مقدمة: تحديات كبرى تواجه المدرسة الجزائرية في زمن العولمة والتطور العلمي لمواجهة متطلبات المستقبل بتخريج أجيال لها قدرات معرفية ومؤهلة بتحصيل علمي نوعي وكفاءات عالية.
ورغم كل الميزانيات الضخمة والمشاريع والورشات التي تم فتحها للنهوض بالمنظومة التربوية كان الفشل ذريعا ولا يترجم إلا حالة الفساد المستشري والذي نخر الجزائر لسنوات في ظل نظام فاسد.
فمن الحكمة ومع رحيل هذا النظام توقيف أتباعه العابثين بمستقبل أمة بأكملها أمثال بن علي بن زاغو، بل ولا يجب الاكتفاء بعزلهم من مناصبهم الحساسة إنما محاسبتهم وتجريمهم على كل القرارات المجحفة والتدابير التخريبية تحت ما يسمى الإصلاحات بالمدرسة التي تخرج منها علماء بوكالة ناسا ودكاترة مبتكرين لأدوية أمراض مستعصية وأجهزة دقيقة، والمفارقة أنهم توصلوا بذكائهم الحاد لاتهامها بتخريج الإرهاب تخطيطا في استبدالها بمدرسة فرنسية فرخت سابقا خونة مجرمين أدخلوا البلد في عشرية دموية وتمادوا في اغتصاب السلطة ولا ولاء لهم إلا لمستعمر الأمس في محاولة يائسة لسلخ المجتمع عن هويته، ولكن هيهات وقد سخر الله من يحفظ الأمانة ولا يخاف لومة لائم، فحرائر وأحرار الجزائر لم ولن يسمحوا بالاعتداء على ثوابت الأمة.
الرجل الذي بقي صامدا وما تراجع أو تحوّل رغم كل الضغوط والقرارات التعسفية بحقه، وعلى بساطته وتواضعه استطاع أن يستظهر على تكبر وغطرسة بن غبريط وأتباعها المتعجرفين الظانين أن ما من عدالة تنصفه في ظل سلطة فاسدة..
تحية تقدير واحترام وعرفان لكل هؤلاء الذين وقفوا في وجه التيار التغريبي، ومنهم من فُصل عن عمله أو سجن ظلما وعدوانا، ولو أنه يتعذر ذكر كل أولئك البواسل لكن لا يمكن التجاوز عن ذكر المختص في التربية: حمزة بلحاج صالح المدير الفرعي السابق للتعاون والعلاقات الدولية في وزارة التربية الوطنية، الرجل الذي بقي صامدا وما تراجع أو تحوّل رغم كل الضغوط والقرارات التعسفية بحقه، وعلى بساطته وتواضعه استطاع أن يستظهر على تكبر وغطرسة بن غبريط وأتباعها المتعجرفين الظانين أن ما من عدالة تنصفه في ظل سلطة فاسدة ليظل ثابتا على مبدئه واثقا في عدالة السماء ويفضح المؤامرة الدنيئة ويكسب تأييد الرأي العام، وبمثله فلتفخر الرحم الجزائرية التي ما عقمت يوما عن إنجاب عظماء يشهد لهم العدو قبل الصديق.
المناهج التربوية والتغيير
تم تغيير المناهج التربوية وفقا لإملاءات خارجية تحت إشراف مسؤولين همهم الاستيلاء على المناصب وضمان الاستمرارية في ظل أنظمة فاسدة تبقي على الجهل وتعمل على طمس هوية المجتمع، ليقترن التغيير والتطوير عندنا بمفهوم التدمير، وما لحق بالمنظومة التربوية في الجزائر من فشل لدليل واضح على تفشي الرداءة جراء إصلاحات الجيلين الأول والتاني والتي لم تكن إلا نتاج خلطات خبراء المخابر الفرنسية الذين يعملون على إبقاء التبعية منذ عهد الاستعمار ولم يكتفوا يوما عن التدخل لتمكين الثقافة الفرنسية على حساب مقومات الأمة، لهذا وجب توقيف هذه المخططات المفضوحة وعلى رحيل بن غبريط أن يقترن برحيل مناهجها وإعداد مخطط إصلاحات تربوية جادة والوصول إلى نتائج ملموسة.
