شد انتباهي الحوار الشيق الذي أجرته قناة "فرانس 24" مع السيد كريم طابو، حيث كانت تحليلاته ورؤيته المنطقية للوضع الراهن للبلاد تحاكي شعور معظم الجزائريين.
السيد كريم طابو يرى بأن النظام في الجزائر يتفنن في جعل المشهد السياسي غامضا، وأن التهليل لعهدة خامسة هو من قبيل العبث، فقد اعتبرها عهدة واحدة منذ الاستقلال مع تغيير وجوه قديمة بوجوه أخرى، لأن الشعب الجزائري لم يتحصل حتى الآن على فرصته في إسماع صوته.
الناطق الرسمي لحزب الاتحاد الديمقراطي والاجتماعي قيد التأسيس، يرى أن النظام الجزائر متكون من أصحاب المصالح وعصب تتحكم في دواليب السلطة، وهم الذين سيختارون الرئيس القادم والذين أسماهم بالناخبين الكبار في الدور الأول، أما الدور الثاني الذي سينتخب فيه الشعب، فقد أطلق عليه مصطلح ساخر “الكرنفال الشعبي”.
النظام أصبح يتحدى العلوم السياسية والبيولوجية ويتحدى حتى الطبيعة بدفعه بالرئيس رغم عجزه إلى الترشح لعهدة خامسة، لأنهم حسب رأيه يستعملونه كغطاء ولعبة سياسية أمام الرأي العام..
هو يقول أيضا أن هذه العصب تريد أن تبقي الأمور كما هي، ما دامت لا تتعارض مع مصالحها، أما تقديمها للرئيس المريض وهو في تلك الحالة، فقد جعل من ذلك مشهدا مضحكا ومبكيا في آن واحد، وفي هذا الصدد فهو يؤكد بأن هذا النظام أصبح يتحدى العلوم السياسية والبيولوجية ويتحدى حتى الطبيعة بدفعه بالرئيس رغم عجزه إلى الترشح لعهدة خامسة، لأنهم حسب رأيه يستعملونه كغطاء ولعبة سياسية أمام الرأي العام.
السيد كريم طابو يذهب إلى أبعد من ذلك، بالقول بأن الجزائر تحكم من طرف سلطة رسمية وسلطة موازية وتسير بقوانين غير مكتوبة، وهو مقتنع بأن هذا البلد الذي يتمتع بكل الطاقات التي تحدد مستقبله، من الواجب أن يكون له رئيسا قويا ومؤهلا لمجابهة التحديات الداخلية والخارجية، وإلا فانه سيخرج من التاريخ لا محالة.
فيما يخص المعارضة، فقد أكد السكرتير السابق للأفافاس أن السياسة اغتيلت في الجزائر، مما جعل من أحزاب المعارضة جسما بلا روح، فهذه الأخيرة أضحت تبحث عن تموقع لها داخل مؤسسات النظام، عوضا من تخندقها مع الشعب، والدليل على ذلك أنها في كل المحطات الحاسمة تميل من جهة السلطة، أما المعارضة الحقيقية فنجدها عند الشباب في الملاعب وفي أماكن غير رسمية.
وختم السيد طابو حواره بالحديث عن قضية الجزائر مع المغرب، فقد وجه اللوم على الطبقة المثقفة والنخب والأحزاب من الدولتين، التي كان عليها أن تمد جسور الأخوة بين الشعبين الشقيقين الذين يعيشان نفس المصير ونفس المعاناة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.