إذا تأكدت التسريبات عن صدور المقترحات لحذف مادتي التاريخ والتربية الإسلامية من امتحانات شهادة البكالوريا؛ فإن كل الهواجس المفزعة التي كنا نحاول التملص منها، وكل الإجراءات التي رافقت تعديل الدستور وقانون محاربة الكراهية وباقي المؤشرات الأخرى التي تصب في مجملها في محاولة تغيير هوية الأمة والشعب؛ ستصبح حقائق لا مناص منها ولا يمكن دحضها..
وبالتالي سيكون على أنصار الجزائر الجديدة أن يصارحوا الجزائريين بأن بلادهم تعيش اليوم بالفعل مرحلة انتقالية مقنّعة؛ وبأن المؤسسات الدولية قد تمكنت من إدخال أنفها في الشأن الداخلي بشكل كامل وأن هوية الشعب الجزائري وشخصيته التي كونها عبر العصور؛ قد أصبحت اليوم في المزاد العلني.
الفايدة: إن مشروع بن غبريط لتدمير المنظومة التربوية قد كشر عن أنيابه بطريقة أكثر سفورا عما كانت عليه في المرحلة البوتفليقية.. بما يتناقض تماما مع ما يتم تسويقه حاليا حول ضرورة القيام بإجراءات للتهدئة لامتصاص الغضب الشعبي قبيل أيام قلبلة من الذكرى الثانية للحراك الشعبي.
والحاصول: إنه حتى النزر القليل من التاريخ المؤدلج والتربية الإسلامية المدجنة التي بقيت في منظومتنا التربوية؛ يراد اليوم مسحها نهائيا بما يؤكد أن ما جرى ويجري على كل الدول العربية اليوم من إملاءات دولية مفروضة يجري أيضا على الجزائر التي يبدو أنه قد تم استغلال ثورتها الشعبية كما تم استغلال كل الثورات العربية لتوجيه الدفة نحو الهاوية.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.