مراحل إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر
غداة الاستقلال صار تعميم التعليم ضرورة ملحة خصوصا أن نسبة الأمية كانت مرتفعة مع ما طبقه الاستعمار من سياسات نشر الجهل بمحاربة الإسلام واللغة العربية وغلق المدارس الموجودة ومنع فتح مدارس جزائرية جديدة، نهب المكتبات والموروث التاريخي والثقافي لتشويهه وفرنسته، ولكن المدارس القرآنية والكتاتيب ورغم التضييق عليها آنذاك كانت تناضل من أجل نشر العلم والحفاظ على العقيدة لمواجهة الحرب الصليبية التي قادها “الكاردينا لافيجري” مؤسس “جمعية الآباء البيض” الناشطة بالمدن والقرى حيث فتحت مدارس وأنشأت مصحات للرعاية والعلاج وكذا مراكز للتكوين المهني وتقديم الأعمال الخيرية كغطاء لنشر المسيحية، ورغم فشل هذا المشروع واستقلال الجزائر إلا أن الوضع كان يستوجب العمل الجاد لمحو آثار الجهل الذي خلفه المستعمر الغاشم والحفاظ على النسق القيمي الجزائري.
المرحلة الأولى (1962-1976)
وهي المرحلة التأسيسية باعتماد التخطيط في عملية الإصلاح تحت إشراف لجنة مختصة، وتم التوظيف المباشر لكل مساعد ومتمرن من شأنه دعم التعليم، كما لاقى الكتاب المدرسي اهتماما كبيرا، وفتحت مرافق تربوية مثل المعاهد التكنولوجية للتربية، مع توفير مجانية التعليم لكل طبقات المجتمع.
وحُددت مرحلة التعليم الإبتدائي بـ 06 سنوات تنتهي باجتياز امتحان السنة السادسة للانتقال لمرحلة التعليم العام والذي مدته 04 سنوات.
المرحلة الثانية (1976- 2000)
تغيير النظام الكلاسيكي بالتعليم الأساسي أين تم تقليص مدة التدريس من 04 إلى 03 سنوات، وتم تجديد المناهج الدراسية وإدراج امتحان شهادة التعليم المتوسط، وكذا إصلاح التعليم الثانوي.
كانت البداية بالتطوير الكمي والنوعي حيث تم إنشاء مدارس على مستوى كل بلديات الوطن مع إجبارية التعليم من 06 إلى 09 سنوات.
صدور المرسوم التنفيذي رقم 90 – 49 المؤرخ في 06 فبراير 1990، المتضمن القانون الأساسي الخاص لعمال التربية.
بعد وصول عبد العزيز بوتفليقة لسدة الحكم عام 1999 أمر بإنشاء لجنة علمية لتقييم المنظومة التربوية وإدخال إصلاحات عليها، وقام بن علي بن زاغو -رئيس جامعة باب زوار للعلوم والتكنولوجيا – بتشكيل لجنة في 09 ماي 2000م والتي عارضها وزير التربية الأسبق علي بن محمد بشدة..
وبعد تنصيب الراحل محمد بوضياف رئيسا للدولة وصف في خطاب له أن المدرسة الجزائرية منكوبة وبأنها تخرج أناسا جهلاء مما دفع الوزير الدكتور علي بن محمد لتقديم استقالته وقال للرئيس:” أرفض أن أكون وزيرا لمدرسة منكوبة”، لكن بوضياف أقنعه بالتراجع عن قراره لأنه تلقى صورة مغايرة لتلك التي تحدث عنها الدكتور بن محمد والذي واصل إصلاحاته الجادة وسعى لتقديم اللغة الانجليزية كبديل عن الفرنسية ليتعرض لمؤامرة دنيئة كان وراءها الجنرال التواتي والسفير الفرنسي بتسريب مواضيع بكالوريا 1992 ليقدم على إثرها استقالته وخاصة أنه عارض إلغاء المسار الانتخابي.
