هل هناك دولة حاصرت تماما فيروس كوفيد-19 ونجحت في العودة للحياة الطبيعية من دون دفع ضريبة عالية وبوفاة 10 أشخاص فقط منذ بداية الوباء؟ الجواب نعم، إنها دولة آيسلندا.
إجراءات استعجاليه وسباق مع الزمن وقوانين صارمة وحراسة مشددة سمحت باكتشاف أولى الإصابات بكورونا في 28 فيفري 2020 لوافدين من الخارج بعد خضوعهم لاختبارات فور دخولهم البلد، كما لم تغفل السلطات إجراء فحوصات مبكرة للسكان المحليين قدرت بحوالي 16 ألف فحص حتى للأصحاء الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض.
فضلا عن إجراءات إحترازية فعالة منعت من انتشار الوباء، أولها اعتماد الحجر الصحي الشامل لمدة أسبوعين، وخص كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بعناية خاصة لحمايتهم باعتبارهم أكثر الفئات عرضة للخطر.
وبحسب إحصائيات سابقة فقد انتقلت العدوى لثلاثة بالمائة من السكان، وبعد إعلان الحجر لمدة أسبوعين، أجريت الفحوص مجددا، فأكدت النتائج انخفاض عدد المرضى.
تكاثفت الجهود الحكومية مع القطاع الخاص، حيث أجريت ثلث الاختبارات من قبل شركة “كود جينيتيكس” للأدوية المتخصصة في مجال تحليل وفهم الجينوم البشري، وقد قدمت اختبارات مجانية للسكان، سواء من ظهرت عليهم أعراض المرض أو لا.
وقد بدأت الحكومة رفع بعض القيود التي فرضتها منتصف شهر مارس الماضي، عندما تم تسجيل أقل من 200 حالة مؤكدة ولم تحدث آنذاك أية وفيات.
كما صار مسموحا التجمع لما يصل إلى 50 شخصا بعدما كان العدد 20 شخصا فقط مع الإبقاء على مسافة التباعد للسلامة الجسدية والمقدرة بمترين.
وقد عاد الناس لممارسة أنشطتهم اليومية مثل فتح عيادات طب الأسنان وغيرها من المحال التجارية ومراكز أنشطة الأطفال والترفيه.
ومن جهتها فتحت المعاهد والجامعات أبوابها شهر ماي المنصرم، مع الحفاظ على الإجراءات الوقاية.
وما زالت الجهات المختصة تواصل عملها بإجراء الاختبارات للكشف عن الفيروس وخاصة في المطارات، أما لدى السكان فالفحص في مرحلته الثانية للكشف عن وجود الأجسام المضادة كمحاولة لتحديد نسبة انتشار العدوى خاصة أن آيسلندا بلد سياحي بامتياز.
وتجدر الإشارة أن آيسلندا جزيرة كبيرة تصنف في المرتبة الثامنة عشر من حيث المساحة بين جزر العالم، تتواجد شمال المحيط الأطلسي إذ تقع على الصفيحتين الجيولوجيتين للقارتين الأوروبية والأمريكية، تقدر مساحتها بـ 101,826 كم2.
تستقطب الطبيعية الخلابة في آيسلندا السياح الذين كثيرا ما يقصدون المضايق الغربية للتمتع بالمناظر ومشاهدة المياه النقية الجارية في الأعالي، فعبر الصحاري البركانية السوداء والتلال البرية الخضراء والينابيع الحارة والمساحات الجليدية ليمكن الوصول إلى قمة الجبل الثلجي..
كانت في السابق مملكة وفي 17 جوان 1944م أصبحت جمهورية رسميا، عاصمتها ريكيافيك وهي أكبر مدنها، يبلغ تعداد سكانها 364000 نسمة، لغتها الرسمية اللّغة الآيسلندية، وهي من اللغات الجرمانية الشمالية المنحدرة من الإسكندنافية القديمة، وتعتبر اللغة الانجليزية لغة رسمية ثانية، كما يجيد معظم الآيسلنديين التحدث باللغة الدنماركية.
أغلب سكان آيلسندا من أتباع الديانة المسيحية البروتستانتية، وتعد الكنيسة اللوثرية كنيسة وطنية، زيادة على وجود الإلحاد ونسبة قليلة جدا تدين بالإسلام تتمثل في الجالية الباكستانية والهندية والعربية المقيمة هناك.
رغم كون الدولة الآيسلندية من الدول المنضمة لمنطقة شنغن إلا أنها ليست عضوا في الإتحاد الأوروبي، لذلك فعملتها المحلية هي الكرونة، حيث: 1كرونة آيسلندية = 0,0064 يورو.
تستقطب الطبيعية الخلابة في آيسلندا السياح الذين كثيرا ما يقصدون المضايق الغربية للتمتع بالمناظر ومشاهدة المياه النقية الجارية في الأعالي، فعبر الصحاري البركانية السوداء والتلال البرية الخضراء والينابيع الحارة والمساحات الجليدية ليمكن الوصول إلى قمة الجبل الثلجي.
جمعت هذه الأرض الساحرة مختلف الأضداد لتشكل عالما فاتنا ومتجانسا بالتناقضات حيث يسكن الجليد مع النار، ولا ميثاق بين الليل والنهار، إذ يمتد الظلام في شهور الشتاء إلى ساعات متقدمة من اليوم وقد لا يظهر النور حتى العاشرة صباحا ليختفي عند الثالثة زوالا، أما في الصيف فتظهر شمس منتصف اللّيل وتضيء ما حولها لمدة 24 ساعة وتحديدا في شهر جويلية أين تتربع الإشراقة في كبد السماء لوقت طويل إلى حين تظهر تعليمات جديدة للشفق القطبي في عرض نادر الوجود بألوان متلألئة لخيالات وأشكال متغيرة على مساحة سماوية صافية.
صور خاصة لـ زاد دي زاد من العاصمة الايسلندية ريكيافيك التقطت قبل 4 أشهر
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.