتنعوا رغم داءهم و"عواءنا" المحيط بهم، بأنه كما التغيير لم يعد يستأذن حاكما إلا طرحة طولا وعرضا ، فإن "المُغيـرين" على غد الشعوب من "حنفاء" الأمس ، لم يعد لهم من حليف ولا خليل ولا خادم إلا مـا سبق من تاريخ التحالفـات الدولية التي عفا عليها دهر "إنه رجلـنا، فلنحمه"، حيث كبار العالم تخلوا عن حكام بالوكالة وجلادين بالوكالـة و"سماسرة" بالوكالة ،ليحبلوا في نهاية اختراعاتهم للشعوب المتعطشة للحرية والانعتاق ،بثائرين بالوكالة، ومنه ومنهم فإن حالنا حيث بلاد كل شيء على ما "يلام"، منتهاه أنه مهما لاعبت وراوغت السلـطة وقتها ووقتنا لتمدد في عمرها لم يعد ملكها، فإن المآل لن يخرج عن قاعدة، أنه لا حاجة بعد اليوم ،لثور أبيض يبرر نحر الثور الأسود، فكل ما هو فريسة مشروع "ذبيح" في عرف القادمين من وراء البحر ومن وراء النهر ومن داخل الجحر الكافر بلعبة "الفخاخ"..إنهم على مشارف دمشق قادمون با اتجاهـكم فبلّوا رؤوسكم فإن أجدادنا تركوا أثرهم في حكمة ..إذا "حفف" صاحبك بلّ أنت..

وببساطة فإن “دمشق” وهبت لمن لم يجرفه الربيع العربي مستقطع من وقت ثمين، لكي يستبق “ربيع”  النياق الخليجية والبوارج الأمريكية بربيع ذاتي، أفهمونا في جزائر “ربيع” الكهرباء وربيع الماء وربيع “الشانبيطات” وربيع غلق الطرقات والمستشفيات والمدارس..أنه مرّ والسلام  وذلك حين هزموا “الناتو” والتدخل الخارجي ببرلمانيـات قاحلة المضمون لم نجن منـها سوى أنهم لازالوا كما عرفناهم، تلميذ غبي لا يسـتوعب من “الدروس” سوى اللعب على الوقت ، رغم يقينهم أن الوقت الضائع وقتهم وليس وقـت من  قدموا له بدلا من الثور الأبيض، قطعان من الثيران السوداء التي سقطت تباعا، ورغم ذلك لازال لم يستوعب الدرس، ونقصد التلميذ الغبي ونظامه السـاذج، حيث  على مستوى مداجننا الرسمية  لا زالوا متمسكين بلحن ” مازال واقفين”..فهل يعلم هؤلاء بأنه يكفي أن يعرف الآخرون بأننا اعتنقنا  “مازال واقفين” حتى يستنتج أي غبي وساذج بأننا “سنقعد” يوما ما..فترى كيف يفكـرون ومن ذلك العبقري الرسمي الذي اخترع “مازال واقفين” متجازوا بأن كلمة “مازال”  تعني بأننا قابلون للزوال..وللقعـود على زجاجة مكسورة “الفم”، بمجرد أن تتعب أقدام من لحن ومن عزف ومن غنى لـ”مازال راهم واقفين”.. 

حين أعيد شريط الأحداث التي اقتلعت أنظمة عاتية من جذورها، حيث تونس وليبيا ومصر واليـمن في انتظار أن تلتحق سوريا بركب “دعوها فإنها مجرورة”، أقف مشـدوها أمام موقف هذا الاستثناء المسمى الجـزائر الذي بالغت سلطته في استهلاك حبوب منع “الحلم”،حيث أحلامها في “الجزائر ربيعنا” تجاوزت الجنون ، لتصبح جزء من السذاجة والغباء والكفر بنعمة الوقت التي وفرتها معضلة “دمشق” لحكامنا حتى يتداركـوا “ربيعهم” قبل أن يدركهم “ربيع” الآخرين فيجرف فيهم “الجنان وما طاب فيه”، لكن ولأننا بلد الترميـم والترقيع والتعلق  والنفخ في الآمال الكاذبة، فإن الفاعلين في سلطة ربح الوقت، عوض ، أن يسيروا الوطن حتى لا يجرفهم الربيع، تلاعبوا بأوراق “الربيع”، فكانت جرعات الدفع بأثر رجـعي من خزينة هوت قيمة دينارها ،مسكنا مؤقتا بدلا من أن يهدأ البـلاد ويبعد عنها كابوس الانفجار وضعها في فوهة انزلاق حقيقي يسمى الانفلات الشامل الذي لغم ما كان موجودا من حسنات ومن مخارج لسلطـة كان يمكنها أن تحدث التغيير بأقل التكاليف والأضرار لو أنها قرأت الدرس جيدا، لكن ولأنها قرأت المقرر الدراسي بالملقوب ومن زاوية التلميذ الغبي الذي يضحك على نفسه لإضحاك من حوله، فإنها “عرت” مجتمعـها عن بكرة أبيه، لتقدمه للعالم كشعب قابل للتراشي بأثر متقدم أو رجعي،  ومن يدفع أكثر، حسب علاج السلطة لإدمانها على كرسيها، يمكنـه أن يتحكم في الوضع ويسيـره ويـتأقلم معه أكثر ، مع تغيب أبله لسؤال ملغم مفاده: إلى متى و”جرابهم” ممتلئ وكم  من المال سيكفي لشراء السلم الاجتماعي..وماذا لو انتهوا من سوريا وجاء تجار “الخليـج” لشراء التثوير الاجتماعي بثمـن أعلى مما دفعته سلطة أننا آمنون..ذلك مالم تحسب حسابه جماعة “ارقد بيهم” حتى تمر العاصفة..حيث معادلة الشعب يريد “النقود”..وحيث “الحيوان” المدلل يمكنه أن يلتهم صاحبه إذا ما  فقد طعامه..فهل تعلم السلطة أي كارثة جنتها علي البلاد والعباد، حين قفزت على هاجس “الثورة” بنثر “الثـروة” بجنون، وهي غير مدركة، بأن من يقبض مرة يغضب وثور ويصاب بالجنون إذا لم يقبض ألف مرة..

ما يجري الآن في الشـارع المنفلت عن آخر عجلة مشتعلة فيه، وضع تجاوز  تداعيات الربيع العربي، ليصبـح “ريعا” جزائريا، عر قبل السلطة، شعب،تجرع بأن أقصر الطـرق لجيب السلطان لعبة النعيق و الطريق، والمسؤولية تقع على عاتق نظام “لعبها قافز”ّ ففقد طريق المواطن، ليفقد طريق الوطـن..

اشكروا الأسد  فقد أمدكم “تخبطه” وصموده ورمقه الأخير بفاصل زمني ثمين ..فلا زال في جعبتكم بعض من الوقت وقليلا من المال، وكثيرا من بضاعة ،إنكم لا تفكرون إلا في لحطتكم الآنيـة، فيا بؤس من انتهج سياسة “النظر عند قدميه” غير مبال بأن إخفاء الرأس في الرمل، لا يؤمن بالضرورة ذيل النـعام..فيا جماعة “هم”..ألم يئن الوقت، لكي تكتشفوا بأن استـهلاك حبوب منع “الحلم” بهذا الإدمان المتفشي أمر ضار بالصحة والسكان..؟

 

oussamawahid@yahoo.fr

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

1 تعليق

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 4319

    سالم

    يخدع من يامنك انت والغول

    • 0

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.