المرحلة الثالثة (2000- 2019)
بعد وصول عبد العزيز بوتفليقة لسدة الحكم عام 1999 أمر بإنشاء لجنة علمية لتقييم المنظومة التربوية وإدخال إصلاحات عليها، وقام بن علي بن زاغو -رئيس جامعة باب زوار للعلوم والتكنولوجيا – بتشكيل لجنة في 09 ماي 2000م والتي عارضها وزير التربية الأسبق علي بن محمد بشدة، وكانت اللجنة مكونة من 157 عضوا من بينهم نورية بن غبريط التي شاركت ببحث عنوانه ” المدرسة والدين” لتخلص إلى نتيجة ” أن المدرسة الجزائرية تخرّج إرهابيين ساهموا في الأزمة الأمنية التي عاشتها البلاد عقب إلغاء المسار الانتخابي” داعية إلى تحديث المدرسة منتقدة المناهج الدراسية التي تدرس المبادئ الدينية وهذا ليس غريبا أن يصدر عن خريجة الجامعة الفرنسية.
وبعد دراسة المشروع خلال خمس اجتماعات، أقرّت الحكومة تشكيل فريق كلّف بضبط خطة عمل لتنفيذ الإصلاح التربوي تمّ عرضها على مجلس الوزراء، الذي أصدر في اجتماع 30 أفريل 2002، مجموعة من القرارات تضمّنت ثلاثة محاور كبرى:
1- إصلاح المجال البيداغوجي.
2- إرساء منظومة متجدّدة للتكوين وتحسين مستوى التأطير البيداغوجي والإداري.
3- إعادة التنظيم الشامل للمنظومة التربوية.
وكانت أول خطوة هي إدراج اللغة الفرنسية في السنة الثانية من التعليم الابتدائي، ثم عدل القرار ليتحول تدريسها إلى السنة الثالثة تزامنا مع وضع لجان متخصصة لإصلاح المناهج.
وقد تم تلخيص أهداف هذا النظام الجديد في:
– تنمية شخصية الطفل والمواطنين لإعدادهم للعمل والحياة.
– إكسابهم المعرف العامة العلمية والتكنولوجية.
– الاستجابة للتطلعات الشعبية ( العدالة والتقدم).
– تنشئة الأجيال على حب الوطن.
– إدراج البعد الأمازيغي.
– التخلي عن الاختيار الاشتراكي.
– فتح المجال لإنشاء المدارس الخاصة.
– إدراج القسم التحضيري وتقليص مدة التعليم الابتدائي بسنة واحدة.
– تحديد فترة التعليم الإكمالي بأربع سنوات.
وحسب القرار الوزاري رقم 16 المؤرخ في 14 ماي 2005، الذي أدخل مخطط الإصلاح مرحلته الثالثة، جاء وضع نظام جديد للتعليم الثانوي.
صدور القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 16 سبتمبر 2009 الذي يؤكد على اختيار اللغة الأجنبية حسب الحالة، أي الفرنسية أو الإنجليزية للمترشحين في مسابقات توظيف الأساتذة لمختلف الأطوار وفي جميع التخصصات.
إمضاء القرار الوزاري رقم: 242 المؤرخ في 11 جوان يونيو 2015 المتضمن إقرار منهج الطور الأول من مرحلة التعليم المتوسط، مع التأكيد على طبع الكتب الجديدة للمناهج التي ستعتمد رسميًا بدءًا من الدخول المدرسي المقبل 2016/2017، على تلامذة السنتين الأولى الثانية ابتدائي والسنة الأولى متوسط بعد الاعتراف بفشل الإصلاح التربوي.
ومن الجيل الأول إلى الثاني تم عرض الموازنة التالية:
تدهور التعليم في الجزائر وفضائح الإصلاحات
مهما حاول المسؤولون تلميع صورة المدرسة الحالية ووصفها بالحديثة للإشادة بالإصلاحات فإن الواقع يثبت العكس، إذ يؤكد خبراء في المجال البيداغوجي أن ما تعرضت له المنظومة التربوية جريمة كبرى على يد مجموعة تغريبية سعت للاستئصال الفكري والتربوي والثقافي بضرب عقيدة المجتمع وقيمه ومحاربة مبادئه..
