لا شك أن الدول و الحكومات والمؤسسات العامة والخاصة، تواجه تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة. لكن التحدي الكبير أمام الحكومات هو الجانب الصحي والتعليمي والاقتصادي وغيرها من متطلبات الحياة البشرية.
فالحكومات مطالبة أكثر من أي وقت مضى اتخاذ إجراءات فعالة لبناء الوعي الصحي أولا، وتنفيذ برامج صحية تقي مواطنيها من كافة الأمراض المعدية وخاصة مثل هذه الجائحة التي عرت سياسات الحكومات التي كانت لا تهتم بالجانب الصحي لا من حيث التكوين ولا البنية الصحية وإدارة الطوارئ في مثل هذه الحالات.
ولعل أول سؤال يتبادر إلى ذهن الباحث هو: هل سيكون لجائحة كورونا تأثير على الجانب الديمغرافي من حيث تراجع عدد السكان أو حتى تغيير في بنية السكان؟
ومثل هذه الإجراءات تتطلب الحصول على بيانات دقيقة ومتجددة عن انتشار مختلف الامراض، وتوفر اللقاحات، والاختبارات لتقييم الخيارات التي تؤثر في الحد من انتشار المرض، وخاصة بين الفئات الأكثر تعرضا للإصابة مثل كبار السن ووذوي الامراض المزمنة والأسر الهشة.
ولعل أول سؤال يتبادر إلى ذهن الباحث هو: هل سيكون لجائحة كورونا تأثير على الجانب الديمغرافي من حيث تراجع عدد السكان أو حتى تغيير في بنية السكان؟
من المؤكد أن كورونا فيروس 19سيترك بصمته على حالة السكان في مختلف بلدان العالم لكن كل حسب شدة الإصابة، ومن الصعوبة بمكان معرفة طبيعة هذا التأثير.
فبالعودة إلى التاريخ العالمي للكوارث والنزاعات المحدودة أو المؤقتة، مثل الزلازل والعواصف والأعاصير والأمراض التي انتشرت عبر المعمورة أدت إلى التأثير في حالة السكان.
كما هو الحال بالفعل بالنسبة لجائحة الانفلونزا الأسبانية التي انتشرت سنة 1918 في أعقاب الحرب العالمية الأولى بأوروبا حيث قدرت الإحصائيات الحديثة أن نحو 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى وأظهروا علامات أكلينيكية واضحة، وما بين 50 إلى 100 مليون شخصا توفوا جراء الإصابة بالمرض أي ما يعادل ضعف المتوفيين في الحرب العالمية الأولى.
أظهرت جائحة كورونا فيروس 19 تفاوتا كبيرا في الإصابات من دولة إلى أخرى فيما يخص عدد الوفيات والإصابات. ومن الواضح أن ارتفاع الوفيات في بعض الدول تأثر بنوعية الخدمات والرعاية الصحية لدى كبار السن بالأخص الذين تأثروا باجتياح هذه الجائحة، وهو ما يفسر ارتفاع الوفيات في عدد الدول الأوروبية وأمريكا التي تتجاوز فيها نسب كبار السن 20 %.
فنحو 70 % من الوفيات هم أكثر من 65 عاما مست دولا مثل إسبانيا وفرنسا وايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل
كورونا أيضا أجلت الانطلاق في إعداد الإحصاء العام للسكان في نحو عشرات الدول مثل: الولايات المتحدة، والسعودية، والإمارات، والبحرين، واليابان، وسويسرا، وماليزيا وغيرها… كل ذلك سيعطل معرفة البيانات السكانية الدقيقة التي دأبت الدول على معرفتها قصد وضع الخطط والاستشراف لحاجيات السكان ،إلا في حالة الرجوع لحساب الإسقاطات بالنسبة للتعدادات السابقة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.