منذ ثماني سنوات متتالية وولاية تيزي وزو تحتل المرتبة الأولى في عدد الناجحين في شهادة البكالوريا وتتسيّد النتائج على المستوى الوطني، هذا الأمر المتكرّر دفع رواد شبكات التواصل الاجتماعي من شباب وصحفيين ومتابعين إلى طرح أسئلة عديدة، تعدّدت بين من رأى أن الأمر "مُرتّب" ومن قال إن تلاميذ المنطقة يحملون جينات التحدّي ومؤهّلات النجاح.

أثار صحفيون نقاشا بخصوص الموضوع، فكتب مرزاق صيادي على جداره الخاص “ولاية تيزي وزو تتصدر المرتبة الأولى وطنيا في البكالوريا للمرة السابعة على التوالي. أين المشكل، ولماذا التساؤل عما ينبغي أن يكون نموذجا يحتذى به. الناجحون في هذه الولاية عادة من أبناء الفقراء وأبناء الدشور والجبال. ابحثوا عن التحدي وراء هذه النتائج، لا على شماعات وشميعات”.

وتفاعل عودية مع التدوينة فردّ “اذهب الى منطقة القبائل تعرف السبب، ومن الأسباب سكان المداشر والقرى النائية يعتبرون أن البكالوريا فرصتهم الوحيدة للخروج من الدشرة والتسجيل في المعاهد الكبرى والطريق الى الخارج… وهناك سبب آخر المدارس الخاصة في الابتدائي والمتوسط تمنح قاعدة تعليمية مناسبة… مجرد رأي”.

وكتب مولود “في قريتنا تقوم اللجنة، أي تاجماعت، بحشد كل الأساتذة لتدريس كل أبناء القرية مجانا”.

 

زوجة سلال تتدخّل

من جهتها كتبت زوجة الوزير الأول عبد المالك سلال تديونة على جدارها بالمناسبة قالت فيها: ليس هناك أبدا تلاميذ سيئون بل أساتذة سيئون، ما يعني أن أمهر الأساتذة موجودون في تيزي وزو، فلا تنسوا أن تباركوا لتيزي وزو. مبروك لكل من فاز بالباكالوريا ولترافقكم أمانينا بالتفوق في دراستكم الجامعية. مبورك لكم أيها الشباب بالعربية والفرنسية والإنجليزية وبكل اللغات، جهزوا أنفسكم لمعركة الحياة، الجزائر تناديكم إنها بحاجة إليكم”.

وكتب يزيد أقدال ساخرا ممن يشككون في النتائج التي حققتها وتحقّقها الولاية في كل سنة “يقال أن ولاية تيزي ننظم منذ سنوات أكبر حملة غش جماعي في التاريخ بتواطؤ السلطات المدنية والعسكرية وإطارات التربية وأولياء التلاميذ واﻷئمة والتجار وبسكوت تام من السلطات في العاصمة وبدون ترك أي دليل إدانة حتى استطاعت الحصول على الرتبة اﻷولى وطنيا من اﻹبتدائي حتى البكالوريا ةلعدة سنوات متتالية …. الرجاء النشر على أوسع نطاق حتى تتوقف المهزلة …. وإذا لم تنشرها فأكيد أنك قبايلي متؤامر غشاش (فِكر مجانين)

كما أرسل الصحفي لخضر رزاوي تدوينة جاء فيها “للذين يدّعون البحث عن الخلطة السحرية أقول انظروا “في” عقولكم الصغيرة والمتحجرة إن كانت لكم عقول وستعرفون السبب”.