مهما حاول المسؤولون تلميع صورة المدرسة الحالية ووصفها بالحديثة للإشادة بالإصلاحات فإن الواقع يثبت العكس، إذ يؤكد خبراء في المجال البيداغوجي أن ما تعرضت له المنظومة التربوية جريمة كبرى على يد مجموعة تغريبية سعت للاستئصال الفكري والتربوي والثقافي بضرب عقيدة المجتمع وقيمه ومحاربة مبادئه وتغيير هويته بعدما سيطرت على مراكز القرار بقوة، مدعية الإصلاح والتطوير والعولمة، وقد عانى الكثيرون من الاضطهاد بسبب معارضتهم لهذا الإجرام ونادوا نادوا بإقالة هؤلاء المسؤولين التغربيين ولكن القرار كان سياسيا أكثر منه تربويا وخصوصا أن تعيين بن غبريط جاء مع فتح باب العهدات لرئيس مقعد أنهكه المرض.
فإصلاحات بن زاغو بين بن بوزيد وبن غبريط حولت التلاميذ إلى فئران تجارب وأفرغت المدرسة من المفهوم التربوي وأضعفت المستوى العلمي.
أما من جانب التأطير فالمدارس بقيت تشتكي من نقص في المعلمين والأساتذة، فأغلبهم من فئة المتعاقدين ودون إدماج موازاة مع ارتفاع عدد التلاميذ، رغم تفشي البطالة بين أوساط خريجي الجامعات والمعاهد وعدم اجتيازهم لاختبارات التوظيف مما نجم عنه ظاهرة ” الغش ” بين التلاميذ والأساتذة لرفع نسب النجاح مع ازدياد وتيرة الاحتجاجات، فقد واجه كل من بن بوزيد وبن غبريط غضب النقابات والتلاميذ وأوليائهم على حد سواء.
وبعد تثبيت القدم التغريبية بدأ اللعب على المكشوف فخلال ندوة تقييمية للإصلاحات سنة 2015 يصرّح المستشار الأول لبن غبريط فريد بن رمضان علنا في بأن النية ستتجه إلى استبدال العامية باللغة العربية الفصحى، وذلك بحسب زعمه أن الأطفال في بدايات تعليمهم يجدون صعوبة في فهم الفصحى، مشيرا إلى أن دول العالم أجمع تدرّس في السنوات الأولى بـ” اللغة الأم”، أي العامية الدارجة.
ولكن الشارع الجزائري انتفض رافضا لهذا الاعتداء الصارخ على مقومات الأمة فلم تجد بن غبريط سوى القول أنها مجرد مقترحات لم يتم الفصل فيها بعد.
بعدها بأشهر تطفو على السطح قضية استقدام المفتشين التربويين الفرنسيين للاستعانة بخبرتهم على اعتبار أنهم كفاءات ولكن الوزيرة كالعادة تحوّل القضية إلى مجرد إشاعة وتؤكد أنهم لا يتدخلون في المناهج الدراسية لتستمر في تحضير خلطاتها السحرية في الغرف المغلقة والسفلية.
بعد تثبيت القدم التغريبية بدأ اللعب على المكشوف فخلال ندوة تقييمية للإصلاحات سنة 2015 يصرّح المستشار الأول لبن غبريط فريد بن رمضان علنا في بأن النية ستتجه إلى استبدال العامية باللغة العربية الفصحى..
وتخرج مجددا بقرارات واضحة لفرنسة الجزائر حيث أضافت إلزامية اختبار اللغة الفرنسية لمسابقات التوظيف في قطاع التربية، بعدما ألغت الاختيار بين الفرنسية والإنكليزية كما كان معمولا به سابقا، ونظرا لأن القرار لم يمر بسلام ولاقى استهجانا كبيرا برّرت بن غبريط الإجراء على أن 90 بالمئة من المترشحين يختارون الفرنسية عندما يكون اختبار اللغة اختياريا.
