تُحصي الجزائر في تاريخها الحديث ثلاثة انقلابات نفذها الجيش، اثنان منها نجحا وفشل واحد.
ورغم أن ظروف الانقلابات لم تعد واحدة بين تلك الفترة وهذه الأيام، لكنّ الانقلاب يبقى انقلابا، مهما حاول الانقلابيون أن يُلبسوه من أسماء “جميلة”.
انقلاب بومدين على بن بلة
الانقلاب الأول كان في 19 جوان 1965، نفّذه وزير الدفاع آنذاك العقيد هواري بومدين على الرئيس أحمد بن بلّة، وسُمّي الانقلاب “تصحيحا ثوريا”.وقال بومدين في خطاب للشعب وقتها إن الانقلاب “جاء ليصحّح مسار الثورة، بعدما حادت عنه”.
ولم يحكم الرئيس الأول للجزائر المستقلة وأحد قادة الثورة أحمد بن بلة، أكثر من ثلاث سنوات (1962-1965)، وظل بومدين رئيساً لمجلس الثوري حتى العام 1975 عندما انتخب رئيساً للجمهورية وبقي في منصبه إلى العام 1978.
وإلى هذه اللحظة ينقسم الجزائريون حول ما إذا كان هذا انقلابا أم لا، وقد ألغى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد انتخابه في أفريل 1999، احتفالات 19 جوان المخلّدة للذكرى، ما يعني أن الدولة لم تعد تعترف بهذه المناسبة.
انقلاب الزبيري الفاشل على بومدين
حركّ قائد أركان الجيش، الطاهر الزبيري، في 11 ديسمبر 1967، قوات من الناحية العسكرية الأولى قوات نحو العاصمة للانقلاب على هواري بومدين، الذي لم يمكث في السلطة عامين كاملين بعد.
ويقول الزبيري في مذكّراته إنه قرر الانقلاب على بومدين بعدما رأى صعود من يسمّون “ضبّاط فرنسا” في الرتب والمسؤوليات على حساب ضباط جيش التحرير، الذين كان لهم السبق في محاربة فرنسا، فرأوا في صعود هؤلاء الضباط، وبمساعدة من بومدين، خطرا عليهم وعلى الجزائر.
وأجهض بومدين الانقلاب في منطقة العفرون، حيث قصف الدبابات بالطيران ودمّرها بوحدات من الجيش كانت تحمل معها قذائف البازوكا.
انقلاب الجيش على الجبهة الإسلامية للإنقاذ
وقع هذا الانقلاب في 11 جانفي 1992، عندما قرر الجيش إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في 26 ديسمبر 1991، والتي أفرزت فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ للفوز بالأغلبية.
وقال الجيش إنه تدخّل لـ”إنقاذ الجمهورية”، وخلف الانقلاب رفضا من كبار السياسيين في الجزائر، أبرزهم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الراحل عبد الحميد مهري والأمين العام لجبهة القوى الاشتراكية الراحل الحسين آيت أحمد.
واستولى الجيش على السلطة وأُجبر الرئيس الشاذلي بن جديد على تقديم استقالته، وتم الإعلان عن إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات التي كانت مقررةً في 16 جانفي، وتم تشكيل مجلس رئاسي عين على رأسه محمد بوضياف، أحد القيادات التاريخية الأخيرة للثورة.
وغرقت البلاد في فوضى العنف المسلح أكثر من عشر سنوات، دُمّر فيها الاقتصاد.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 5859
نسيت اهم انقلاب وهو الذي غير المسار الحقيقي للثورة وهو الاول الا وهو انقلاب المجرم رئيس عصابة ما يسمى بضباط فرنسا محمد بوخروبة الذي غير اسمه الى هواري بومدين …حيث قام بانقلاب ضد الحكومة المؤقتة برئاسة المجاهد بن يوسف بن خدة في 23سبتمبر1962 وببقي المجرم بومدين في السلطة يحمي اصحابه من ضباط فرنسا الى ان خلفه الشاذلي بن جديد الذي بدوره استمر على نهج المجرم بومدين الى غاية 1991 اين سلمهم الحكم وانسحب من الحياة السياسية وترك لهم الجزائر في ايديهم ينكلون بشعبها ويأكلون امواله بالباطل ويقتلون ابنائه ويستحيون نساءهم
تعليق 5898
الكمال لله تعالى.، والرئيس الراحل هواري بومدين بالرغم من الأخطاء الهفوات التي وقع فيها ،الا انه احب الجزائر بصدق و كان يحلم دائما بجزائر لا تزول بزوال الرجال، و اصدق دليل على ذلك المشاريع الضخمة و المصانع العملاقة التي شيدت في عهدته، و النمو الاقتصادي الكبير الذي شهدته الجزائر، حتى اصبح يطلق عليها يابان افريقيا
تعليق 5860
توقيف المسار الانتخابي في الجزائر له حيثياته الخاصة و لا يجوز تشبيهه لمحاولة سطو العسكر على السلطة كما جرى في تركيا. ما جرى في الجزائر هو أن السلطة وضعت ممهلا (ظهر حمار) على مسار الديمقراطية لحين أن توضع النقاط على الحروف لأن بعض قياديي الجبهة (علي بلحاج بالتحديد)، المراهق سياسيا صرّح أن الديمقراطية (حكم الشعب) كفر باعتبار أن الحكم لله…و تبيّن أن الديمقراطية التي امتطاها للوصول لسدّة الحكم ظرفية لحين رميها في المزبلة فسحبت منه رخصة السياقة و من أتباعه كذلك (إن لم يتبرّوا من أقواله)
اللوم على عدم اتمام المسار الانتخابي لا يقع على الشعب و لا على السلطة التي أوقفت المسار و لكن على جهالة و تهور بعض من ادعى العصمة في قراءته للدين.