هناك أمر يقرّه العلم وتعترف به الملاحظة ولا نملك له تفسيرا.
عندما يستجد دواء يُطلب التأكد من فعاليته، تأتي التجارب على المتطوعين، بعد أن اجتاز مراحل التجارب على الحيوان.. عندها يُقسّم الطبيب المشرف مجموع المرضى إلى ثلاث فئات: الأولى تواصل أخذ الدواء القديم والثانية تُعطى الدواء الجديد أما الثالثة فتُعطى مستحضرا خال من أية فعالية.
في العملية يُراعى أمر هام، الأول ألا يتسبب تأخر التداوي في مضاعفات للمرضى في الفئة الثالثة، والثاني ألا يكون هناك أي فرق في المظهر الخارجي للأصناف الثلاثة، بحيث تكون الأقراص أو الحمولات أو الحقن متشابهة في شكلها الخارجي، وزنا ولونا ومذاقا، وأن المشرف هو الوحيد الذي يعرف، عن طريق أرقام أو علامات أو إشارات غير ظاهرة لغيره.
بعد مدة، تطول أو تقصر، حسب الدواء و ظروف المرضى، يدوّن الطبيب المشرف نتائجه، يقارن بين فعالية الدواء الجديد، مقارنة بالقديم.
نُسجّل دوما فرقعات إعلامية تشيد بنتائج مستحضر جديد، أو تعويذات “ولي صالح” أو “طالب حرّاز”، لعب فيه الجانب النفسي والإيحاء التقَـبُلي أهم الأدوار..
إن وجد أن نسبة الجديد فاقت بــ 5 في 100، الدواء القديم، أُعطي إشارة التسويق؛ بعد أن يُدرج العقار الجديد في لائحة المستحضرات التي ستُراقب، تفاديا لأي مضاعفات قد تأتي متأخرة، أو أظهرها التعاطي اليومي.
أهم ملاحظة في كل هذا، أن هناك نسبة ما، لدى المرضى الذين أخذوا المستحضر الخالي من أي عنصر فعال، لوحظ أنهم شُفوا تماما، دون أخذهم لا الدواء القديم ولا الجديد.
وسميت الظاهرة بــ ظاهرة “بلاصيبو”Placebo… وقد خاضت الآراء في تبرير ذلك دون الوقوف عند تفسير واحد متفق عليه، لحد الساعة.
لذلك نُسجّل دوما فرقعات إعلامية تشيد بنتائج مستحضر جديد، أو تعويذات “ولي صالح” أو “طالب حرّاز”، لعب فيه الجانب النفسي والإيحاء التقَـبُلي أهم الأدوار.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 6167
c’est bien dit بارك الله فيك