ثم تتمادى السيدة رمعون في تقزيم حجم الأستاذ وإهانته بتوزيع أقراص مضغوطة على تلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي في مختلف ولايات الجزائر، تحتوي على كامل البرنامج الدراسي، ولم يشف ذلك غليلها لتدرج دسيسة جديدة في اختبار اللغة العربية لبكالوريا 2018 فورود جملة “وإن رأيت معلما يجعل غرضه الأول المال والجاه وعرض الحياة الدنيا فهو كذلك معلم فاسد”، يعد إساءة مباشرة للمعلم الذي خرج مطالبا بتحسين ظروفه وهذا من حقه، فالظلم الذي يطاله كبير، أين هي العدالة حينما يكون راتب شهر واحد للوزير القائم على قطاع التربية يعادل مجموع رواتب سنوات عدة للمعلم الذي يعاني من آثار عمله مدى الحياة، لذا كان لزاما منحه امتيازات خاصة كحق له وليس منّا ولا صدقة من أحد.
وفي جرم آخر يوضع اسم الكيان الصهيوني على خريطة فلسطين في كتاب الجغرافيا لتتحجج بن غبريط أنه خطأ مطبعي، فضلا عن أخطاء والأصح تسميتها مغالطات كثيرة في بقية البرامج.
ولأن الرأي العام ثار ضد بن غبريط بعدما انكشفت ألاعيبها تجند الكثيرون لعزلها وجاءت الفضيحة الكبرى في تسريبات بكالوريا 2016م والتي طالب على إثرها مجموعة من النواب بإقالتها ولم تستجب السلطة لمطلبهم وكأنها تمثل سلطة أكبر لتتمادى بحذف البسملة من الكتب المدرسية في بداية السنة الدراسية 2017/2018 لأنها تعلم يقينا أن البسملة من صميم معتقداتنا، فهي ليست مجرد كلام للتهليل أو تمتمة للتضليل، إذ أننا لا نبدأ عملا إلا بها وفي كل الأحوال نذكرها قياماً أو قعوداً عند تلاوة القرآن أثناء الصلاة وعند الوضوء أو أكلاً أو شرباً، فذكر الله سبحانه وتعالى في بداية أي عمل يكون تبركاً وتيمناً واستعانة على إتمامه وكماله، وطلب القبول والإخلاص لله في الأقوال والأفعال بما فيه الخير والبركة، والبسملة لا تزيد المسلم إلا كل خير وبر وحفظ ورعاية إلهية.
وتواصل المبعوثة حربها على الإسلام بحظر النقاب في المؤسسات التعليمية ثم تفجر الوضع بمنع الصلاة في المدارس في بداية شهر فيفري 2019م من غير تورع، وتجعل المجتمع كله ناقما عليها مؤججة حالة الغضب فيتبلور الغضب الشعبي في شعارات رفعت ضدها في حراك 22 فيفري وأبرزها ” حرروا أبناءنا من بن غبريط” و” الشعب يريد رحيل النظام… الشعب يريد رحيل بن غبريط”.
لقد عاث أصحاب المشروع الفكري التغريبي الفرنسي في المنظومة التربوية فسادا في مخطط محاربة مقومات الأمة الجزائرية وثوابتها ولكن ذلك لن يتأتى وبيننا الصادقون وعليه وبعزل بن غبريط يجب اجتثاث كل جذورها واستبدال كل المناهج الدراسية التي وضعتها والتي اعتمدت أساسا سياسة الحشو والتكثيف مثل التاريخ الذي يدرس لتلامذة السنة الثالثة ابتدائي، لتظهر النتائج الكارثية خصوصا في الرياضيات التي تدرس بلغتين في كتاب واحد حتى عجز التلميذ عن الفهم وصار يخلط بين الترتيب التصاعدي والتنازلي ووحدات قياس الأطوال والأوزان، وكيف له أن يحل المسائل التي صارت تسمى الوضعية ويحتار أين يضع الإجابات
في جرم آخر يوضع اسم الكيان الصهيوني على خريطة فلسطين في كتاب الجغرافيا لتتحجج بن غبريط أنه خطأ مطبعي، فضلا عن أخطاء والأصح تسميتها مغالطات كثيرة في بقية البرامج..
