فوز مهم ذلك الذي حققه العرب وحققته أصغر الدول العربية على حساب دول عملاقة بحجم قارات على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا االلتان خرجتا صفر اليدين في منافسة كروية كان الغرب يعتقد بأن العرب سينتظرون في مقاعد البدلاء مرة أخرى حتى يحين دورهم لدخول ميدان كأس العالم واللعب وسط الكبار والفوز عليهم في مواجهة رياضية تقرر إجراءها على أرض عربية بعد إثنتا عشرة سنة .
ولأن دولة قطر عظيمة لأننا أحسسنا بأننا عرب في يوم الثاني من ديسمبر من سنة 2010 بعد أن عدنا إلى زمان إبن سينا وإبن الهيثم والخوارزمي وغيرهم ممن أعطوا كرامة وسيادة للعرب بإمكانات فكرية وعلمية بسيطة جعلت من أعداءنا يستثمرون في تطوير تلك الاكتشافات الأولى وأخذوا بها بعد ذلك الصدارة وتخلفنا نحن لقرون حتى لا نقول لسنين لكننا عدنا في الشهر الأخير من هذه السنة الميلادية وأعادت لنا الاعتبار هذه الدولة العربية من بوابة رياضية عالمية هي من أكبر التظاهرات الرياضية في هذا العالم وتمكن إطاراتها من أن يقدموا لأسياد العالم صورة تفوق عربي لملف تنظيم هذه الكأس كانت أوراقه ثقيلة على لجان الفيفا التي تابعت وراقبت سباق التنافس منذ شهور لتجد هذه الهيئة نفسها مضطرة للتسليم بقوة الملف القطري .
إنه الملف الذي حصد على غالبية الأصوات في مراحل العمليات التصويتية واستسلم حينها بلاتير ومكتبه إلى الأمر الواقع بعدما إقتنع هؤلاء بأن الدور هذه المرة سيكون لنا نحن العرب في وقت كان البعض يعتقد بأن مشاركتنا في هذا الامتحان المصيري نتيجتها معروفة لأننا سنقتصر على شرف المشاركة فقط وستسجل علينا بأننا كنا في زوريخ السويسرية في يوم من الأيام .
وكان إسم دولتنا العربية مدونا وحاضرا في قائمة المتنافسين ، لكننا غيرنا هذا الاعتقاد وتمكنا من بعث رسالة لكل الحكومات والشعوب العربية بأن قطر قادمة ومستمرة في نجاحاتها فهي التي أنجبت الجزيرة الإخبارية وجعلتها أقوى القنوات والفضائيات في العالم بوجودها البشري والإعلامي الذي يأخذ التميز في كل فترات البث وهي التي جعلت من قناة لجزيرة الرياضية الفضائية الرياضية ليس فقط العربية وإنما فضائية عالمية يتسابق على الحضور إليها والتصريح والتحليل لها أقوى المدربين وأحسن اللاعبين وقد يقول البعض ممن تتطاول ألسنتهم على كل نجاح عربي بأن ذلك يكون بالآلاف من الدولارات.
لكن الأكيد والأهم أننا جعلنا الغرب بحاجة لنا نحن العرب لأن التسويق الإعلامي والرياضي يتطلب ذلك ويتطلب فكرا عاليا في هذين الجانبين وفي بقية الجوانب الأخرى التي لا زالت دول عربية كثيرة تجهل استعمالها و الاستثمار فيها وأصبح المشاهد العربي يشاهد مقابلات كأس العالم ولقاءات أحسن الدوريات في العالم بتعليق وتحليل عربي وصورة مرئية عربية خالصة تتحكم فيها إدارة عربية زرعت في قلوبنا الاعتزاز بأننا عرب بعد أن كنا نفكر في محو هذا الانتماء بسبب عجز الكثير منا للوصول إلى هذا المستوى .
إن دولة قطر بإنتصارها هذا الكروي والرياضي والإقتصادي ستعطي بدون شك إشارة الانطلاق للمنافسة بين إخوانها العرب بعد الثاني من ديسمبر وبين حكوماتهم التي لم تخرج من دائرة الكذب الإعلامي على شعوبها الغارقة في مشاكل المعيشة والمبحرة في بحور البحث عن لقمة العيش ، رغم امتلاك تلك الدول لثروات ضخمة وإمكانيات بشرية هاجرت كلها تاركة وفاسحة المجال للرداءة التي تتصاعد يوميا بشكل غريب دون أن يكون هناك تصحيح للأخطاء وتركيز على محاسبة المفسدين وتخطيط قد تكون التجربة القطرية في المستقبل مثالا يقتدى به لمزاحمة ملفات أقوى الدول في العالم مثلما فعلت هذه الدولة التي سوف نحترمها ونحترم مسؤوليها ونحترم شعبها الذي وقف وقفة واحدة من أجل أن يتوقف قطار كأس العالم 2022 بهذه القطر العربي .
صحفي جزائري
smehira@gmail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 1406
تحية لك يا سليمان
فوز قطر بتنظيم كأس العالم أمام عباقرة الدول الاقتصادية والسياسية والعسكريةوخاصة الرياضية دليل على أن العرب لو يتحدوا لن تقف امامهم قوة، إنشاء الله تكون هذه اشارة لهم ليفهموا الامور.