بالإنكليزية، أما باللغة العربية الدعاية ..:) Propaganda)
كلمة تعني نشر المعلومات وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص. وهي مضادة للموضوعية في تقديم المعلومات، البروباغاندا في معنى مبسط، هي عرض المعلومات بهدف التأثير على المتلقى المستهدف. كثيرا ما تعتمد البروباغندا على إعطاء معلومات ناقصة، و بذلك يتم تقديم معلومات كاذبة عن طريق الامتناع عن تقديم معلومات كاملة، و هي تقوم بالتأثير على الأشخاص عاطفيا عوضا عن الرد بعقلانية. و الهدف من هذا هو تغيير السرد المعرفي للأشخاص المستهدفين لأجندات سياسية.
أصل الكلمة
أصل الكلمة أتى من اللاتينية “كونغريقاتيو دي بروباغاندا فيدي” و التي تعني (مجمع نشر الإيمان)، وهو مجمع قام بتأسيسه البابا غريغوري الخامس عشر في عام 1622. يقوم هذا المجمع على نشر الكاثوليكية في الأقاليم
و تعني بروباغندا باللاتينية نشر المعلومات دون أن يحمل المعنى الأصلي أي دلالات مضللة. المعنى الحالي للكلمة نشأ في الحرب العالمية الأولى عندما أصبحت مصطلح مرتبط بالسياسة
يعيد المفكر الاعلامي الألماني كلاوس ميرتن أصل الدعاية إلى أرسطو في كتابه (الخطابة)،ويرى الباحث بُرهان شاوي أن الكثير من قصص العهد القديم وتعاليمه يمكن تفسيرها كنصوص دعائية، فهي تحتوي على كل ما يمكن ان تحمله الدعاية من مضامين ووسائل واهداف، فهي تقدم التبريرات وتمنح الشرعية لأية أفعال عدوانية ضد المخالفين في الرأي والعقيدة والجنس والقومية، وذلك باسم (الارادة الإلهية) و(شعب الله المختار))
وفي المرحلة الإغريقية كانت الدعاية تنحصر في السياسة الداخلية بإقناع الخصوم السياسيين والمفكرين، بينما كانت في السياسة الخارجية تعني خلق (صورة للعدو) من اجل توحيد الصف الشعبي من خلالها والاستفادة في تأجيل الكثير من المطالب الملحة للشعب، ومن أجل منح الشرعية للحروب ولتحقيق الأطماع التوسعية وإقامة الإمبراطوريات، فالهيمنة والاحتلال والانقلابات السياسية جميعها تبحث عن الشرعية وعن التمويل ولا يمكن ذلك بدون الدعاية، كما يؤكد برهان شاوي
وفي العصر الحديث، استعملت كلمة البروباغاندا خلال حرب الثلاثين عاما التي شهدتها أوروبا ما بين الأعوام 1618 – 1648، فخوفا من إنتشار أفكار مارتن لوثر تشكلت لجنة كنسية للدعاية، وعندما قامت الثورة الفرنسية امتلكت الصحافة سلطة جبارة في التأثير على الجماهير، ما دفع السياسيين لاستخدامها كوسيلة أساس في الصراع السياسي
وفي الحرب العالمية الأولى، أسس الرئيس الاميركي ويلسون لجنة دعائية ساهم في عضويتها كبار المفكرين والمنظرين الاكاديميين أمثال جون ديوي ، فالتر لبمان، أدورد بيرنايس، كما تأسست في بريطانيا وزارة للدعاية التي أخذت على عاتقها مهمة تحريض الشعب الأميركي ضد الألمان
أما الشيوعية فلم تفرق بين البروباغاندا والتحريض، وأصبحت تعني وسيلة لتهديم الأفكار البرجوازية ونشر الافكار الأشتراكية
أنواعها
تتشارك الدعاوة التقنية ذاتها مع الإعلان و العلاقات العامة. فالإعلان و العلاقات العامة يمكن أن تصنف على أنها دعاوة لمنتج أو علامة تجارية و أفراد و كذلك منظمات ، و التي اصطلح على تسمية هذا النوع من الدعاوة “دعاية” ، البروباغاندا المعاصرة تستغل التقنيات الحديثة للتأثير في الرأي العام وتوجيه أفكار وقرارات الناس السياسية والاجتماعية وحتى الدينية، وذلك باستخدام تقنيات وأساليب سيكولوجية عديدة من أهمها:
ـ القولبة والتنميط
– تسمية الأشياء بغير مسمياتها
ـ إطلاق الشعارات
ـ التكرار
ـ الاعتماد على الأرقام والإحصائيات ونتائج الاستفتاء
ـ الاستفادة من الشخصيات اللامعة
ـ عدم التعرض للأفكار السائدة
ـ التظاهر بمنح فرص الحوار والتعبير عن الرأي لجميع الاتجاهات
ـ التأكيد بدلاً من المناقشة والبرهنة
ـ عدم التعرض للقضايا الحساسة
إثارة الغرائز وادعاء إشباعها –
ـ ادعاء الموضوعية
————-
أ/ ابراهيم ابو عبد البارئ
استاذ جامعي
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 4530
اضافة ومقاربة مقبولة.. تشكر عليها.