والعمليات فكل مرة يطلب منه تغيير موضعهما، ولكن هذا لم يمنع من زيادة عدد الناجحين ولو بعقول مشوشة وتحصيل علمي ضئيل.
حتى نسبة النجاح في البكالوريا عالية جدا مقارنة بسنوات ما قبل الإصلاحات، مما استلزم تضخيم العلامات والغش لرفع نسب النجاح وكأن هذا هو التطور المنشود، فنكوّن جيلا بشهادات عليا متخلفا عقليا ومعاقا جسديا بمحفظة يعجز البالغ عن حملها فكيف بالصغير الذي صار يرى المدرسة سجنا والتعليم تعذيبا يعجز عن تحمله بل وفي عدة تحقيقات ميدانية ومع تلامذة في مختلف الأطوار يعلنونها صراحة كرهم الشديد للدراسة ليصاب الأولياء بخيبة أمل كبيرة مع كل ما يبذلونه من مجهود في تدريس أبنائهم سواء في البيت أو بإلحاقهم بالدروس الخصوصية التي تكلف الكثير رغم ذلك فالنتائج لا ترقى إلى المستوى المطلوب.
نتائج كارثية
وضعت المؤسسات التربوية اختبارات تعتمد على تفعيل القدرات واكتساب المهارات، ولكن هذا ما لم يتوافق مع قدرات التلميذ وإمكانياته، مما جعل نتائج الاختبارات ضعيفة مقارنة مما كانت عليه في السنوات السابقة وخصوصا للسنة الأولى ابتدائي، وعلى سبيل المثال وبالاضطلاع على نماذج من اختبارات هذه الفئة التي تخضع أول مرة للامتحان، فإن صياغة الأسئلة كانت صعبة في كل المواد حتى الرسم الذي يعتبر ترفيها كان عبارة عن عمليات جمع وطرح لاستخراج اللون، مادة اللغة العربية كانت صعبة أيضا حيث طلب من التلميذ كتابة كلمات بحرف الضاد والظاء وهو ما زال في خطواته الأولى في عالم الحروف، ناهيك عن كتابة الكلمات والجمل المركبة أما مادة التربية العلمية فهي عبارة عن نصوص أدمجت بأسئلة يعجز الطفل عن فهمها، وكذا التربيتان الإسلامية والمدنية واللتان لم تقلا صعوبة عن المواد الأخرى، لتكون النتائج ضعيفة، حتى أن نقاط التلاميذ كانت بين الصفر والثلاثة اللهم بعض التلاميذ وعددهم قليل جدا والذين تحصلوا على علامات تفوق الخمسة لذا فالعلامات سيئة عموما، وهذا ما خلق استياء كبيرا لدى الأولياء وخصوصا أنهم حضروا جيدا للامتحانات، ولكن النتيجة كانت غير متوقعة تماما مما سبب لهم إحباطا وجعل نفسية أبنائهم صعبة، وعند استقبال المعلمين لهم واستنكارهم لهذه الطريقة في صياغة الأسئلة، كان رد المعلمين أنهم ملزمون بإتباع المنهجية فهي إصلاحات الجيل الثاني التي تحتم عليهم التقيد بهذه الإجراءات، وعليه فالتجربة توضح أن هذه الإصلاحات لم تتبن نموذجا تربويا واضحا، إنما جمعت كمًّا من النماذج غير المتكاملة مما يزيد في صعوبة فهم التلميذ وتطبيقاته.
حذف السنة السادسة ابتدائي فذلك تجاوز خطير، فالأطوار التعليمية تقسم وفق مراحل نمو الطفل والمراهق، ففي الابتدائي تم تحديد السن من السادسة إلى التاسعة ومن التاسعة إلى الثانية عشرة في طورين، وفي المتوسط من الثانية عشرة إلى الخامسة عشرة يوجد طور، ولكن تم خلط هذه المراحل لينتقل التلميذ إلى المتوسط وهو غير قادر على مجاراة التغيير..