وكتبت الصحفية ريم “بعد حملة التشكيك في وطنية كل من يفتخر بأصوله القبائلية واتهام كل من يتلفظ بعبارة “أنا قبائلي وأفتخر” بالعمل على تقسيم البلاد… ها نحن اليوم أمام معضلة جديدة تشكك في نتائج البكالوريا بمنطقة القبائل التي عودتنا دائما على احتلال الصدارة في نسبة النجاح على المستوى الوطني… وعوض العمل على الاقتداء والمنافسة لتحقيق نتائج مضاهية ترتقي بالبلاد والعباد إلى مستوى أحسن في إطار منافسة شريفة وراقية!!! راح فلاسفة زمانهم يبحثون ويتحججون للتشكيك في النتائج…والغريب في كل هذا ان الامر يتعلق بامتحان موحّد وجدول تصحيح موحّد ومنهج بيداغوجي موحّدة شمل كامل التراب الوطني … فمن يبحث عن التقسيم والفرقة بالله عليكم؟!

وردّ الصحفي العربي زواق على تديونة ريم “منطقة القبائل أكثر مناطق الجزائر حيوية هكذا كانت وما زالت وستبقى… اما فكرة تفكك الوحدة الوطنية فقد تأتي من اي جهة من جهات الجزائر إلا من منطقة القبائل، لذلك اقول للقلقين على الوحدة الوطنية احرسوا كل الجهات إلا منطقة القبائل فستبقى محمية بوطنية سكانها.

وكتب عبدالقادر “ليس تيزي فقط، هناك بومرداس، قسنطينة، العاصمة، بجاية وولايات أخرى تشهد نسب نجاح مرتفعة مقارنة ببعض الولايات الأخرى”.

وقال الأستاذ والصحفي أسحن خلاص “أتذكر وأنا ابن الولاية أن السنة النهائية كانت محل اهتمام الجميع من أساتذة وأعيان الدشرة وأسر. أتذكر أن مدير ابتدائية وضع تحت تصرفنا المدرسة بأكملها وجندت لنا الدشرة أساتذة مرموقين لإعطاءنا دروس التدعيم”.

واقترح الصحفي حميد روابة، العامل في “بي بي سي” البريطانية، على وزارة التربية الوطنية “تعميم أسلوب تيزي وزو” على باقي الولايات حتى تستفيد وتحقق النجاح:

 

مدير التربية بتيزي وزو: السر في العمل والجدّية

ونقلت يومية “الخبر”، في عددها ليوم الخميس 14-07-2016، عن مدير التربية بالولاية جمال بلقاضي، أن السر الوحيد وراء هذه النتائج هو “العمل والجدية”.

وأكد أن تلاميذ ولاية تيزي وزو واعون بالمسؤولية تماما مثل الأساتذة وإطارات وموظفي القطاع، علاوة على أولياء التلاميذ وجميع الشركاء في قطاع التربية.

وقالت الجريدة إنه لم يسبق لأي ولاية منذ الاستقلال أن تمسكت لمدة 8 سنوات بالمرتبة الأولى في امتحان شهادة البكالوريا، الذي يعتبر أهم امتحان في المنظومة التربوية الجزائرية. فكانت النتائج الباهرة التي باتت تحققها تيزي وزو خلال السنوات الثماني الماضية قد أثارت عدة تساؤلات بلغت حد التشكيك في هذا التفوق، إلا أن قرار وزارة التربية الوطنية إرسال مراقبين من مختلف الولايات لمراقبة سير هذا الامتحان دحر كل الشكوك، ووصل الحد إلى إرسال 10 ملاحظين في كل مركز شهدوا على نزاهة الامتحان.

وقد حققت تيزي وزو هذه السنة المراتب الأولى وطنيا في الامتحانات الثلاثة، حيث بلغت نسبة النجاح في امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي 92.91 بالمائة، وفي امتحان شهادة التعليم المتوسط 73.43 بالمائة، في حين حققت الولاية نسبة نجاح في شهادة البكالوريا وصلت 65.23 بالمائة، بفارق أزيد من 16 نقطة على نسبة النجاح الوطنية.

 

• أخبار
• البكالوريا
• الجزائر
• تيزي وزو
• فايسبوك