وبالتحدث إلى بعض تلاميذ السنة الأولى ابتدائي، كان واضحا عليهم اليأس والإحباط وتراجع معنوياتهم أمام رؤية معدلاتهم والتي كانت دون المتوسط، فكيف سيتعلم التلميذ بهذه الظروف النفسية السيئة.
والأخطر هو قرار الانتقال التلقائي لكل تلاميذ السنة الأولى بحجة المقاربة بالكفاءات وفي ذلك ظلم كبير للتلميذ بل يجني على مستقبله ويتسبب في تأخره عن الاستيعاب وعدم مساير وتيرة التعلم إذ لا يملك الأدوات الأساسية للعمل ،فالقاعدة غائبة وهو غير متحكم بالحروف والأرقام فمن أين سيصل لتركيب الجمل وحل المسائل في مستوى أعلى.
أما حذف السنة السادسة ابتدائي فذلك تجاوز خطير، فالأطوار التعليمية تقسم وفق مراحل نمو الطفل والمراهق، ففي الابتدائي تم تحديد السن من السادسة إلى التاسعة ومن التاسعة إلى الثانية عشرة في طورين، وفي المتوسط من الثانية عشرة إلى الخامسة عشرة يوجد طور، ولكن تم خلط هذه المراحل لينتقل التلميذ إلى المتوسط وهو غير قادر على مجاراة التغيير.
وجاء الحل لتغطية الخلل في الدورة الاستدراكية وهي مثال حي عن تكريس الرداءة والغش وتضخيم النقاط للمرور إلى القسم الموالي.
إعدام مناهج بن غبريط وضرورة البديل عاجلا
كما عملت بن غبريط على تصفية الكفاءات من وزارة التربية، يجب تصفية رداءتها، بتقليص الحجم الساعي للغة الفرنسية أو استبدالها مباشرة بالانجليزية، وإعادة الاعتبار للغة العربية، وكذا زيادة الحجم الساعي والنوعي للتربية الإسلامية التي لم يعد يظهر أثرها في تربية أبنائنا بعدما صارت تدرس لساعة واحدة أسبوعيا، فلا عجب أن تتحول المدارس إلى صورة مستنسخة عن أوكار العصابات من انعدام الاحترام، الانحلال الخلقي، عنف وشجارات يومية بيع للمخدرات كقطع الحلوى، تبادل للفيديوهات الإباحية وملابس فاضحة زد على ذلك نكتا منحطة، وبعدها نستغرب إن فقد أحدهم عينه أثناء شجار أو أصيب بكسور وجروح بليغة أو حتى الوفاة، فالمدرسة التي كانت أسرة ثانية للطفل صارت حقلا لتجربة الفرنسة والحداثة المزعومة حسب سلم تقييم بن غبريط الذي يقيم الصلاة بالسالب.
وعليه فإن عملية تغيير المناهج صارت ضرورة ملحة، بتعيين لجان مختصة تسير وفق الخطوات التالية:
– اعتماد منهجية واضحة ومدروسة وفق أهداف المجتمع وإشراك كل المعنيين بالعملية التربوية من لشركاء وفاعلين من مؤسسات رسمية ومؤسسات المجتمع المدني.
– تحضير مناهج تتوافق مع نظم المجتمع ومقوماته ويساير التطورات التربوية الحديثة.
– تحديد الأهداف لكل مرحلة تعليمة.
– وضع لجنة علمية بكفاءات عالية لكل مادة من المقرر الدراسي.
– الاهتمام بتنمية الفرد بمراعاة كل الجوانب لشخصية التلميذ ( النفسي- الاجتماعي – المعرفي أي القدرات العقلية- البدني) مع مراعاة الفروق الفردية.
– إسقاط المناهج التعليمية على الواقع المعيش .
– ترقية الفكر بتنمية قدرات التلميذ وتعزيز طرق الابتكار وروح الإبداع.
– الاهتمام بالنوعية أي الانتقال من التصور الكمي إلى الكيفي، ومنها تقليص البرامج المكثفة، ونبذ عملية الحشو.
– تحديد طرق التدريس ووسائل التعليم الناجعة.
– تحديث المدرسة بالوسائل التكنولوجية الحديثة وتكييفها مع النشاطات المبرمجة.
– فتح دورات للتكوين والتدريب للمعلمين، الأساتذة والمديرين على الكفاءات المهنية والبيداغوجية الضرورية للتجديد البيداغوجي للمقاربات.
– إلغاء الانتقال التلقائي لتلاميذ السنة الأولى ابتدائي.
– تمديد الدراسية الابتدائية إلى 06 سنوات كاملة.
– إلغاء الدورات الاستدراكية.
– الاهتمام بإعادة صياغة الكتب العلمية باللغة العربية كاملة وإزالة الرموز الفرنسية.
كانت هذه بعض المقترحات لمجموعة من المختصين في مجال التربية كبداية لإعداد مناهج جديدة من تشخيص أولي للأزمة التي تمر بها المنظومة التربوية.
الخاتمة:
إن أردنا النهوض عمليا بالمدرسة الجزائرية علينا إتباع أعظم مدرسة في تاريخ البشرية وهي مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان خير نموذج للمعلم المثالي موافقة لقوله عليه السلام: “إنما بعثت معلما”، فقد علم بصدق وأمانة، برفق ولين، وكان فصيح اللسان حاضر البديهة حاد الذكاء فطنا نبيها، مؤثرا فيمن حوله، وما خالف يوما فعله قوله، فارضا احترامه بوقار ومهابة مستخدما كل الوسائل الناجعة في إنجاح مهمته وتحقيق أهدافه نظريا وتطبيقيا بالمتابعة، وما ترك شيئا من الأمور الدنيوية والدينية إلا وأشار إليه وبين أحواله، فما عرف ولن يعرف العالم مدرسة ناجحة كمدرسته وهذا لن يمنعنا من التفوق واللحاق بموكب التطور لأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان وهذا ما يعرفه جيدا أصحاب الاملاءات الخارجية فيعملون بلا هوادة ويُجيّشون للحيلولة دون تحقيقه والتمكين لثقافتهم وأيديولوجيتهم والسعي لإدخال صبغة لا علاقة لها بقيم المجتمع الجزائري ومعتقداته.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 7006
بارك الله فيك يا أستاذة جباره، على هذه المنهجية في تناول الموضوع الحساس، والتفاصيل التاريخية التي مرت بها منظومة التعليم . أملنا أن يتم تدراك النقائص وتقويم ما يجب تقويمه ، بدون خلفية لا دينية ولا ثقافية ولا سياسية.
شكرا لك مع خالص تحياتي. الاعلامي والمترجم بلقاسم مسعودي
تعليق 7020
لايخفى على كل متابع لمسار المدرسة الجزائرية انها تعرضت اثناء عهدات الفشل و الفضائح لمحاولة جادة من قبل اعداء الامة الذين وجدوا يدا طويلة تنفذ مخططاتهم خاصة وانهم نالوا رضا السلطة الفاشلة آنذاك وخير دليل على ذالك هو نوع التخريج لأجيالناالمحطمون اخلاقيا أن المدرسة الحالية التغريبية خرجت جيلا آمن بأن الغش هو وسيلة ناجعة للنجاح ان ضآلة التحصيل لدى التلميذ لم يجد هؤلاء المتآمرين وسيلة لتغطيتها سوى التعامل برفق مع حالات الغش ومحاولة تقنينه بالدورات الاستدراكية ـ أستاذ.
تعليق 7212
صدقت في كل ماقلت ولكن قد تكون غفلت عن أهم عنصر في عملية الأصلاح هو فكر المعلم وثقافته ومعتقده الثقافة الذاتية للمعلم هي كلمة السر في الاصلاح والنهوض بالتعليم لان ارادة التعليم تسبق ارادة التعلم انا ارى ان اي عملية اصلاح تربوي تقصى فيها ثقافة المعلم وفكره ستكون فاشلة